رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم الجمعة.. البيزنطيون يعيدون في ذكرى ثلاثة من قديسي الكنيسة

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل الكنيسة البيزنطية بتذكار القدّيس الشهيد قذراتوس الكورنثي ورفاقه، وأصلهم من كورنث في اليونان، عاشوا في عهد الإمبراطورين داكيوس وفاليريانوس. وكلّلوا حياتهم بإكليل الشهادة للمسيح.

وذلك بالاضافة الى تذكار القديسين الشهيدين خريسنثوس وذاريا اللذان استشهدا في روما سنة 283 في عهد الإمبراطور فاليريانوس.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "سِراجُ الجَسَدِ هو العَين". إنّ هذه العين هي كالنوايا التي عبرها نقوم بكلّ أعمالنا، فإن كانت هذه النوايا طاهرة وبارّة، عندها تكون كلّ أعمالنا صالحة. بالفعل، اعتبر القدّيس بولس الرّسول بعض الأعمال وكأنّها "أعضاء". 

لذلك كتب: "أَميتوا إِذًا أَعضاءَكمُ الَّتي في الأَرض بما فيها مِن زِنًى وفَحْشاءَ وهَوىً وشَهوةٍ فاسِدَةٍ وطَمَعٍ وهو عِبادَةُ الأَوْثان" وما يشبه ذلك.

إن ما يجب أخذه إذًا بعين الاعتبار في حياة الإنسان، ليس أعماله إنّما نوايّاه؛ لأنّ النّوايا هي نور أنفسنا، لأنّنا نستطيع أن نعرف بوضوح إن كنّا نعمل بنيّة حسنة وأنّ "كُلَّ ما ظَهَرَ كانَ نُورًا" 

أما بالنّسبة لأعمالنا، والّتي هي نتيجة لعلاقاتنا مع الآخرين، فإنّ نتائجها غير مضمونة ولهذا يسمّيها الرّب ظلامًا، فمثلاً، إن أعطيت مالاً لفقير ما، هل باستطاعتي أن أعرف كيف سوف يقوم باستخدامه؟ فإن كانت نواياك الّتي تعرفها قد اسودّت بسبب الأهواء البشرية فبالحري أن تكون كذلك الأعمال الّتي لا تعرف نتيجتها مسبقًا.

هذا و يُحوّل بعض الناس كلّ طعامٍ يتناولونه إلى مزاج سيّء، وإن كان هذا الطعام صحّيًّا، ولا يعود السبب في ذلك إلى الطعام، بل إلى مزاجهم الّذي يغيّر الطعام. وهكذا، إن كان استعداد نفسنا سيّء، كلّ شيء يؤلمها؛ فتحوّل حتّى الأمور المفيدة إلى أمور تؤذيها، إذا وضعنا بعض الأعشاب المُرّة في وعاء عسل، أفلن تغيّر طعم الوعاء كلّه وتجعل العسل كلّه مُرًّا؟ وهذا ما نفعله: ننشر البعض من مرارتنا ونحطّم خير القريب بالنظر إليه من زاوية وَضعِنا السيّء.