وزير السياحة التونسي: العالم العربي يملك تراثا زاخرا وثريا
قال وزير السياحة التونسي محمد المعز بلحسين، إن دور التراث هام للغاية في مجال السياحة وتحقيق التنمية، مشيرا إلى أنه يمثل ركنا أساسيا ومحوريا كونه "قلب صناعة السياحة"، وأكد أن التراث له أهمية كبرى في العالم العربي بصفة عامة وفي تونس أيضا، منوها بأن العالم العربي يمتلك تراثا ماديا زاخرا وثريا للغاية.
وأكد وزير السياحة التونسي، أن مقومات السياحة تتمثل في التراث المادي واللامادي، بالإضافه إلى الإطارات والكوادر البشرية وتتضمن مجموعة من المكونات التي يجب استغلالها وتطويرها والترويج لها.
كما تحدث الوزير التونسي، عن الترابط بين التراث والهوية المميزة والجذب السياحي، لافتا إلى أهمية التراث المادي واللامادي في المجال السياحي وارتباطه بالمحافظة على الهوية لكل بلد، مشيرا إلى أن "الطهي العربي" يعد من التراث المميز عالميا والدول العربيه تمتلك إرثا هاما يجذب العالم في هذا المجال.
وشدد بلحسين، على أهمية الترويج للتراث العربي المميز خاصة في مجال الطهي، قائلا: "نحن بحاجة إلى تعزيز التعريف بما نمتلكه من مأكولات متنوعة وفريدة".
وأكد أنه لابد من الاهتمام بتطوير "مجال الطهي" الذي يعد من عوامل الجذب السياحي باعتبار أن السائح يريد أن يعيش تجربة ونمط حياة سكان البلاد التي يقصدها ويزورها.
وأكد أهمية وجود مبادرات وطاقات شابة يمكنها أن تجذب السائح العربي والعالمي لكل ما هو مميز ومختلف في العالم العربي وتونس، كما تحدث وزير السياحة التونسي، عن إمكانية توظيف وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للترويج للتراث والسياحة والطهي العربي خاصة في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم.
وأضاف أننا نعمل على إدراج "الطهي العربي" ضمن صناعة السياحة العربية والذي يعد من المجالات المميزة للغاية، مشيرا إلى أن هناك فرصا واعدة تتنظره.
وأشار بلحسين إلى أن تونس شهدت إنطلاق الدورة الأولى من مهرجان "أيام الطهي العربي" الذي تستمر فعالياته ليومين، وافتتحت بحضور رئيس المنظمة العربية للسياحة بندر بن فهد آل فهيد، وبدعم من وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج ووزارة الشؤون الثقافية وبحضور رئيس الجامعة التونسية للمطاعم السياحية الصادق كوكة، والذي دعا إلى إقامة تلك الفاعلية تحت شعار: "تراث وتنوع في خدمة السياحة العربية" والتي تهدف إلى الترويج للطبخ التونسي والعربي محليا ودوليا لدعم صورة الوجهات السياحية العربية البينية، بالإضافة إلى مشاركة سفراء عدد من الدول العربية وإيطاليا ومالطا ورؤساء وممثلي الجامعات المهنية السياحية وممثلي البعثات الديبلوماسية ومشاركين من تونس ومن الدول العربية وممثلي وسائل إعلام وطنية وأجنبية.
ولفت إلى أن المهرجان سيعقد بشكل دوري وسنوي وسيتنقل بين الدول العربية.
وقال وزير السياحة التونسي إن المهرجان يعمل على تعزيز التقارب بين الشعوب العربية وخدمة التنمية المستدامة بأبعادها المتعددة، مشيرا إلى أن السياحة تشمل جوانب ومجالات ومنتجات متعددة، لافتا إلى دعم مبادرة إقرار يوم وطني للإحتفال بالطبخ التونسي على غرار اليوم الوطني للصناعات التقليدية ودعم كل مبادرة ومقترح تكوين هيكل مهني عربي مشترك برعاية منظمة السياحة العربية يجمع المهنين العرب في ميدان الطبخ والمطاعم السياحية.
وأكد بلحسين، أن تونس تمتلك تراثا مميزا في مجال الطهي فقد تم تسجيل بعض المأكولات التونسية مثل الهريسة والكسكسي في التراث العالمي اللامادي.
وأشار إلى أن منظمة السياحة العالمية تعتبر أن وجهات المسافرين ترتبط أيضا بتراث المدن وبنوع الطعام المميز لهوية المكان والنمط الحياتي اليومي للشعوب ما يجعل المدن السياحية القديمة والمناطق الريفية متصدرة الوجهات المعتادة للسياحة.
وأوضح وزير السياحة التونسي أن الخطة الإستراتيجية لتنمية السياحة التونسية في 2035 والتي تعمل الوزارة على تنفيذها بالتعاون مع مهنيي القطاع والهياكل العمومية، تولي أهمية كبيرة لمدّ جسور النمو السياحي إلى كافة أنحاء تونس من خلال تحفيز الاستثمار في أنماط سياحية واعدة خاصة السياحة الثقافية والبيئية وسياحة الطبخ والمأكولات بهدف التعريف بهذا التراث العريق الذي يعكس جانبا من ملامح تونس التاريخية والحضارية، ويساهم في الترويج للوجهة السياحية.
وأشار بلحسين إلى أن الكثير من الدول السياحية تضع كافة السبل اللازمة لتعزيز هذا النوع من السياحة والاهتمام به على نطاق واسع، لأنه يسهم وبشكل كبير في خلق ميزة تنافسية كبيرة ولابد من تفعيل استراتيجيات لتنوع المنتج السياحي بما يحقق الجذب العالمي.