كوارث الجرائم العابرة.. كيف تواجه دول الجوار الطوارئ بالتنسيق الأمني المباشر؟
تحالفات واتفاقيات ثنائية تعقدها الدول مع جيرانها خاصة في حال ارتباط بلدين بحدود ممتدة على مدى آلاف الكيلومترات، وتتعاظم أهمية تلك الاتفاقيات في حماية الأمن القومي للدول من مخاطر الإرهاب وتهديداته.
ويكون التنسيق دائمًا بين دول الجوار لتأمين الحدود، مبنيًا على اتفاقيات وأطر للتعاون بين أجهزة الدول المتجاورة وبتنسيق مستمر خاصة في حالات الطوارئ، وهو ما انطبق تماما على الحالة التي عاشتها مصر خلال عام 2011، حيث بدات أجهزة الأمن المصرية التنسيق مع إسرائيل لتأمين الحدود المشتركة ضد أية محاولات إرهابية لإشعال النيران على الحدود.
وهو ما ينطبق على إشارة الرئيس السيسي اليوم الخميس، خلال احتفالية "يوم الشهيد"، عن ظروف المواجهة مع الإرهاب في سيناء بالتزامن مع أحداث يناير 2011، حيث حاولت العناصر الإرهابية السيطرة على المنطقة “أ”، مع زيادة خطورة قيام تلك العناصر بعمليات عبر الحدود ضد إسرائيل، ليبدأ التنسيق مع إسرائيل للدفع بقوات لتأمين العريش ورفح والشيخ زويد والسيطرة على الموقف هناك.
«الدستور» يرصد في السطور التالية أبرز حالات التنسيق الأمني بين دول الجوار..
أمريكا والمكسيك
شكل البلدان مجموعة عمل معنية بالقضايا الإلكترونية، ووقف الجرائم العابرة للحدود بينهما، ومن بينها تهريب المخدرات والاتجار في البشر وتهريب العملة.
وأدى التعاون الثنائي الواسع النطاق بين الولايات المتحدة والمكسيك إلى نجاح مكتب المد
عي العام في المكسيك بإجراء عدد من عمليات تفكيك منظمة تهريب البشر عبر الحدود الوطنية، من بينها تفكيك عصابة تهرب البشر تعمل في Nogales ، Sonora ، على طول الولايات المتحدة والمكسيك.
وجاء التعاون بين الدولتين، بعد انتشار منظمات تهريب البشر مسؤولة عن تهريب أعداد كبيرة من الأفراد بشكل غير قانوني من المكسيك وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية إلى أريزونا ومواقع أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ومن بين العمليات التي نجحت الاتفاقية فيها، تسهيل ت تنفيذ ستة أوامر اعتقال في المكسيك لمنسقي التهريب أرتورو تيندا غارسيا، وخوسيه غوادالوبي تيندا غارسيا الملقب بانتيرا، وجيلبرتو إسكالانتي-أوسونا الملقب موخومو ، وأورييل كروز-تيندا الملقب كويكي ، وكريستال تولينتينو هيرنانديز ، و ألفونسو سوتيلو كونتريراس الملقب بيرد.
أمريكا وكندا
اتفاقية قديمة بين البلدين، تم تجديدها في فبراير 2021، لإعادة إنشاء منتدى الجريمة عبر الحدود (CBCF)، مما يسهل عملية تبادل المجرمين بينهما والعمل المشترك.
ووصف الرئيس جو بايدن، هذه الاتفاقية، بأنها تجعل البلدين يعيشون في بلاد أكثر أمناً.
وأكدت الحكومة الأمريكية في بيان رسمي لها، أنه نظرًا للترابط بين الصناعة والاقتصادات الأمريكية والكندية، فأنها ملتزم بالتعاون المشترك بالعمل بشكل ثنائي لمكافحة التهديدات السيبرانية الشائعة، مثل هجمات برامج الفدية، وتعزيز الأمن السيبراني للبنية التحتية الحيوية والمرونة.
وأضاف بيان الحكومة:" سنعمل معًا لتحسين التنسيق حول الإبلاغ عن هجمات برامج الفدية التي يمكن أن تؤثر على البنية التحتية الحيوية عبر الحدود، علاوة على ذلك ، سنحدد وننفذ خيارات لتقوية قطاعات اقتصادنا التي يتزايد استهدافها من قبل المجرمين ولتنفيذ استجابات فعالة".
واتفق البلدان على تعزيز اعتماد أفضل الممارسات بشأن الصحة الإلكترونية للمساعدة في الدفاع ضد هذه التهديدات بالإضافة إلى تزويد أصحاب المصلحة بالأدوات اللازمة للإبلاغ عن الحوادث الإلكترونية بشكل فعال وسريع.
التعاون بين أوروبا وأمريكا اللاتينية
وفي أكتوبر عام 2022، وافقت كل من هولندا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا على تعزيز تعاونها مع دول أمريكا اللاتينية لمكافحة الجريمة المنظمة، وتحديداً تهريب المخدرات.
وخلال اجتماع ممثلين عن الدول الموقعة على الاتفاقية، في أمستردام، تعهدت الدول الست بتعزيز الموانئ والأمن البحري، بالإضافة إلى تعزيز استخدامها للتكنولوجيا لمواجهة عصابات الجريمة.
وجاء ذلك بعد سلسلة من عمليات التهريب والتعرض لجرائم عابرة في بعض الدول الأوروبية، ولاسيما هولندا، حيث تم ضبط أكثر من 214 طنا من المخدرات في أوروبا في عام 2020 ، بزيادة 6٪ عن عام 2019.