رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيزنطيو مصر يحتفلون بالنبي زكريا والقديس قائد الجيش

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس النبيّ زخريّا، وهو سليل سبط لاوي، ولد في السبي البابلي، وعاد إلى فلسطين في شبابه سنة 536 قبل المسيح. بدأ رسالته النبويّة سنة 520. ومن نبوءاته خراب أورشليم والهيكل واندثار إسرائيل، وانعدام النبوءة والكهنوت، وإلغاء السبوت والدينونة الخاصة والعامة.

اضافة الى تذكار القدّيس العظيم في الشهداء ثيوذورس قائد الجيش، وهو لا يختلف عن القدّيس ثيوذورس التيروني الذي نعيّد له في السابع عشر من الشهر الجاري.

وبهذه المناسبة قالت الكنيسة في عظتها الاحتفالية: "أما أنا اختَرتُكُم أَنتُمُ الِاثنَيْ عَشَر؟ ومعَ ذلك فواحِدٌ مِنكم شَيطان". أما كان على الربّ أن يقول: "لقد اخترت أحد عشر"؛ فهل يا ترى قد اختار شيطانًا، شيطانًا بين المختارين؟... هل نستطيع القول إنّ الربّ، باختياره يهوذا، أراد أن يتمّم بواسطته، بالرغم من إرادته وبدون معرفته، عملاً كبيرًا وخيّرًا؟ هذه هي ميزة الله...: أن يجعل أعمال الأشرار السيّئة تخدم للخير، يجعل الشرّير كلّ أعمال الله الصالحة تخدم للشرّ؛ أمّا الإنسان الصالح، فعلى العكس، يجعل شرور الأشرار تخدم للخير. ومن هو صالح كالإله الواحد؟ إنّ الربّ يسوع بنفسه يقول: "لا صالِحَ إِلاَّ اللهُ وَحدَه" ..

من الّذي هو أسوأ من يهوذا؟ فمن بين جميع تلاميذ المعلّم، بين الاثني عشر، هو الّذي اختير لكي يحمل صندوق الدراهم ويعتني بالفقراء. ولكن بعد عمل خيّر كهذا، هو الّذي سعى خلف المال ليسلّم ذاك الّذي هو الحياة؛ لقد اضطهد كعدوّ ذاك الّذي تبعه كتلميذ... ولكنّ الربّ جعل هذه الجريمة الكبيرة تخدم للخير. لقد قبل بأن يخونه (يهوذا) لكي يفتدينا: ها هي جريمة يهوذا تتحوّل للخير.

وكم من الشهداء اضطهدهم إبليس؟ ولكن لو لم يفعل ذلك، لما كنّا اليوم نحتفل بظفَرهم... لا يمكن للشرّير أن يناقض طيبة الله. لطالما يمكنه أن يكون صانع الشرّ، لكنّ الحِرَفيّ الأعظم ما كان ليسمح بوجود الشرّ لو لم يعرف كيف يستخدمه لكي يحوّل كلّ شيء إلى الخير.