رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المغطس المقدس»| الأب رفعت بدر: كل التسهيلات للحجاج.. والسياحة انتعشت بعد زيارة البابا

الأب رفعت بدر ومحرر
الأب رفعت بدر ومحرر الدستور

- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية جزء لا يتجزأ من المجتمع المسيحى فى الأردن

- إقامة مسرح للحفلات والمهرجانات ضمن خطة تطوير منطقة المغطس

كشف الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكى للدراسات والإعلام بالأردن، عن أن أعمال تطوير المغطس المقدس تتضمن إقامة مسرح للحفلات والمهرجانات يتسع لـ٥ آلاف شخص، ومخيمات للشباب والكشافة ضمن مشروع روحانى لإقامة المحاضرات الدينية، فى إطار جهود تحويل البلاد لموقع حج عالمى.

وأضاف «بدر»، فى حواره مع «الدستور»، أن مصر من الدول المرشحة لاستضافة مؤتمر تدشين الهيئة الإعلامية الموحدة للطوائف المسيحية، لافتًا إلى أنه يسمح للأقباط المصريين بزيارة الأماكن المقدسة فى الأردن مع توفير كل التسهيلات لهم.

■ بداية.. ماذا عن تطوير المغطس المقدس؟

- تطوير المغطس حدث هام جدًا وتاريخى بالنسبة للسياحة الدينية فى الأردن، والأعمال تتضمن تجهيز مكان للصلاة يضم عدة كنائس، ونحن نتحدث عن تطوير الأماكن المجاورة أيضًا للمغطس، والاستثمار فيها لكى نشجع السياحة الدينية.

ونتحدث أيضًا عن توفير إقامة كاملة للزائر، وإحياء ليالٍ فى القرية السياحية الجديدة، التى تشمل فنادق سياحية وأماكن لبيع التحف الدينية، وأماكن لبيع الطيور.

■ ما الفائدة المنتظرة من التطوير؟

- تكمن أهمية منطقة المغطس فى كونها قريبة من البحر الميت، الذى يحتوى على كمية كبيرة من الأملاح، من الممكن أن يستفيد منها الزائر فى علاج بعض الأمراض، وسيكون هناك مسرح لإقامة الحفلات والمهرجانات يتسع لـ٥ آلاف شخص. 

وستكون هناك مخيمات للشباب والكشافة ضمن مشروع روحانى ومحاضرات دينية، وهذا سيتحقق من خلال المستثمرين، ويمكن للمسئولين مخاطبة المستثمرين الأجانب، للمجىء إلى المغطس والاستثمار فيه، لأن الأردن مكان حج عالمى، وهناك أعداد كبيرة من الحجاج المسيحيين الذين يفضلون السياحة الدينية فى الأردن.

■ كم يبلغ عدد الحجاج الزائرين للمغطس؟

- الإحصائيات الحالية لعدد الحجاج غير دقيقة بسبب جائحة كورونا التى اجتاحت العالم الفترة الماضية، حيث توقفت عجلة السياحة الدينية فى العالم أجمع وليس فى الأردن فقط. 

ووزارة السياحة فى الأردن عندما تتحدث عن السياحة الدينية تقول إنها تستهدف العودة للأرقام التى كانت فى عام ٢٠١٩، حيث كانت هناك نهضة دينية فى الأردن وكان الموسم مبشرًا للغاية. 

وفى عام ٢٠١٩ كان لدينا مليون زائر للبترا، إضافة إلى ٧٩٠ ألف زائر لبجبل نيبو، وكان هناك نحو ٣٠٠ ألف زائر لموقع المعمودية والمغطس، وباقى الأماكن السياحية فى الأردن. 

والأردن لا تقتصر السياحة فيه على السياحة الدينية فقط، ولكن هناك سياحة للمؤتمرات والمواقع المتميزة، لأن الأردن يلعب دورًا متميزًا فى المنطقة سياحيًا وسياسيًا بسبب احتضانه اللاجئين واهتمامه بالقضية الفلسطينية. 

ولدينا سياحة يُطلق عليها سياحة المغامرات فى الأنهار والمياه، ونحن ننظر للأردن على أنه بلد سياحى، لكن لم نحقق كل الأحلام بعد. 

■ ماذا عن الأهمية الدينية للحج لمنطقة المغطس؟

- المغطس هو جوهر الأماكن السياحية فى الأردن بالنسبة للحجاج المسيحيين، لأن الذى لعب دورًا رئيسيًا فيه هو المسيح، كما أنه لدينا القديس يوحنا المعمدان الذى يعتبر الشفيع الأول للكنيسة فى الأردن، وكان يبشر فى الجهة الشرقية فى النهر، وكان شهيد الحق فى قلعة الكاور فى الأردن. 

وكان المغطس مغلقًا لأوضاع سياسية لأنه يقع على الحدود مع فلسطين وإسرائيل، إلى أن تم إبرام اتفاقية فى عام ١٩٩٤، المعروفة بمعاهدة السلام مع إسرائيل، وبالتالى عادت أرض المغطس من جديد، وفُتحت لتكون مزارًا للسياحة الدينية فى الأردن.

وأرض المغطس مكان مبشر جدًا، سيضعه الزائرون على قوائم الأماكن الهامة للزيارات، خلال وجودهم فى الأردن. 

■ ألم يتم ضم المغطس لقائمة التراث العالمى؟

- المغطس تم الاعتراف به ضمن التراث العالمى، حسب منظمة اليونسكو العالمية، وعملية إدراج المغطس ضمن التراث العالمى لها مميزات مادية وغير مادية، وفى الفترة الماضية أدرجت أكلة «المنسف» على لائحة التراث العالمى للإنسان غير المادى، وإدراج أى مكان مقدس على لائحة التراث يعنى أنه سُجل عالميًا للأبد باسم البلد الذى يكون فيه، وبذلك لا يستطيع أى بلد أن يعلن أن المغطس تابع له. 

وهناك اعتراف إعلامى هام تم عام ٢٠٠٠ على لسان البابا يوحنا بولس الثانى، بابا الفاتيكان السابق، حيث وصف الأردن بأن لديه تقاليد جميلة، ومنذ ذلك الحين تم فتح المغطس والكنائس للحجاج بالتزامن مع عيد الغطاس. 

■ متى يُسمح للزوار بالدخول إلى المغطس؟

- يُفتح المغطس للزوار خلال الجمعة الثانية من شهر يناير كل عام، وهو يوم حج الكنائس الكاثوليكية بالتزامن من عيد الغطاس، ويُسمح لهم أيضًا بالحج إلى جبل نيبو، حيث الاحتفال بعيد النبى موسى، ولدينا أيضًا الحج إلى سيدة الجبل فى عنجرة فى الجمعة الثانية من شهر يونيو، وفى هذه المناسبات يأتى الحجاج من عدة دول لإقامة السياحة الدينية وزيارة أرض المغطس.

■ ماذا عن زيارات الأقباط المصريين إلى المنطقة؟

- السياحة القبطية فى الأردن انتعشت عقب زيارة البابا تواضروس له، وأصبح الزائر يأتى للزيارة الدينية، ويمر فى نهر الأردن، ويعبر لكنيسة القيامة، التى زارها البابا وصلى فيها، واعتبر ذلك بمثابة تصريح للسماح للحاج القبطى بالذهاب للقدس وزيارة الأماكن المقدسة. وهناك تعاون مع وزارة السياحة لتكثيف زيارات الأقباط المصريين للأردن بالتنسيق مع وزارة الداخلية، لأن العديد من الأقباط المصريين يأتون للأردن أيضًا، من أجل فرص العمل، وهناك تسهيلات من الحكومة الأردنية للقادمين من الأقباط المصريين لزيارة الأماكن السياحية. 

والحاج المصرى القبطى له الحق فى الذهاب إلى الأردن وزيارة الأماكن المقدسة والتبرك بالمياه فى نهر الأردن، والوفود السياحية تمنح كل التسهيلات للوصول إلى الأماكن السياحية للزيارة. 

■ هل هناك حضور للكنيسة الأرثوذكسية بالأردن؟

- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هى جزء لا يتجزأ من المجتمع المسيحى فى الأردن، ولديها محكمة كنسية وثلاثة كهان، وحاليًا تمت إضافة كاهن جديد، وهى ترتبط ببطريركية الأقباط فى القدس. 

■ ماذا عن استضافة الأردن مؤتمر مديرى الحجاج بالعالم خلال العام الحالى؟

- سيستضيف الأردن مؤتمر مديرى الحجاج، وهذا المؤتمر يأتى بمناسبة مرور ٧٥ عامًا على رابطة الحج المسيحى الفرنسى العالمى، وسيحضره نحو ١٨٠ مديرًا للحج المسيحى حول العالم، وسيتم الاهتمام بهذا الحدث، لأن له أهمية كبيرة بالنسبة للأردن.

■ ما آخر مستجدات الاحتفال بمجلس كنائس الشرق الأوسط وتذكار تأسيسه؟

- نحتفل العام الحالى بمرور ٥٠ سنة على إنشاء مجلس كنائس الشرق الأوسط، وهى الهيئة الوحيدة التى تضم العائلات الكنسية الأربع، بهذه المناسبة نسعى إلى تأسيس هيئة إعلامية تجمع جميع الهيئات المسيحية، لتحقيق الوحدة الإعلامية للمسيحيين بعيدًا عن التنافس، ومصر من البلدان المرشحة لاستضافة مؤتمر تدشين هذه الهيئة.

■ كيف يسعى المجلس لدعم الوحدة بين الطوائف؟ 

- كل الكنائس مع خيار الوحدة بينها، ويبقى هذا المجلس عنوانًا للسعى للوحدة، ومؤخرًا كانت هناك معاناة فى بعض دول العالم، بسبب ظروف سياسية وطائفية، خاصة فى دول مثل لبنان والعراق وسوريا وفلسطين، ولكن فى النهاية المسيحى يحب أن يكون بجانب أخيه المسيحى فى أى مكان بغض النظر عن عائلته الكنسية.

■ كيف يدعم المجلس المهجرين فى الدول التى تعانى من أزمات؟

- دعم المجلس المهجرين من الدول التى تعانى من أزمات، من خلال السعى لتخفيف معاناتهم سواء عبر الاهتمام باللاجئين ماديًا أو نفسيًا.

■لماذا يسمى الأردن «الوصى على المقدسات»؟

- الأردن يعمل على حماية المقدسات لذا هو الوصى عليها، وهذا اللقب مرتبط بالملك منذ نشأة المملكة الأردنية، ويعد ذلك اللقب تاريخيًا، هو جزء من الحقوق الأردنية، لأن الوصاية ليست حبرًا على ورق، وإنما تنفيذ على أرض الواقع، وتتجلى فى رعاية قبة الصخرة ودفع مستحقات الموظفين فى المسجد الأقصى، فهذه كلها منشآت تابعة لـ«الأوقاف الأردنية». والأردن كان له إسهام فى ترميم كنيسة القيامة والقبر المقدس وتطوير الصرف الصحى فيها.