رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. موارنة مصر يحيون ذكرى لاون بابا روما

شيحان
شيحان

تحتفل الكنيسة المارونية، اليوم، بذكرى مار لاون الأوّل بابا روما وهو إنتُخِبَ حَبراً أعظَم بَعدَ إن كَانَ رَئيسَ شَمامِسَةِ روما، خَلَفاً للبابا كْسِيسْطوس سَنَة 440. إشتَهَرَ بِمواعِظِهِ عَنِ الايمانِ بالمَسيح، أقْنومٌ واحِدٌ في طَبيعَتَين. وَعِندَ إنعِقادِ المَجمَع المَسكوني الرابع في خَلقيدونِيَة سَنة 451 بَعَثَ بِرِسالَةٍ لاهوتِيَةٍ الى المَجمَع، حَّدَدَ فيها العَقيدَة الكاثوليكية. وعِندَ قِرائَتِها هَتَفَ الآباء بصوتٍ واحدٍ:" هَذا هُوَ ايمانُ الآباء، هَذا هُو ايمانُ الرُسُل، هَذا هُوَ ايمانُنا أجمَعين، لَقَد نَطَقَ بُطرُس بفمِ لاون!" ويُتَهَمُ المَوارِنَةُ بِتَعلُقِهِم بِرِسالَةِ لاون هَذِه، حَتى دَعاهُم الهَراطِقَةُ:"كَرِْمَ لاون وَزَرعِهِ". تَرَكَ الكَثيرُ مِن المَواعِظِ والمُؤلَفاتِ القيِّمة. إنتَقَلَ الى الحَياةِ البَاقِيَة سنة 461. وُجِدَ رُفاتُهُ في كنيسَةِ القِدِّيس بُطرس سنة 1607 وأعلنَهُ البابا بِنِدِكتُوس الرابع عَشَر "مَلفان الكنيسة الجامعة" سنة 1754.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها ان "جِئتُ لِأُلقِيَ عَلى ٱلأَرضِ نارًا": لقد نزلت إلى الأرض من أعالي السماوات، وبواسطة سِرِّ تَجَسُّدي، اعتلنت للبشر لأُشعِل في قلوبهم البشريّة نار الحبّ الإلهي. " وَما أَشَدَّ رَغبَتي أَن تَكونَ قَدِ ٱشتَعَلَت": أي أن تشتعل فتصبح شعلةً يحرّكها الرُّوح القدس وتتدفّق منها أعمال المحبّة!.

بعد كلامه هذا، أعلن الرّب يسوع المسيح بصراحة أنّه سوف يموت على الصليب قبل أن تتّقِد البشريّة بنار حبّه هذا. بالفعل، إنّ آلام المسيح هي التي جعلت البشريّة مستحقّة لهذه النعمة الكبيرة، وإنّ ذكرى هذه الآلام، قبل أي شيء آخر، توقد الشعلة في قلوب المؤمنين. وتابع الربّ قائلاً: "وَعَلَيَّ أَن أَقبَلَ مَعمودِيَّةً"، وبكلامٍ آخر، فإنّ معموديّتي بالدم باتت حتميّة، بتدبير من الله الآب، أي أن أغطس في دمائي فوق الصليب كما لو كنت أغطس في الماء، لكي أفتدي العالم بأسره. "وَما أَشَدَّ ضيقي حَتّى تَتِمّ!": أي إلى أن تنتهي آلامي فأستطيع حينئذٍ القول "قَدْ تَمَّ كُلُّ شَيء".