رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احتفالات في الكنيسة البيزنطية بذكرى صفرونيوس رئيس أساقفة أورشليم

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى صفرونيوس رئيس أساقفة أورشليم، الذي ولد في دمشق حول سنة 550، وترهب في دير القدّيس ثاوذوسيوس في جوار القدس. اشتهر بغزارة علمه وكثرة مؤلفاته. انتخب بطريركاً للمدينة المقدسة سنة 634. على إثر اندحار الجيوش البيزنطية، فتح العرب المدينة المقدسة ودخلها الخليفة عمر سنة 637. انتقل صفرونيوس إلى الله في مثل هذا اليوم من سنة 638.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "ومَضى يسوع فَرأى في طَريقِه رَجُلاً جالسًا في بَيتِ الجِبايَةِ يُقالُ لَه متّى، فقالَ لَه: اتبَعْني!". إنّ الرّب يسوع لم ينظرْ إليه فقط بعينَيّ الجسد، وإنّما بنظرة الرحمة... فقد رأى جابي الضرائب، ولأنّه رآه بنظرة ترحم وتختار، "قال له: اتبَعني"، أي كنْ مثلي. عندما طلبَ الرّب يسوع من متّى أن يتبعَه، دعاه إلى أن يعيشَ مثله أكثر منه أن يسيرَ خلفَه؛ لأنّ "مَن قالَ إنّه مُقيمٌ فيه وَجَبَ علَيه أن يَسِيرَ هو أيضًا كما سارَ يَسوع". 

أمّا متّى، "فَقامَ وَتَبِعَهُ". ليست مفاجأة أن يتخلّى جابي الضرائب عن مكاسبه الأرضيّة عند سماع الدعوة الأولى والآمرة من الربّ يسوع المسيح، وأن يهمل الممتلكات الزمنيّة ليلتحقَ بذاك الذي رآه مجرّدًا من كلّ ثروة. ذلك أنّ الربّ الذي دعاه من الخارج بالكلمة، لمسَه في عمق أعماق نفسه من خلال نشر نور النعمة الروحيّة. من خلال هذا النور، فهمَ متّى أنّ ذاك الذي دعاه إلى التخلّي عن الممتلكات الماديّة على الأرض كان قادرًا على منحه كنزًا لا يفنى في السماء. 

"وبَينَما هو في البَيتِ على الطَّعام، جاءَ كثيرٌ مِنَ العَشَّارينَ والخاطِئين، فجالَسوا يسوعَ وتلاميذَه": إنّ توبة عشّار واحد قد فتحت الطّريق واسعًا أمام توبة الكثير مِنَ العَشَّارينَ والخاطِئين وحصولهم على المغفرة... يا لها من علامة جميلة! ففي وقت اهتداء ذلك الّذي سيصبح فيما بعد رسولاً ومبشّرًا بين الوثنيين، اجتذب معه مجموعة من الخطأة نحو طريق الخلاص.