أربعة كتب ينصح بها مفكر مغربى مَن يريد الكتابة
عبدالفتاح كيليطو يلعب دورًا هامًا فى تعريف الغرب بالأدب العربى من الجاحظ وحتى نجيب محفوظ
تقول الصحفية ليلى لالامى، الصحفية والناقدة فى جريدة «The Nation»:
«يصعب على المرء أن يجد كاتبًا مغربيًا يحظى باحترام أقرانه ويقدره قراؤه أكثر من عبدالفتاح كيليطو».
وهذا لأن كيليطو من أكثر الأدباء فى العصر الحديث الذين استطاعوا تعريف الغرب بالأدب العربى تحديدًا تراث الأدب العربى فى العصر الحديث، فهو يكتب بعدة لغات غير العربية فى عدد من الصحف الأوروبية، عن طريقه عرف الأوروبيون كتبًا لأبى حيان التوحيدى والجاحظ وحتى نجيب محفوظ وطه حسين.
فى البداية ولد عبدالفتاح كيليطو بالمغرب عام ١٩٤٥، نال العديد من الجوائز الأدبية داخل وخارج الوطن العربى، واشتهر بأسلوبه السلس والساحر فى طرح الأسئلة التى تخص النقد الأدبى والرواية والتراث، وعبر كتبه الكثيرة نرى أن وجود التراث الأدبى للعرب حاضر وبقوة.
وفى هذا المقال نقدم ملخص الشروط التى وضعها كيليطو أمام كل من يريد أن يصبح كاتبًا.
فى البداية يعتبر كيليطو أن الكاتب العربى بالتحديد فى العصر الحديث لا بد من أن يكون ملمًا بالإنتاج الأدبى لمن سبقوه وكتبوا بنفس لغته، ومطلعًا بشكل كبير على التراث الأدبى.
ولكن فى البداية يضع سببًا ربما ييسر على قارئ تلك الكتب العتيقة اللغة، يعتبر كيليطو القارئ الذى يذهب لقراءة كتاب من التراث، مثله مثل الذى يعيد قراءة كتاب ما، أى أنه لا يلتقى بالنص التراثى للمرة الأولى، لأنه وبالضرورة يعرف أو سمع عن مضمون الكتاب فى مكان ما.
فمثلًا جميعنا حتى ولو لم نقرأ «ألف ليلة وليلة» قد يكون بداخلنا وفى عقلنا صورة متخيلة لمحتوى ومضمون الكتاب. وهذا يسهل علينا عملية تلقى النص.
ويقول كيليطو إن قراءة الأدب الكلاسيكى تعطى انطباعًا وصورة للقارئ لعصر لم يره ولم يعشه، حتى ولو كان الكتاب يتحدث بنفس اللغة، فمثلًا إذا قرأت «الإمتاع والمؤانسة» لأبى حيان التوحيدى، ستتشكل بداخلك صورة معينة عن العصر الذى تم تدوين الكتاب فيه، وسيبدو لك أن هذا العصر مختلف عنك بالرغم من أنه مكتوب بنفس اللغة التى تتحدث بها. ولكن الكاتب لا بد أن يعرف كيف يستطيع التحكم فى اللغة لتعبر عن الزمان والمكان الذى يكتب فيهما.
ثمة أربعة كتب يعتبر كيليطو أنه لمن العار ألا يقرأها الإنسان وتحديدًا من يريد أن يصبح كاتبًا وهى «أدب الكاتب» لابن قتيبة، وكتاب «الكامل فى اللغة والأدب» للمبرد، و«البيان والتبيين» للجاحظ، و«الأمالى والنوادر» للقاسم القالى البغدادى.
ويؤكد كيليطو أن هذه الأعمال ستطور معرفة القارئ باللغة العربية، وستطوره فى فن الكتابة هذا إذا أراد أن يكتب.
ويواصل كيليطو وضع الشروط لكى تكون كاتبًا جيدًا، ومنها الاطلاع على الشعر العربى جيدًا، والتعرف على المدارس المختلفة فى هذا الحقل، وتحديدًا ما تركه شعراء مثل أبى تمام، وأبى نواس. والمتنبى والمعرى.
هذه وباختصار الشروط والنصائح التى يضعها كيليطو فى مختلف كتبه لكل من يريد أن يصبح كاتبًا أو قارئًا ذا ذائقة مميزة.