رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفهنا الأشراف


هى قرية تسبق الزقازيق بكيلومترات قليلة وتسبقها ميت غمر بنفس المسافة تقريباً، وحين يقترب القطار منها تجدها حافلة بالمآذن والمساجد والمبانى ذات الطراز الإسلامى، فهى مقر لأحد أو بعض المعاهد الأزهرية، ويغلب عليها الطابع الإسلامى

حتى تكاد تظنها إحدى بقاع الأراضى المقدسة فى بلاد الحجاز. بعد زوال حكم الإخوان تحولت محطة سكة حديد هذه البقعة المقدسة إلى كيان قمىء شديد الحقارة والبذاءة والانحطاط وانفردت جدران هذه المحطة بأكبر قدر من الشتائم بالغة السفالة ضد السيسى والدولة والجيش والحكومة والشعب المصرى بأكمله، ولم يعد فى هذه الجدران سنتيمتر واحد خال من البذاءات الحقيرة والشتائم المنتقاة من أسفل قاموس السفالة. تقرأ هذا القرف على جدران المحطة وتتعجب من اسمها، أين الأشراف الذين تنتسب لهم هذه القرية؟ وأين الإسلام الذى يدرسه أهلها والوافدون إليها؟ وأين الأخلاق التى تعلموها فى معاهدهم الدينية رفيعة المستوى؟ وأين أهل هذه القرية الذين يقرأون كل هذا القدر من السفالة والانحطاط فلا يفكر أحدهم فى إزالته أو منعه؟ وأين المسئولون عن هذه المحطة من موظفى الحكومة، أم أنهم يشاركون فى كتابة هذه البذاءات؟ وأين الأمن الذى يمثل الدولة فى هذه القرية؟ هذا وقت ينبغى أن نتوقف فيه ونسأل أنفسنا عن نوعية وجدوى التعليم الدينى فى مصر. لماذا ينتشر كل هذا القدر من العنف والبذاءة بين طلاب الكليات والمعاهد الأزهرية؟ لماذا يحرص هؤلاء الطلاب على تدمير كلياتهم ومدنهم الجامعية؟ لماذا يستخدمون أكثر الألفاظ بذاءة وسفالة ضد خصومهم؟ لماذا لا يفهمون أى قدر من الموضوعية والسماحة فى التعامل مع من يختلف معهم؟ لماذا لا يعرفون من الدين سوى القتال والقسوة والشتائم والغدر والخسة والدمار العشوائى؟ ومن قال لهم إن هذا هو الإسلام؟ هل هى المناهج أم الأساتذة أم عصابات الإسلام السياسى؟ وأين الدولة من هذه الممارسات العفنة النجسة التى ننفق عليها من أموالنا وهى فى الواقع أخطر وأسوأ أعدائنا؟ ولماذا لا نفكر فى تحويل كل جامعات مصر ومعاهدها ومدارسها إلى التعليم المدنى ونكتفى بالتعليم الدينى فى مراحل الدراسات العليا للوافدين وغيرهم؟ الإسلاميون فى مصر أشد خطراً على الإسلام من الملاحدة والصهاينة، ابحثوا لهم عن حل قبل أن يبتلعكم واياهم طوفان غضب السماء.

■ كاتب