رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معمودية الدم في المسيحية.. ما القصة؟

المعمودية
المعمودية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بعيد الغطاس المجيد، وأسس السيد المسيح في عيد الغطاس، سر المعمودية الذي يعتبر بوابة كل مسيحي للدخول إلى المسيحية، ومنها الى السماء بحسب  الايمان المسيحي.

وهناك نوع غير معروف من المعموديات يسمى بمعمودية الدم، ولمعرفة تفاصيله تواصلت «الدستور» مع الباحث جرجس حنين المتخصص في الطقوس الكنسية، والذي قال إن معمودية الدم كانت منتشرة في الآونة التي كان الرومان يشنون فيها الاضطهاد على الاقباط فهناك شهداء أعلنوا إيمانهم بالمسيح وفور إعلان إيمانهم صدر أمر بإعدامهم وقطع رؤوسهم وهو ما كان يحدث فور حدوث أي معجزة مع الشهداء المسيحيين مثل مارجرجس ومارمينا وابي سيفين وغيرهم.

وأضاف أن هناك شهيدة من كبار الشهيدات وهي الشهيدة مارينا، نالت المعمودية بالدم، حيث إنها لم تسمح الظروف بمعموديتها اذ كانت ابنة أحد كبار كهنة الأوثان وحينما آمنت بالمسيحية القى القبض عليها قبل أن تتم طقوس معموديتها على يد كاهن، واستشهدت قبل ان تتعمد لذا فنالت معمودية الدم، وتلقبها الكنيسة باميرة الشهيدات.

اعتراف الكنيسة بجواز معمودية الدم

وعن جواز معمودية الدم واعترف الكنيسة بها يروس سنكسار الكنيسة قصة الشهيدة سارة التي عمدت أبنائها بدمائها، وقالت إن حدث فى بداية القرن الرابع الميلادي أيام البابا بطرس السابع عشر في أيام دقلديانوس ،أن امرأة مسيحية أردت أن تعمد ولديها لئلا يموتوا فى ايام الاضطهاد بلا تعميد وتكون هى المسئولة امام الله عنهما، وكان زوجها يدعى سقراطيس كان مسيحيا ولكنه جحد الايمان،وعندما سالته السفر الى الاسكندرية ليعمدا ولديهما رفض،وفى يوم ذهبت مع اولادها الى البحر وأخذت تصلى لكى يساعدها الله وفيما هى تصلى ابصرت مركبا يريد ان يقلع فنادت على البحارة إلى أين تسيرون فقالوا إلى الإسكندرية.

فذهبت هى وولديها معهم وبعد يومين فى البحر هاجت ريح عظيمة، فارتعبت الام على اولادها الذين سيموتون بدون معمودية، فأخذت تصلي وشرطت بالسكين ذراعها الأيمن فأخذت منه ثلاثة نقط دم فصليت به على جبين وقلب ولديها باسم الآب والابن والروح القدس وغطستهما في البحر، ثم أخذت الريح الشديدة فى السكون ووصلو الى الاسكندرية بمعونة الله الرحوم بعد ثلاثة ايام وكان ذلك يوم أحد التناصير من الصوم الكبير الذى تعمد فيه الأطفال تجمد ماء المعمودية، فذهبت تلك المرأة إلى أحد الشمامسة وقالت لة اريد ان اقابل الأب البطريرك لكى اعمد اولادى فلما جا الوقت وأكمل البطرك القداس قدموا لة الأطفال للمعمودية فلما اخذ البابا بطرس الطفلين تجمد ماء المعمودية وصار كالحجر فلما رأى البابا بطرس هذا تعجب ثم نادى على الشماس ان يحضر غيرهما من الأطفال فانحل الماء وعمد المتقدمين ثم امر ان يقدم لهما ولدا الامرأة مرة ثانية فلما تقدموا جمد الماء مرة ثانية.

فأمر البابا بطرس ارشيدياكون الكنيسة أن يحضر ام الطفلين فاحضرها فقال لها عرفينى يا امرأة حالك وماهو دينك وما الذى صنعتية لان الله لم يقبل اولادك للمعمودية، فحكت لة ما حدث معها فى البحر فقال لها البابا بطرس طوباكى يا ابنتى فالوقت الذى جرحت فية ذراعك وأخرجت منه الدم وصلبتى على وجة طفليكى بسم الله المتجسد الذى طعن جنبة على الصليب بالحربة وخرج منة الماء والدم هو من صلب على ولديكى بيده الإلهية.

ثم صلى البابا البطريرك عليهما مع باقى الأطفال المعتمدين وقال لا يقدر أحد أن يعمد مرتين لانها معمودية واحدة ثم ناولهم من الأسرار المقدسة وظلوا فى ضيافة الأب البطريرك حتى عيد الفصح ثم رجعوا الى مدينتهم بسلام بعد ان عمدت ولديها بدمها.