رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى الراهب تيموثاوس

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى تيموثاوس الذي كان في سنبلة، وهو من رهبان القرن الثامن، وأيضا ذكرى القدّيس إفستاثيوس رئيس أساقفة أنطاكية العظيمة، وهو أسقف بيرية أي حلب، ونقل إلى كرسي إنطاكية وحضر المجمع المسكوني الأول الذي التأم في نيقية سنة 325. وانتقم كبار الأريوسيين من نضاله المقدس ضد بدعتهم، فوشوا به لدى الإمبراطور قسطنطين الكبير، وحطّموه عن كرسيه سنة 330، واستصدروا أمراً بنفيه. انتقل إلى الله في منفاه، ونقل رفاقه إلى إنطاكية في عهد الإمبراطور زينون والبطريرك كالانديون (482-485). ولدينا خطاب من القدّيس يوحنا الذهبي الفم في مديحه.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لقد أمَرَنا ربُّنا يسوع المسيح بأن نتجنَّبَ المجد الباطل بعناية حين قالَ: "إِيَّاُكم أَن تَعمَلوا بِرَّكم بِمَرأًى مِنَ النَّاس".. إنّ قلبَنا هو الذي يجب أن يكونَ موضع هذا العنايّة، لأنّ الحيّة التي يُطلَب منّا أن نُراقِبَها تكون عادةً غير مرئيّة، وهي تَتسلَّل إلى نفوسِنا بطريقة سريّة لإغوائنا. لكن إن كانَ القلب الذي يتسلَّل إليه ذاك العدو طاهرًا، سرعان ما يكتشف الرجل البارّ أنّ مَن يحاول إغراءَه هو الشرّير. لكن إن كانَ القلبُ فاسِدًا، فهو لا يستطيع أن يميِّز بسهولة إيحاءات الشيطان.

لذا، بدأ ربُّنا يسوع المسيح كلامَهُ قائلاً: "لا تغضَبْ، لا تطمَعْ"، لأنّ الرجل الخاضِع لأهوائه يكون عاجزًا عن السهر على قلبِه. لكن كيف يمكننا ألاّ نعملَ البِرَّ بمرأى من الناس، وفي هذه الحالة كيف يمكننا أن نبقى غير مبالين؟ فإن تقدّم منّا فقير أمام شخص آخر، كيف يمكن أن نتصدّقَ عليه بطريقة سريّة؟ وإن أخذناه على انفراد، ألن يتسبَّبَ ذلك بفضح صدَقَتِنا؟

فلنُلاحظْ أنّ ربَّنا لم يقلْ فقط: "إيّاكُم أن تَعمَلوا بِرَّكُم بِمَرأى مِنَ الناس" لكنّه أضافَ قائلاً: "لكي يَنظروا إليكم". إنّ الذي لا يَعمَلْ بِرَّه بهدف أن يَراه الناس، رغم أنّه يعمل في حضورِهم، لا يكون بهذه الحالة يقومَ بتلك الأعمال أمام الناس؛ لأنّ ذاك الذي يعمل للربّ، لا يرى في قلبِهِ سوى الربّ الذي يعمل من أجلِه؛ كما يرى العامِل دائمًا أمام عينَيه ذاكَ الذي أمَرَه بتنفيذ العمل.