خبير بـ«الفاو»: الحكومة المصرية تمكنت من توفير كافة السلع وواجهت التحديات بذكاء
قال نادر نور الدين قال الخبير بمنظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، إن الحكومة المصرية واجهت التحديات العالمية بكل ذكاء وتمكنت من توفير كافة السلع التي كان يعاني الكثير من الدول من نقص في بعضها حيث تعاني الكثير من الدول الأوروبية من نقص في سلع الزيت والارز والخبز ناهيك عن مشاكل التدفئة.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن الحكومة المصرية استطاعت أن تحافظ على الأمن الغذائي الاستراتجي وتوفر كافة السلع في كافة المحلات الاستهلاكية، ولم يوجد نقص واحد في أيا منها.
وأكد أن الحكومة استطاعت أن توفر سلع بمختلف الأسعار التي تناسب كافة الطبقات الاجتماعية، كما دعمت السوق بمبادرات عديدة تحمي بها المجتمع وتوفر له الغذاء الذي يحتاج إليه المستهلك.
ولفت إلى أن الدولة عملت بكل قوتها للحفاظ على الحماية المجتمعية، وبذلت مجهودا عظيما بالتعاون مع المجتمع المدني والأهلي لتوفير السلع لمن هم بحاجة لها.
وتابع أن من ضمن مجهودات الدولة أن هيئة السلع التموينية سارعت لشراء ما يقرب من 465 ألف طن من القمح من روسيا وبلغاريا ورومانيا لتوفير احتياجات المواطنين، مشيرا إلى أنها تعتبر أكبر عملية شراء للقمح في البلاد منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
وأوضح أنه في أوائل مايو الماضي تم توقيع صفقة أيضًا لاستيراد 61500 طن من القمح الهندي، وأكد أنه لا توجد مشكلة في توفر المحاصيل الزراعية المختلفة ولكن المشكلة في الارتفاع المستمر لأسعار السلع وأسعار الشحن بسبب الأزمة العالمية والحرب، لافتا إلى أن منظمة الفاو نشرت تقريرا يؤكد أن سعر القمح ارتفع بنسبة 65%، والأرز بنسبة 75%، وتسببت الحرب في أزمة أسمدة عالمية.
وتابع أن روسيا تتحكم في تصدير 15% من الأسمدة في العالم، والتي تعتبر من أهم مدخلات زراعة الأرز، والذي تأثرت بقرار حظر تصدير الأسمدة من روسيا في كثير من دول العالم من بينها مصر، موضحا أن ارتفاع أسعار النفط تسببت في رفع أسعار السلع الاستهلاكية والغذائية حيث أن سلسلة الغذاء ترتبط بالشحن وأسعار النفط.
وأكمل حديثه لـ"الدستور"، أن أسعار السلع الغذائية في العالم ارتفعت بنسب تجاوزت الـ 75%، وأن أسعار الأرز وصلت لأعلى مستوى خلال العام الماضي، موضحا أنه رغم ارتفاع الأسعار المهولة إلا أن مصر بحاجة إلى استيراد 5 ملايين طن من القمح للعام المالي 2023، لافتا إلى أن سعر طن الأرز تجاوز ألف دولار، بينما تجاوز طن القمح الـ 500 دولار.
وقال نور الدين، إن الأرز والقمح هما المحصول الرئيسي كنمط غذائي في كثير من الدول من بينها مصر، مؤكداً أن الأرز يعتبر غذاء لحوالي 60% من سكان العالم.
وأوضح أن ارتفاع أسعار البترول وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية رغم أنهم غير مصدرين للأرز الا انهما أثرتا بشكل كبير على سعره، مشيراً إلى أن الهند هي المصدر الأول للأرز تليها تايلاند وباكستان، وكانت مصر من الدول المصدرة للأرز إلى أن حدث الفقر المائي فأصبح إنتاجها بالكاد يكفي الاستهلاك المحلي.
وأردف أن مصر تتعرض لتحديات مالية بسبب ارتفاع الأسعار في العالم، إلا أنها تعمل بكل قوتها لدعم شبكة الحماية الاجتماعية والأمن الغذائي في البلاد.
وأوضح أن مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، وهي الآن تبحث عن مصادر دولية جديدة للقمح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث كانت تعتمد على البلدين في 80% من وارداتها من القمح، تعتمد البلاد بشكل كبير على القمح لصنع الخبز، وهو عنصر أساسي في النظام الغذائي المصري حيث يستهلك المصريون ما يقرب من 100 مليار رغيف خبز سنويًا من حوالي 18 مليون طن من القمح، لافتا إلى أن المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية في مصر يكفي احتياجات المواطنين لعدة أشهر مقبلة.
وتابع أن مخزون مصر الاستراتيجي آمن ومطمئن فيما يتعلق بجميع السلع الاستهلاكية والأساسية، حيث يتم ضخ نحو 4 آلاف طن سكر يومياً، وما يقارب 3 آلاف طن زيت يوميا، ويتم ضخ قرابة ألف طن أرز، وألف طن مكرونة يومياً، مؤكدا أن مباحث التموين تشن حملات تفتيش دورية على كافة الأسواق بمختلف المحافظات للتأكد من توافر السلع، وضبط أي مخالفات أو تلاعب بالأسعار.
وناشد المواطنين العمل على ترشيد الاستهلاك والحفاظ على المخزون القومي وتغيير ثقافة التخزين التي قد تؤثر بالسلب على بعض المنتجات.
واختتم نور الدين تصريحاته لـ"الدستور"، أنه متيقن أن الشعب المصري لديه من الوعي ما يكفي ليدرك ما تقوم به الحكومة والدولة من جهود ومواجهة الكثير من التحديات لحماية المجتمع وتوفير احتياجاته.