رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طريق الوعى.. «المتحدة» تطلق «الوثائقية» الأحد المقبل: «ذاكرة مصر فى أيدٍ أمينة»

الوثائقية
الوثائقية

فى الثامنة مساء الأحد المقبل، سيكون المشاهدون على موعد مع حدث فارق فى تاريخ الإعلام العربى، وهو انطلاق قناة «الوثائقية»، التى دشنتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية؛ لتكون منصة توثيقية لجميع الأحداث المهمة والفارقة فى تاريخنا، إيمانًا من الشركة بأهمية الفيلم الوثائقى ودوره فى تنمية الوعى وتثقيف المشاهد العربى.

وسبق وأعلنت الشركة المتحدة عن تعيين الكاتب الصحفى أحمد الدرينى رئيسًا لقطاع الإنتاج الوثائقى، والإعلامى شريف سعيد رئيسًا للقناة الوثائقية، فى خطوة حازت إشادات واسعة من المتابعين، معتبرين إياها حدثًا مهمًا يسهم فى إثراء المشهد الإعلامى.

 

«الأعلى للإعلام»:  تسهم فى تطوير الإعلام المصرى وتؤكد ريادته إقليميًا

أكد الكاتب الصحفى صالح الصالحى، وكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن قرار «المتحدة» إطلاق قناة وثائقية تضم خبرات متنوعة يستحق الإشادة، موضحًا أن «هذه الخطوة سوف تسهم فى تطوير الإعلام المصرى وتأكيد ريادته إقليميًا».

وأضاف «الصالحى»: «وحدة الأفلام الوثائقية التابعة لإحدى قنوات الشركة المتحدة حققت نجاحات ملحوظة منذ تكوينها، ومن هنا جاءت فكرة تطوير هذه الوحدة؛ لتصبح قناة متكاملة مع ضم خبرات وكفاءات إليها».

ولفت إلى أن هذه الخطوة التى حرصت عليها «المتحدة»، تأتى فى إطار خطة الشركة لتقديم منظومة إعلامية وطنية متكاملة، تجمع بين الصحافة والتليفزيون والمنصات الإعلانية والدرامية، والآن جاء وقت الاهتمام بالجانب الوثائقى.

ونوّه بأن الشركة- من خلال أذرعها المختلفة- كان لها دور مهم فى إعادة الإعلام المصرى لمكانته المستحقة والمرموقة على مستوى المنافسة الإقليمية، وأنهت فترة تراجع وضعف المحتوى وعشوائيته، وثمّن حرص «المتحدة» على تكثيف محتوى الوعى والثقافة وإعلاء القيم والأخلاق، وهو ما سوف يكون له أثر بالغ فى إعادة الهوية الوطنية وإزالة ما لحق بها من شوائب.

 

أحمد الدرينى:  نستهدف فحص وثائقنا وإعادة إنتاجها فى صورة بصرية

 

قال أحمد الدرينى، رئيس قطاع الإنتاج الوثائقي بـ«المتحدة»، إن الخطوة تأتى تكليلًا لسنوات من النجاح والإتقان والعمل المتواصل الذى راعى كل التفاصيل التحريرية والفنية لصناعة الفيلم الوثائقى داخل وحدة الأفلام الوثائقية. وأضاف أن وحدة الأفلام الوثائقية قدمت، خلال الفترة الماضية، نحو ٥٠ فيلمًا وثائقيًا، وعلى إثر ذلك فكرت «المتحدة» فى تدشين قطاع وثائقى تنبثق عنه قناة جديدة، لممارسة مهام وثائقية بالمفهوم الأوسع للتوثيق، مع مهام متداخلة ومجموعة أنشطة أخرى تنفذها الشركة، ربما يكون منها التدقيق التاريخى لبعض الأعمال. وذكر أن من ضمن أهداف القناة الوثائقية الجديدة الحصول على وثائق تخص مصر فى سياقات مختلفة، عبر إجراء اتفاقات وبروتوكولات تعاون مع بعض مؤسسات الدولة، لفحص هذه الوثائق وفهرستها وأرشفتها وإعادة إنتاجها مرة أخرى فى صورة بصرية ملائمة، ليكون مشروعًا معرفيًا بمعناه الأوسع وتكون القناة ذراعه الرئيسية.

«الإعلاميين»:  الشركة تستكمل دورها فى الحفاظ على الهوية الوطنية

شدد الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، على أن الأفلام الوثائقية لها أهمية كبيرة للغاية، لأنها تمثل ذاكرة للأمة وتوثق الأحداث المهمة وتنقلها إلى الأجيال القادمة، مثمنًا قرار «المتحدة» بإطلاق قناة للأفلام الوثائقية.

وقال «سعدة»: «أتوقع أن يكون للقناة دور بارز فى توثيق الأحداث المهمة بحيادية، دون مؤثرات أخرى رأيناها فى بعض الأفلام التسجيلية التى أطلقتها مؤسسات إعلامية غير مصرية وابتعدت تمامًا عن الحقيقة والجانب الوطنى فى التوثيق».

وأكد ضرورة اهتمام القناة الجديدة بملف الوعى الوطنى، لكى تكون ذاكرة للأجيال القادمة، والتركيز على الأحداث التى مرت بها مصر خلال السنوات الأخيرة، حتى تستكمل «المتحدة» رؤيتها بشأن الوعى والثقافة والحفاظ على الهوية الوطنية.

وقال: «الشركة المتحدة صنعت واقعًا أفضل وأكثر تطورًا للإعلام المصرى، وحققت نجاحًا كبيرًا، من ناحية المحتوى الدرامى والإعلامى ومن ناحية تحقيق مكاسب مادية، كما نجحت فى إعادة التوازن إلى الإعلام المصرى وحافظت على ريادته إقليميًا».

ولفت إلى حرص «المتحدة» على الجانبين الوطنى والاجتماعى فى خططها، وذلك من خلال المبادرات الكثيرة التى أطلقتها الشركة، والتى اهتمت كثيرًا بالجوانب الأخلاقية والاجتماعية والثقافية وتنمية واكتشاف المواهب فى مجالات عدة، مشددًا على أن الشركة تقدم رسالة إعلامية تثقيفية أخلاقية متكاملة وعلى أعلى متسوى من التميز.

ونوّه بأن الشركة أسهمت فى إعادة الإعلام المصرى للمنافسة على المستوى الإقليمى، وظهر ذلك بعد إطلاق قناة القاهرة الإخبارية، وتطوير محتوى الدراما المقدم ليتناسب مع المجتمع العربى، مثمنًا إعلاء الدور الوطنى فى كل التوجهات والخطط الخاصة بالشركة من ناحية، ومواجهة الإعلام المعادى ومواجهة الشائعات من ناحية أخرى.

خبراء:  توقيت تدشينها ممتاز لمواجهة التشويه والتحريف والمعلومات المغلوطة

رأى أحمد نور، مخرج الأفلام الوثائقية، أن إطلاق القناة الجديدة خطوة مهمة جدًا فى السياق الإعلامى، مضيفًا أن الفيلم الوثائقى بشكل عام يقدم معالجة فنية للواقع ويسهم فى زيادة الوعى، وله دور مهم للغاية فى القضاء على الشائعات، و«هو يقدم مادة علمية لتوثيق أحداث مهمة تاريخية وسياسية وفى كل المجالات». 

وقال: «الأحداث المختلفة التى يشهدها العالم كله تلزمنا بتوثيق المعلومات والأخبار وتقديم الإحصائيات وتحديد مصدرها، لنحارب التحريف والتشويه والمعلومات المغلوطة»، مشددًا على أن «إطلاق القناة فى هذا التوقيت خطوة ممتازة، وأنا فخور جدًا بالتطوير العظيم الذى تقدمه الشركة المتحدة، الذى يعد دورًا وطنيًا يستحق الاحترام والتقدير».

من جهته، أشاد المؤرخ الفنى محمد شوقى بالفكرة، معتبرًا أنها ستكون إضافة كبيرة للغاية، وتتواكب مع الدور الرائع الذى تؤديه «المتحدة» فى المجال الإعلامى.

ورأى أن إطلاق القناة خطوة تاريخية لعدة أسباب، منها أنها ستعمل على توثيق التاريخ الماضى والحاضر بشكل يستشرف المستقبل، مضيفًا: «يجب أن نوثق تاريخنا، فهناك أعمال توثق لنا وليست من إنتاجنا، وعلى الرغم من احترافيتها لكن بها مغالطات كثيرة».

وقال: «القناة الوثائقية ستجعلنا نوثق تاريخنا بأيدينا، وهى خطوة مهمة، خاصة فى التوقيت الحالى، لكى نعرف الكثير عن تاريخنا»، موضحًا: الشباب الحالى يأخذ معلوماته من الـ«سوشيال ميديا» ومن الـ«يوتيوبرز» وغيرهما من الذين يتحدثون فى كل المجالات ويروون الحكايات التاريخية، وكل واحد ينقل من مكان معين مقدمًا محتوى ربما لا يكون دقيقًا، وهذا أمر خطير للغاية.

وواصل: «تقديم التاريخ عبر قناة متخصصة، وفقًا لمعايير توثق للأحداث وللشخصيات من مصادرها الحقيقية، إضافة قوية لنا ولأرشيفنا ووجهتنا المعرفية»، مقدمًا الشكر للشركة المتحدة، شاكرًا أيضًا كل من خطط لتلك الفكرة التى يرى تنفيذها عملًا قوميًا وتاريخيًا.

وقال المخرج سعد هنداوى، إن فكرة إطلاق قناة وثائقية خطوة مهمة للغاية، رغم تأخرها، مضيفًا أن «التليفزيون المصرى غفل، خلال العقود الماضية، عن إطلاق قناة متخصصة فى الأعمال الوثائقية، ولكن أن تأتى متأخرًا أفضل من ألا تأتى أبدًا».

وعبّر عن أمنيته فى وجود مادة فيلمية مميزة فى القناة الجديدة، وأن يكون هناك توسيع لفكرة شراء الأعمال من أكثر من جهة، إضافة إلى تفعيل إنتاجات القناة نفسها، معبرًا عن أمنيته فى أن تكون الأعمال المقدمة متنوعة ومتعددة.

وتابع: «الفيلم الوثائقى المميز يبدأ من الموضوع المميز وطريقة تنفيذه، ومن المهم أن تكون هناك مساحة إبداعية فى موضوعات وأشكال الأفلام، حتى تكون القناة غنية وتجعل المشاهد يرتبط بها».

الاستحواذ على سلاسل أفلام عالمية

أعلنت «الوثائقية» عن الاستحواذ على عدد من الأفلام والسلاسل الوثائقية العالمية المتنوعة، حيث نجحت القناة فى التعاون مع شركات من دول العالم المختلفة مثل سويسرا والنمسا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا وبيرو، وذلك من خلال التعاقد المباشر مع هذه الشركات لتوفير مواد وثائقية تغطى موضوعات مختلفة وتقدم محتوى ثريًا، يعرض للمرة الأولى على الشاشات العربية ويضع المشاهد المصرى فى قلب خارطة المواد التليفزيونية ذات الطابع الكوكبى، وبحيث لا ينعزل عن سياق المعارف التى باتت تشكل معالم العصر الحديث.

وقال أحمد الدرينى: «نهدف فى خطط استحواذنا لإتاحة مواد علمية وتاريخية وفنية وسياسية وعسكرية توفر للمشاهد المصرى والعربى إطلالة على العالم ومروياته الكبرى وقضاياه الملحة، وبحيث تتيح له النظر بعيون حضارات وثقافات أخرى على الماضى بأكمله».

وعملت قناة «الوثائقية» على الاستفادة من التجارب الثرية للشركات العالمية وتحويلها لتجربة مصرية مختلفة عبر ترجمتها ودبلجتها لتوفر للمشاهد المصرى والعربى فرصة للتعرف على الثقافات والإنتاجات المختلفة حول العالم.

وفى هذا الصدد، قال شريف سعيد رئيس قناة «الوثائقية»، إن الأفلام والسلاسل الوثائقية المستحوذ عليها تنوعت فى موضوعاتها لتغطى طيفًا واسعًا من الاهتمامات المتوقعة والمدروسة للجمهورين المصرى والعربى بشكل عام.

وشكلت الأفلام المستحوذ عليها مجموعة منتقاة بعناية تغطى موضوعات الحياة البرية والطبيعة، والموضوعات التاريخية ذات الطابع العالمى، بالإضافة لأفلام ذات طابع إنسانى تعرض للمرة الأولى فى الشاشات العربية.

وذكرت القناة أن مجموعة الأفلام الجديدة ضمت سلاسل تقدم مواد وثائقية حصرية؛ مثل سلسلة أفلام «هتلر كما لم تشاهده من قبل» والتى تظهر فيها مشاهد تعرض للمرة الأولى، بالإضافة لمشاهد تم تلوينها بأحدث التقنيات العالمية توفر للمشاهد المصرى والعربى عمومًا تجربة مشاهدة متفردة، بالإضافة لمجموعة من أفلام الطبيعة والحياة البرية والتى تضع المشاهد فى قلب الطبيعة من خلال كاميرات فائقة الجودة، استخدمت للمرة الأولى لتصوير الحياة البرية حول العالم.

وتناول بعض من هذه الأفلام، المستحوذ عليها عبر عقود شراكات عالمية وقعها قطاع الإنتاج الوثائقى مع الكيانات النظيرة، همومًا إنسانية مشتركة، وطموحات وتجارب تعرض للمرة الأولى على الشاشات العربية منها سلسلة أفلام وثائقية عن التجارات غير المشروعة حول العالم، وهى سلسلة من ستة أجزاء تم إنتاجها وتصويرها فى عدة دول حول العالم تغطى قارات العالم وتوفر تجربة مشاهدة لم يسبق عرضها على أى قناة مصرية أو عربية.