رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لاتين مصر» يحتفلون بعيد كرسي القديس بطرس الرسول

كلاوديو لوراتي
كلاوديو لوراتي

تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بعيد كرسي بطرس الرسول، واحتفل بهذا العيد في روما منذ القرن الرابع، ليكون رمزاً وعلامة على أن بطرس الرسول هو أساس الوحدة في الكنيسة. 

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لا يمكننا أن نتصوّر أنّ الصلاة الداخليّة، والحرّة من كلّ أشكال العبادة التقليديّة، على أنّها تتعدّى كونها تقوى داخليّة ذاتيّة أو أن نضعها في إزاء الليتورجيا، صلاة الكنيسة الشاملة. إنّ كلّ صلاة حقيقيّة هي صلاة الكنيسة، ومن خلال كلّ صلاة حقيقيّة يجري أمرٌ ما في الكنيسة، وإنّ الكنيسة ذاتها تصلّي لأنّ الرُّوح القدس الحيّ فيها وفي كلّ روح فريدة، "يَشفَعُ لَنا بأَنَّاتٍ لا تُوصَف" . وها هي هنا الصلاة الحقيقيّة، لأنّه "ولا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَقول: يَسوعُ رَبٌّ إِلاَّ بِإِلهامٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُس".. ما هي صلاة الكنيسة إن لم تكن تقدمة أولئك الملتهبين بالمحبّة الذين يهبون ذاتهم إلى الله الذي هو محبة؟.

إنّ هبة الذات إلى الله، بالمحبّة والعطاء من دون حدود، والحصول على الهبة السّماويّة في المقابل، والحصول على الاتّحاد الكامل والدائم هي قمة ارتقاء القلب التي يمكن لنا نحن البشر أن نحقّقها، هي أعلى درجات الصلاة. إنّ النّفوس التي حقّقت هذا الاتّحاد هي حقيقةً قلب الكنيسة النابض، إذ فيها تعيش محبّة الرّب يسوع المسيح الكاهن الأسمى، "لأَنَّكم قد مُتُّم وحَياتُكم مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله"، غير أنّه لا يمكن لتلك النّفوس إلاّ أن تشعّ في قلوب أخرى من محبّة الله التي تملأها وتساهم بذلك في تحقيق اتّحاد الجميع في الله، الاتّحاد الذي كان دومًا وما يزال رغبة الربّ يسوع المسيح الكبرى.