رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيسى لأبناء الريف: «أرضكم غالية جدًا عليكم الاستفادة منها.. وحافظوا عليها لتؤتى بالخير»

افتتاح الرئيس السيسي
افتتاح الرئيس السيسي لمجمع الأسمدة الأزورتية

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية توسيع الرقعة الزراعية فى مصر، مشيرًا إلى أن زراعة ٣٫٥ مليون فدان فى مناطق الدلتا وتوشكى ووسط سيناء، تضيف للرقعة الزراعية مساحة تقدر بنحو ثلث مساحة الأراضى الزراعية القديمة الموجودة فى مصر، مما يسهم فى تحقيق التنمية، وهو ما استلزم بذل جهود ووقت وتكلفة كبيرة.

وأضاف الرئيس السيسى، فى مداخلة خلال افتتاح مجمع مصانع الأسمدة الآزوتية فى العين السخنة: «إننا نتحدث عن مشروع ليس بسيطًا ومتطلباته من المياه والأسمدة ضخمة جدًا بخلاف تجهيزه كمشروع»، مشيرًا إلى أن التوسع الأفقى فى الزراعة يحتاج كميات كبيرة من المياه.

معالجة مياه الصرف لرى أراضى مشروعى سيناء والدلتا الجديدة

كشف الرئيس عن طبيعة العمل الجارى فى مشروعى «سيناء» و«الدلتا» الزراعيين، مضيفًا أنه تتم معالجة مياه الصرف الزراعى من خلال محطات عملاقة، الأمر الذى يحتاج إلى أموال طائلة.

وأضاف: «عندما افتتحنا مجمع الأسمدة فى مايو الماضى، تساءل البعض لماذا نصدر الفوسفات الخام، والآن مع افتتاحات اليوم أصبحنا نصّنع الأسمدة الآزوتية، ولكن الأمر كان يحتاج أولًا إلى توفير الغاز الطبيعى اللازم لتصنيع الأسمدة الآزوتية».

وقال إن أفضل استخدام للغاز الطبيعى، ليس بيعه كوقود وإنما إدخاله فى صناعات أخرى لتعظيم قيمته المضافة، مشيرًا إلى أن الاهتمام بالصناعة يتطلب نحو ٨٠٠ مليون دولار لإنشاء مصانع كثيرة لتلبية الاحتياجات المحلية والتصدير، الأمر الذى يأخذ وقتًا طويلًا، متابعًا: «كان لدينا فى الماضى أولويات لأن تشغيل المصانع يتطلب أولًا توفير الطاقة الكهربائية والغاز».

وتابع: «نسابق الزمن لدخول ٣.٥ مليون فدان الخدمة فى أسرع وقت ممكن»، داعيًا أجهزة الدولة إلى تنظيم رحلات لشباب الجامعات والمدارس؛ ليشاهدوا على أرض الواقع ما تم تحقيقه من مشروعات بأيدى إخوانهم، على كامل مساحة مصر، ولكى يروا ويتأكدوا بأنفسهم مما تحقق من إنجازات.

ولفت إلى أن جامعة أسوان، على سبيل المثال، نظمت رحلة لطلابها لزيارة توشكى؛ ليروا ما تم إنجازه بالفعل، مكملًا: «لن نسمح لأحد بأن يعبث بعقول شبابنا»، مردفًا: «علينا دور كبير ليشاهد شبابنا ما تحقق من إنجازات من خلال برامج وزيارات تنظمها الحكومة، ليتفاعل الشباب مع ما يتم على أرض الواقع».

وتساءل: «هل كان لدى مصر خلال الثلاثين أو الأربعين عامًا الماضية، برنامج لإضافة ٣.٥ مليون فدان للرقعة الزراعية؟»، قائلًا: «إننا لا نقول ذلك للنيل من أحد أو للتفاخر بما تحقق، وإنما لتسجيل ما يتم بالفعل على أرض الواقع».

وأكد الرئيس أن الدولة تسابق الزمن من أجل إدخال الـ٣.٥ مليون فدان فى مناطق الدلتا وتوشكى ووسط سيناء إلى الخدمة فى أسرع وقت ممكن، مضيفًا: «التوسع الأفقى الذى نجريه يتطلب الاطمئنان على المياه المستخدمة فى رى الأراضى الزراعية الجديدة»، مشيرًا إلى أن مشروعى سيناء والدلتا الجديدة، سيستخدم المياه التى أعيدت معالجتها من مياه الصرف الزراعى بواسطة محطات معالجة عملاقة، منوهًا إلى أن تكلفة هذه المحطات والمشروعات كبيرة للغاية.

مراعاة البُعدين الاقتصادى والبيئى فى استخدام الأسمدة

قال الرئيس إن الحديث عن التنمية الصناعية عنوان صغير، لكن تحقيقه يستلزم وقتًا وجهدًا وتكلفة كبيرة، مضيفًا أن مجمع الأسمدة الآزوتى استغرق تنفيذه ثلاث سنوات، وكان لا بد أن يسبقه توفير مصدر الطاقة اللازم للتصنيع وهو الغاز الطبيعى.

وأكمل أن إنشاء هذه المصانع استغرق نحو أربع سنوات، مشيرًا إلى أنه يتم التعامل مع أفضل شركات الصناعة فى العالم فى هذا المجال، وتضمن التفاوض معهم تأكيد ضرورة أن يتم إنجاز العمل فى أسرع وقت ممكن. وقال إن البعض يتساءل: «لماذا لا يوجد اهتمام بالصناعة؟»، لافتًا إلى أن الاهتمام بالصناعة والتحرك فى هذا القطاع سيأخذ وقتًا وجهدًا وتكلفة كبيرة، موضحًا أن مشروعًا مثل مجمع مصانع الأسمدة الآزوتية تصل تكلفته التقديرية دون تكلفة الأرض والمرافق، نحو ٨٠٠ مليون دولار، لافتًا إلى أن الوصول إلى إنشاء مصانع تحقق الاكتفاء ويتبقى جزء للتصدير، مسألة تستغرق وقتًا.

ووجه الرئيس الحكومة ووزارتى الدفاع والداخلية بتنظيم رحلات لطلبة المدارس والجامعات لزيارة المشروعات القومية الجديدة، ليتعرف الشباب على حجم الإنجاز على الأرض وتفاصيل تلك المشروعات.

كما كلّف الرئيس القوات المسلحة بتوفير وسائل النقل اللازمة للطلاب لمواقع المشروعات البعيدة، مؤكدًا أهمية دور وسائل الإعلام فى تسليط الضوء على المشروعات التى تنفذها الدولة، داعيًا إلى إطلاع المواطنين على حجم ما تم بذله من جهود فى تنفيذ هذه المشروعات، من خلال تغطية إعلامية وزيارات ميدانية.

ولفت إلى أن محطات معالجة المياه التى تم تدشينها، تهدف إلى توفير المياه لرى مشروعات الدلتا الجديدة ووسط سيناء، والاستفادة من تجميع مياه الصرف الزراعى التى كانت تلقى فى بحيرتى المنزلة والتمساح، موضحًا أنه تمت إقامة سحارات لإيصال هذه المياه لشرق القناة داخل سيناء، مثل الموجودة فى محطتى بحر البقر والمحسمة، بطاقة تبلغ ٦.٥ مليون متر مكعب فى اليوم.

ونوه الرئيس إلى ضرورة استخدام طرق الرى والزراعة الحديثة فى تلك المشروعات، مؤكدًا أهمية مراعاة البعدين الاقتصادى والبيئى فى استخدام الأسمدة، متابعًا: «استخدام الأسمدة بالكميات وبالأصناف المناسبة للزراعة، سيوفر اقتصاديًا وبيئيًا فى مشروع وسط سيناء، وكذلك الأمر فى مشروع الدلتا الجديدة، حيث سيتم تجميع مياه الصرف الزراعى ومعالجتها معالجة ثلاثية»، مؤكدًا الحاجة لتغطية إعلامية تبرز الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة.

وذكر أنه تم إنشاء ٣٠ محطة لرفع المياه لخدمة مشروع الدلتا الجديدة، منها ١٥ محطة فى الشمال و١٥ أخرى فى الجنوب، من خلال عمل هندسى كبير من حيث الإنشاءات الهيدروليكية وطلمبات رفع المياه، عكس اتجاه الانحدار الطبيعى، حيث يتم تجميع تلك المياه وإجراء معالجة لها، مشيرًا إلى أن تلك المياه أصبحت تخضع لمعالجة ثلاثية.

ولفت الرئيس إلى أن طاقة كل وحدة هندسية لرفع المياه تبلغ ٧.٥ مليون متر مكعب يوميًا، وهى محطات عملاقة جدًا ومزودة ببنية أساسية ضخمة لتوفير الطاقة اللازمة لتشغيلها، موضحًا أن التكلفة التقديرية لإقامة محطات الكهرباء لتشغيل محطات رفع المياه، تبلغ نحو ١٥٠ مليار جنيه.

علينا زيادة الإنتاج لتقليل حجم الاستيراد من الخارج

قال الرئيس إن التوسع فى الرقعة الزراعية فى مصر، بإضافة ٣.٥ مليون فدان يتم ريها باستخدام مياه الصرف الزراعى المعالجة بطريقة ثلاثية وبتكلفة كبيرة، يأتى لمواجهة النمو السكانى المرتفع.

وأشار إلى أن النمو السكانى فى مصر تراوح خلال السنوات العشر الأخيرة، لما بين ٢٠ و٢٥ مليون نسمة، قائلًا: «إذا لم يكن لدينا إنتاج يقلل حجم الطلب على الاستيراد من الخارج، ستكون فاتورة الاستيراد الخاصة بالدولة هائلة وضخمة».

ودعا إلى تنفيذ تغطية إعلامية لإبراز جهود الدولة فى مجال معالجة المياه بصورة كافية، مشيرًا إلى أن بعض الأشخاص المتطوعين، تولوا تحميل مقاطع مصورة على موقع «يوتيوب» لتلك المراحل، وأنه لا يعلم شخصية هؤلاء، ولكن جهودهم مشكورة، متسائلًا: «أين دور وسائل الإعلام الخاصة؟». وبين أن حجم المياه المستخدمة فى مجمع الأسمدة الآزوتية كبير للغاية، متسائلًا عن مصدر تلك المياه؟ ليجيب رئيس شركة النصر للكيماويات اللواء إيهاب عبدالسميع، قائلًا: «إنها تأتى من محطات تحلية نُفذت خصيصًا للمجمع، بطاقة تبلغ ٣٢ ألف متر مكعب/يوم فى محطة التحلية الأولى وتم التوسع فيها بإضافة محطة ثانية بطاقة ١٦ ألف متر مكعب/يوم، بإجمالى ٤٨ ألف متر مكعب/يوم للمحطتين معًا».

وتابع الرئيس السيسى: «نتحدث عن ٥٠ ألف متر مياه يوميًا، نحصل عليها من البحر الأحمر، وعبر مواسير تم مدها من المحطة، وصولًا إلى مجمع الأسمدة الآزوتية، ثم تتم إعادة تدوير للمياه والصرف الصناعى حتى لا تؤذى البيئة ويتم استخدامها مرة أخرى».

واستفسر الرئيس من وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، عمّا إذا كان قد تم الالتزام بالاشتراطات البيئية عند تنفيذ المشروع، فأجابت قائلة: «إنه تمت المراجعة وإجراء دراسة تقييمية للأثر البيئى مع الشركة المنفذة للمشروع، وأعطينا الموافقة البيئية فى التوسعات، كما رشّدنا استخدام الطاقة»، موضحة أنه عند تقليل الحرارة المستخدمة فى المشروع يقل استهلاك الطاقة، مضيفة: «نتحدث عن إعادة تدوير المياه فى دائرة مغلقة، مما يساعد على ترشيد استخدامها وضمان معالجتها».

وقال الرئيس السيسى إن الحكومة أعلنت الحد الأدنى لأسعار توريد خمس سلع، هى القمح وفول الصويا والذرة وعباد الشمس والأرز، مضيفًا أنها أسعار مناسبة حاليًا، مردفًا: «لكن عند ارتفاع السعر العالمى، سندفع ثمنًا أكبر وفقًا للأسعار السارية آنذاك، فمثلًا لو تعاقدنا اليوم على السعر الذى حددناه لسلعة القمح، وارتفع سعرها عالميًا فى وقت لاحق، سنشترى بالسعر العالمى المعلن وقت الحصاد». ووجه الرئيس السيسى حديثه إلى أبناء الريف قائلًا: «أرضكم غالية جدًا، وعليكم الاستفادة منها وعدم التعدى عليها أو تبويرها، ولا بد أن تحافظوا عليها وأن تخدموها، حتى تؤتى بالخير الكبير خلال الفترة المقبلة»، منبهًا إلى أن العالم كله يواجه مشكلة فى الإنتاج الزراعى، وأن الطلب يزيد بسبب النمو السكانى حتى فى مصر.

وقال إن مجمع العين السخنة، سيوفر الأسمدة لزراعة نحو ٣.٥ مليون فدان بحلول منتصف أو آخر العام المقبل، حيث يتم بذل الكثير من الجهد لتحقيق ذلك، قائلًا: «لقد تعودت على أن أكون صادقًا وأمينًا معكم فى كل كلمة أقولها، ولا نطلق وعودًا لا نستطيع تنفيذها»، مؤكدًا أهمية التغطية الإعلامية لمثل تلك المشروعات لإزالة الشعور بالقلق لدى المواطنين.