رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. البيزنطيون يحيون ذكرى القديس أفثيميوس الكبير

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل الكنيسة البيزنطية، اليوم الجمعة برئاسة المطران جان ماري شامي بذكرى القديس أفثيميوس الكبير.
وولد القدّيس أفثيميوس سنة 377 في مدينة ميلتيني من أعمال أرمينيا، والذي رسم كاهنًا في التاسع عشر من عمره سنة 395، وفي سنة 405/406 جاء القدس، وفي سنة 411 انقطع إلى الله في مغارة القدّيس ثاوكتيسوس. 

ولع ضياء الكمال الإنجيلي في حياته، إلى حدّ أنّه جذب إلى المسيح الألوف من أفراد القبائل العربيّة حوله، فنالوا العماد المقدّس وتألفت منهم حول الدير الذي بناه، على الطريق النازل من أورشليم إلى أريحا، جماعة مسيحية لها أسقفها، وناضل عن الإيمان القويم ضد الأضاليل التي كانت في عصره، وأعاد إلى حقيقة الإيمان سنة 455/456 الإمبراطورة افذوكيا التي كانت قد خدعتها بدعة الطبيعة الواحدة، منحه الله موهبة صنع العجائب، وانتقل إلى الحياة الأبدية في مثل هذا اليوم من سنة 473، في عهد الإمبراطور لاون الكبير.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "طوبى لِفُقَراءِ ٱلرّوح، فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ ٱلسَّمَوات" نعم، طوبى للذين يرفضون الأثقال التافهة، رغم ثقلها، في هذا العالم، هؤلاء الذين يرفضون أن يصبحوا أثرياء، إلاّ من خلال امتلاك خالق العالم نفسه، لشخصه فقط، أولئكَ الذينَ لا شيءَ عندَهم وهم يملكونَ كلَّ شيء، ألا يملكون كلّ شيء، أولئك الذين يملكون مَن يحوي كلّ شيء ويدبّر كلّ شيء، أولئك الذين يعتَبرون الله نصيبهم وميراثهم؟، ما مِن شيءٍ يُعوِز ُمُتَّقي الرّب فالله يعطيهم كلّ ما يعلم بأنّهم يحتاجون إليه، وسوف يبذلُ حياتَه من أجلهم، لكي يكتمل فرحُهم... لذا أيّها الإخوة، فلنَغتبط لأنّنا فقراء بالرّب يسوع المسيح، ولنَبذُل جهدنا لنكون متواضعينَ معه. حقًّا، ما من شيء بغيض وتعيس أكثر من فقير مُتفاخر.

"فلَيسَ ملكوتُ اللهِ أكلاً وشُربًا، بل بِرٌّ وسلامٌ وفرحٌ في الروحِ القُدُس". فإن كنّا نشعر بأنّ هذا كلّه فينا، لِمَ لا نعلن بثقة أنّ ملكوت الله بينَنا؟. والحال أنّ كلّ ما هو فينا هو حقًّا لنا، ولا يمكن لأحدٍ أن يَنتَزعَه منّا.  لذا عندما أعلن الرّب عن فرح فقراء الرُّوح، كان مُحقًّا حين قال: "إنّ لهم مَلكوتَ السموات" وليس "سيكون لهم ملكوتُ السموات"، إنّه لهم ليس فقط لأجل حقٍّ شرعي، بل لأجل الوعد الأكيد، والإختبار المسبق للسعادة الكاملة. ليس فقط لأنّ الملكوت معدٌّ لهم منذ إنشاء العالم، بل أيضًا لأنّهم بدأوا بامتلاكِه، إنّهم يملكون هذا الكنز السماوي في آنيةٍ من خَزَف؛ إنّهم منذ الآن يحملون الله في أجسادهم وفي قلوبهم.