رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأصيل.. حكايات إنسانية من حياة شريف إسماعيل رئيس الحكومة «الجنتلمان»

شريف إسماعيل
شريف إسماعيل

- كل من تعامل معه شهد له بدماثة الخلق والحرص على الانضباط والنظام

- كان يدخل مكتبه فى الثامنة والنصف صباحًا ويغادره الثامنة مساءً

- مستشار سابق فى مجلس الوزراء: طوال 3 سنوات معه لم تصدر منه كلمة غير مناسبة

- كان يركب إلى جوار السائق.. وعندما سُئل عن ذلك قال: «اتعودت على كده»

خيمت حالة من الحزن الشديد على الشارع السياسى، بعد إعلان وفاة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء السابق، عن عمر ناهز الـ٦٧ عامًا. 

شغل المهندس شريف إسماعيل منصب رئيس مجلس الوزراء، عقب تكليفه من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشكيل الحكومة فى ١٢ سبتمبر ٢٠١٥، خلفًا للمهندس إبراهيم محلب، واستمر فى منصبه حتى تقدم باستقالته يوم ٥ يونيو ٢٠١٨، نظرًا لظروفه الصحية.

ويشهد للراحل بدماثة الخلق والحرص على الانضباط والنظام، كل من تعامل معه، سواء من الوزراء والمسئولين أو الإعلاميين.

وحسب مقربين منه وعدد ممن عملوا معه، كان الراحل يدخل مكتبه بمجلس الوزراء، فى الثامنة والنصف صباح كل يوم، ولم يحدث مرة أن تأخر عن موعده، ويعود إلى بيته فى الثامنة مساء كل يوم.

ووصف المستشار الإعلامى السابق بمجلس الوزراء، أسامة عبدالعزيز، المهندس شريف إسماعيل بأنه «جنتلمان»، مضيفًا: «طوال فترة عملى معه لمدة ٣ سنوات متواصلة، لم تصدر من فمه كلمة غير مناسبة».

وأضاف «عبدالعزيز»: «كان ينظر للأمور ببساطة شديدة جدًا، ويتعامل بهدوء، ولم يحدث أن اتخذ قرارًا إلا بعد دراسة متأنية»، معتبرًا أن التعامل معه «مكسب».

وأرجع ذلك إلى كون الراحل «مُعلمًا ورجل دولة حقيقيًا، يعلم تمامًا كيف ومتى يتخذ القرار، ومدى تأثيره على الشارع»، متابعًا: «شخصيًا تعلمت منه الكثير، خاصة ما يتعلق بالهدوء والترقب والرصد والتأتى فى اتخاذ القرار».

ورأى أن تولى المهندس شريف إسماعيل رئاسة مجلس الوزراء، كان أصعب فترة فى حياة الراحل، خاصة أنها شهدت اتخاذ عدة قرارات صعبة ومؤثرة للغاية، خاصة القرارات الاقتصادية.

وتابع: «المهندس شريف إسماعيل تحمل هذه الفترة فى هدوء وصبر وجلد، إلى أن أصابه المرض، بعد نحو ٣ سنوات من توليه المنصب، اضطر على إثره للسفر إلى ألمانيا لإجراء جراحة فى البنكرياس».

وقال المستشار الإعلامى السابق بمجلس الوزراء: «كنا نطلق على الراحل لقب (الصامت.. الهادئ)، فهو لا ينفعل إطلاقًا، وكان بحق خلوقًا وجنتلمان، ومتواضعًا جدًا فى التعامل مع المجموعات التى كانت حوله، ومنذ قدومه إلى مجلس الوزراء، كان يأتى ويخرج فى هدوء شديد جدًا، دون أى ضجة».

وأضاف: «كان دائم الاستشارة لمن حوله فى كل الأمور العامة، وكنت أستغرب جدًا من ركوبه إلى جوار السائق، وليس فى الكرسى الخلفى، كما هو المعتاد، لدرجة أننى سألته فى إحدى المرات عن السبب، فقال إنه اعتاد على ذلك.. كان رجلًا شديد البساطة، ولا أجامل الرجل بعد موته، بل يشهد له الجميع بذلك».

وحسب ما رصدته «الدستور» خلال متابعتها أخبار مجلس الوزراء فى ولاية «إسماعيل»، كان الراحل يحرص على المتابعة مع المحافظين والوزراء صباح كل يوم، وكان قريبًا جدًا من صحفيى المجلس، ويحرص على الاستماع لاستفساراتهم وتساؤلاتهم عن أى شىء.

وكان الصحفيون ينتظرون المهندس شريف إسماعيل صبيحة كل يوم فى مجلس الوزراء، ليجيب عن أسئلتهم واستفساراتهم، ونذكر له فى إحدى المرات، أنه أعاد موكبه من شارع «قصر العينى» إلى المجلس، للرد على أسئلة أحد صحفيى المجلس عندما هاتفه تليفونيًا.

وحسب آخرين عملوا معه، تميز الراحل بحضور ذهنى سريع فى الرد على أى تساؤل، وكان متابعًا جيدًا جدًا لكل الموضوعات، ودائمًا ما كان يتحدث بالأرقام، دون الرجوع إلى ورق أو مساعدين، كما أنه كان حريصًا بشكل دائم على أداء الصلاة فى أوقاتها، ولا يرفض طلبًا لأحد طالما كان مشروعًا.

وتمتع الراحل بعلاقة جيدة مع كل الوزراء، حتى قبل توليه رئاسة مجلس الوزراء، فقد شغل قبل تشكيله الحكومة منصب وزير البترول والثروة المعدنية فى حكومة حازم الببلاوى، واستمر وزيرًا للبترول ضمن حكومتى إبراهيم محلب الأولى والثانية.

ويذكر له أيضًا، أنه عندما كان يعفى أحد الوزراء من منصبه، كان يستدعيه فى مكتبه، ويقدم له الاعتذار بشكل «شيك»، ويشكره على ما قدمه من مجهودات، وهو ما ترك بالغ الأثر فى كل من عمل معه، الذين يصفونه فى كل أحاديثهم بأنه إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.

ولد شريف إسماعيل فى السادس من يوليو ١٩٥٥، وكلفه الرئيس السيسى بتشكيل الحكومة فى ١٢ سبتمبر عام ٢٠١٥، وتقدم باستقالته فى الخامس من يونيو ٢٠١٨، بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية وتأدية الرئيس السيسى اليمين لفترته الرئاسية الثانية، فى الثانى من يونيو ٢٠١٨.