رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدير «رواد 2030»: 1.5 مليار دولار استثمارات الشركات الناشئة

الدكتورة غادة خليل
الدكتورة غادة خليل

-  118  مليون دولار تمويلات للشركات العاملة بقطاعات الطاقة والمياه والنقل والخدمات اللوجستية

-  10  حاضنات أعمال لدعم مشروعات الذكاء الاصطناعى والسياحة وذوى الهمم والشباب الأفارقة

«ابدأ مستقبلك»: حملة لتوعية طلاب المدارس والجامعات بثقافة ريادة الأعمال

«خليك ريادى»: حملة لتوعية أبناء العاملين بالدولة بثقافة العمل الحر

«المليون ريادى»: حملة لإنشاء 50 ألف شركة جديدة

قالت الدكتورة غادة خليل، مدير مشروع «رواد ٢٠٣٠»، التابع لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن مصر حافظت على المركز الأول إفريقيًا، وتقدمت ١٠ مراكز عالميًا فى المؤشر العالمى لريادة الأعمال خلال عام ٢٠٢٢، ما يعكس الجهود الكبيرة التى بذلتها الدولة خلال الفترة الماضية.

وكشفت، فى حوارها مع «الدستور»، عن ارتفاع عدد الشركات الناشئة العاملة فى مصر حاليًا إلى ٦٧٧ شركة، تتيح نحو ٤٦ ألف فرصة عمل، نظرًا لما استحدثته تلك الشركات من وظائف جديدة تسهم فى إتاحة فرص ومجالات متنوعة داخل سوق العمل. وأضافت أن «التخطيط» أنشأت ١٠ «حاضنات أعمال» لدعم ومساندة أصحاب المشروعات، حيث يتخصص بعضها فى مجالات الذكاء الاصطناعى، والسياحة، وذوى الهمم، لافتة إلى أن الوزارة أنشأت أيضًا «عيادات أعمال» لتقديم الاستشارات المتنوعة لرواد الأعمال، كما أطلقت حملة «ابدأ مستقبلك» لتوعية أكثر من ٤٥٠ ألف طالب على مستوى ٢٨٦ مدرسة فى المرحلة الأولى و٢٨٨ مدرسة فى المرحلة الثانية، بفكر ريادة الأعمال.

■ بداية.. إلى أين وصل «رواد ٢٠٣٠» بعد ٥ سنوات من إطلاقه؟

- مشروع «رواد ٢٠٣٠» تم إنشاؤه تحت مظلة وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية فى نهاية ٢٠١٧، وبدأ عمله فعليًا فى أوائل ٢٠١٨، واستهدف نشر فكر ريادة الأعمال والعمل الحر بين الشباب، وفتح مجالات لتوفير فرص العمل، فى ظل توقف التوظيف داخل الحكومة، تزامنًا مع الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

ويركز المشروع على ٣ محاور رئيسية، الأول هو محور التعليم، إذ أطلقنا مبادرات فريدة من نوعها لأول مرة، منها منح «ماجستير» مهنى فى ريادة الأعمال وإدارة الابتكار، بالتعاون مع جامعة كامبريدج، ودبلومة أخرى فى ريادة الأعمال وإدارة الابتكار مع الجامعة الأمريكية، وشهادة تخصصية مع الجامعة الألمانية فى القاهرة. وتم إطلاق حملة «المليون ريادى»، وهى أكبر حملة توعية إلكترونية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع إتاحتها باللغتين العربية والإنجليزية، فضلًا عن لغة الإشارة، واستهدفت نشر ثقافة العمل الحر بين مليون شخص، والمساهمة فى إنشاء ٥٠ ألف شركة ناشئة جديدة. ويتمثل المحور الثانى فى الملف الخاص بحاضنات الأعمال، التى تتيح الدعم الفنى والتقنى والمالى لرواد الأعمال، بما يساعدهم على بدء مشروعاتهم بشكل عملى صحيح، والتى يتخصص بعضها فى مجالات ثابتة، والبعض الآخر يقدم خدمات متنوعة فى بعض المشروعات. وأنشأت الوزارة حتى الآن ١٠ حاضنات أعمال، بعضها متخصص فى مجال الذكاء الاصطناعى، والسياحة، وذوى الهمم، والحاضنة المصرية الإفريقية تقدم خدماتها لكل الشباب بالقارة الإفريقية، إضافة إلى عدد آخر من حاضنات الأعمال العامة.

أما محور التوعية، فقد أطلقنا حملة «ابدأ مستقبلك»، التى تستهدف شريحتين، هما طلاب المدارس الحكومية بالمرحلة الإعدادية وطلاب الجامعات، بالتعاون مع وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى. ونفذنا المرحلة الأولى فى ٢٨٦ مدرسة موزعة على جميع الإدارات التعليمية، وننفذ حاليًا المرحلة الثانية على مستوى ٢٨٨ مدرسة، بإجمالى ٤٥٠ ألف طالب وطالبة على مستوى الجمهورية، كما تم عقد ملتقى تسويقى للشركات الناشئة للمرة الثالثة على التوالى، لإتاحة فرصة التكامل بين أصحاب المشروعات والمستثمرين.

■ أطلقت الوزارة «خليك ريادى» لأبناء العاملين بالجهاز الإدارى.. ما هدفها؟

- فى السابق كان يحظى أبناء العاملين بأولوية فى التعيين بالوظائف الحكومية، لكن حاليًا أصبحت هناك قواعد جديدة للتعيين والتعاقد مع الموظفين فى الجهاز الإدارى للدولة، وبالتالى بدأنا حاليًا حملة توعية موجهة لأبناء العاملين حول كيفية بناء مشروعاتهم الخاصة فى المجالات التى تتناسب مع طبيعة مؤهلاتهم وقدراتهم، والمزايا التنافسية للمحافظة محل الإقامة والقطاعات ذات الأولوية، وبدأنا تنفيذ ذلك بالفعل فى عدد كبير من الوزارات، أبرزها وزارتا المالية والتربية والتعليم، ونستهدف التوسع فى عدد آخر من الوزارات خلال العام الحالى، فى مقدمتها وزارتا الصحة والتعليم العالى والبحث العلمى.

■ ماذا عن «رواد ميتر»؟

- «رواد ميتر» منصة مصرية تصدر مؤشرات كاملة ودقيقة عن منظومة ريادة الأعمال فى مصر، لصالح صناع القرار ورواد الأعمال على حد سواء، بعضها يتعلق بعدد الشركات وحجم الاستثمارات، والخدمات وفرص العمل التى يتيحها هذا القطاع.

وفى هذا السياق، أظهرت مؤشرات عام ٢٠٢٢ أن مصر من أسرع البيئات الرائدة فى نمو الشركات الناشئة، كما أنها حافظت على المركز الأول إفريقيًا، وتقدمت ١٠ مراكز فى المؤشر العالمى لريادة الأعمال، وهى قفزة مهمة جدًا تعود إلى وجود تكنولوجيات مهمة وشركات ناحجة وجولات تمويلية.

■ ما مدى انعكاس ذلك على أوضاع الشركات الناشئة؟

- هناك نمو ملحوظ فى عدد الشركات الناشئة فى مصر مؤخرًا، ليسجل إجمالى عدد الشركات الناشئة العاملة حاليًا ٦٧٧ شركة، تتيح فى المتوسط نحو ٤٦ ألف فرصة عمل، نظرًا لما استحدثته تلك الشركات من وظائف جديدة تسهم فى إتاحة فرص متنوعة داخل سوق العمل، ومنها شركات تستهدف العملاء العاديين بخدمات جديدة التى تعرف بشركات B2C، ويبلغ عددها ٤٣٥ شركة.

ولدينا أيضًا ١١٥ شركة أخرى تبيع منتجات أو خدمات لصالح شركات أو مشاريع أخرى، التى تعرف بشركات B2B، إضافة إلى ١٢٧ شركة متعددة نماذج العمل.

■ إلى أى مدى أسهمت التيسيرات المالية والإدارية الأخيرة فى تطوير أداء ونمو تلك الشركات؟

- الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن نسبة الشركات التى توسعت محليًا وعالميًا تبلغ نحو ٦.٢٠٪ من إجمالى الشركات الناشئة، إلى جانب ذلك سجلت الشركات المصرية الناشئة نموًا قياسيًا فى حجم الاستثمار الجرىء خلال الخمسة أعوام الماضية بمعدل نمو سنوى مركب بلغ ٨٣.١٪ خلال الفترة بين عامى ٢٠١٧ و٢٠٢٢، وزادت قيمة متوسط الجولة التمويلية فى الشركات الناشئة من ٤.٢ مليون دولار فى ٢٠٢١ إلى ٦.٨ مليون دولار فى ٢٠٢٢.

■ هل انعكس ذلك على حجم التمويلات والاستثمارات التى حصلت عليها الشركات؟

- رصدنا تطورًا فى حجم التمويلات التى حصلت عليها الشركات المصرية الناشئة، حيث حصلت ٨٩ شركة على تمويل يتراوح بين ١٠٠ ألف دولار و٥٠٠ ألف دولار، وحصلت ٣١ شركة على تمويلات تتراوح بين ٥٠٠ ألف دولار ومليون دولار، بينما اجتذبت ٤٩ شركة تمويلات بين ١ و٢ مليون دولار، وحصلت ٣٠ شركة على تمويلات تتراوح بين ٢ و٥ ملايين دولار، و١٩ شركة على تمويلات من ٥ لـ١٠ ملايين دولار، و٢٥ شركة على تمويلات من ٥٠ لـ١٠٠ مليون دولار، وشركتان على أكثر من ١٠٠ مليون دولار.

كما حققت الشركات المصرية قفزة فى حجم الاستثمارات وعدد الجولات التمويلية خصوصًا خلال السنوات الخمسة الماضية، حيث بلغ إجمالى قيمة الاستثمارات التى تم ضخها فى الشركات فى آخر ٥ سنوات ١.٥ مليار دولار، كما بلغ إجمالى عدد الجولات التمويلية ٧١٠ جولات. وارتفع حجم الاستثمارات من ٤٩١ مليون دولار فى عام ٢٠٢١ لـ٥٤٢ مليون دولار فى عام ٢٠٢٢، رغم تراجع عدد الجولات التمويلية من ١٤٧ لـ١٤٣ جولة خلال الفترة ذاتها، كما ارتفعت قيمة متوسط الجولة التمويلية من ٤.٢ مليون دولار فى عام ٢٠٢١ إلى ٦.٨ مليون دولار فى عام ٢٠٢٢.

■ ماذا عن القطاعات الواعدة فى مجال ريادة الأعمال والشركات الناشئة؟

- هناك فرصة مميزة لرواد الأعمال فى دخول قطاعات فريدة وصاعدة، كقطاعات الطاقة والمياه والذكاء الاصطناعى، نظرًا لقلة عدد الشركات العاملة فى تلك القطاعات رغم ارتفاع حجم التمويلات المتاحة أمامها.

على سبيل المثال، يتراوح إجمالى التمويلات التى حصلت عليها الشركات العاملة بكل من قطاع الطاقة والمياه وقطاع النقل والخدمات اللوجستية بين ١١.١ و١١.٨ مليون دولار خلال عام ٢٠٢٢، إلا أن عدد الشركات الحالية فى القطاعين يركز بشكل كبير فى قطاع النقل والخدمات اللوجستية، بينما وزعت التمويلات على عدد أقل بكثير بين الشركات العاملة فى قطاع الطاقة والمياه، ما يعكس إقبال المستثمرين الكبير على بعض القطاعات الواعدة التى لا يزال عدد الشركات العاملة بها محدودًا، وبالتالى تمثل تلك القطاعات فرصة مميزة جدًا لرواد الأعمال. 

■ ما دور مبادرة «عيادات الأعمال»؟ وكيف يمكن أن تساعد الشركات على مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية؟

- مبادرة «عيادات الأعمال» نقلة نوعية تحافظ على استدامة الشركات الناشئة، وتقدم ٧ أنواع من الاستشارات، سواء فنية، أو قانونية، أو تسويقية، وفى مجال تطوير الأعمال، وكذلك استشارات مالية، وفى الموارد البشرية، واستشارات عامة من خلال خبراء ومتخصصين، خاصة أنه وفق المؤشر العالمى لريادة الأعمال، فإنه من بين كل ٣ شركات هناك شركة تحافظ على الاستمرارية، وهناك ٣ أسباب تساعد الشركات الناشئة على استدامة عملها والنمو، وهى: التمويل وخبرات المؤسسين والاستشارات.

ومن هنا جاءت فكرة تدشين مبادرة «عيادات الأعمال» بهدف توفير بيئة داعمة لريادة الأعمال من خلال خبراء ومتخصصين، ومساعدة رواد الأعمال وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، على تخطى أى عقبات أو صعوبات لمواصلة عملها.