الزيارات الثلاث.. كيف يتحرك نتنياهو حيال الولايات المتحدة؟
شهدت الأيام الأخيرة عدد من التحركات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والولايات المتحدة، شملت التخطيط لثلاث زيارات والعديد من المحادثات.
رأى البعض أن الاهتمام الأمريكي بالحكومة الإسرائيلية بسبب مخاوف أمريكية من توجهات حكومة نتنياهو اليمينية، إلا أن هناك رأيا آخر يؤكد أن التحركات هي نتاج خطة نتنياهو للتقرب من إدارة بايدن لرأب الصدع بين الحكومتين الناتج عن خلاف قديم بين نتنياهو والحزب الديمقراطي.
ثلاث زيارات
أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان اليوم الثلاثاء أنه سيصل في زيارة إلى إسرائيل في 19 من الشهر الجاري. وقال "الولايات المتحدة وإسرائيل تتقاسمان نفس الأهداف بالنسبة لإيران"، وأضاف: "كلا البلدين يستخدمان تكتيكات مختلفة"، بحسب تصريحاته إلى الصحفيين خلال رحلة الرئيس الأمريكي بايدن إلى المكسيك.
وعبر “سوليفان” أيضا عن مخاوفه بخصوص العلاقة بين إيران وروسيا، وقال إن "ايران يمكن أن تساهم في جرائم حرب في أوكرانيا في حال ساعدت روسيا عسكريا". وقال إن التهديد الذي تمثله ايران هو فرصة للولايات المتحدة للتواصل مع إسرائيل، مشيراً إلى أن الاتفاق النووي مع إيران ليس في جدول الأولويات الأمريكية في الوقت الحالي، لكن الموضوع سيتم مناقشته مع المسؤولين الإسرائيليين.
أما الزيارة الثانية، فهي لوزيرالخارجية الأمريكي أنتوني بليكن الذي أعلن أنه سيقوم بزيارة دبلوماسية لإسرائيل الشهر الجاري، لعقد لقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بهدف استجلاء الخطوات المستقبلية لحكومته، وستكون زيارة "بلينكن" هي الأولى من نوعها على مستوى الدولة بالنسبة لوزير الخارجية الإسرائيلية ايلي كوهين حيث سيقوم باستقبال نظيره الأمريكي علما أن الأخير هنأ “كوهين” عقب استلام مهامه الجديدة، وأكد موقف بلاده الثابت الملتزم بـ "أمن وازدهار دولة إسرائيل" إلى جانب التأكيد على التزام إدارة بايدن بحل الدولتين الذي تعتبره الولايات المتحدة الحل الأمثل للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
أما الزيارة الثالثة فهي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إذ من المقرر أن يزور واشنطن لعقد لقاء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض الشهر القادم.
كواليس الزيارات
بحسب مصادر أمريكية، فإن زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ستجري على ضوء مخاوف الإدارة الأمريكية من تشكيلة الحكومة الجديدة في إسرائيل، التي قد تؤدي إلى تدهور العلاقات مع الفلسطينيين.
بينما أفادت تقارير أخرى، أنها تأتي في سياق تنسيق المواقف مع بين بايدن وحكومة نتنياهو بشأن الاتفاق مع إيران، والتحالف بين الولايات المتحدة والسعودية، ورغبة إدارة بايدن في اتساع دائرة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية.
يذكر أن الولايات المتحدة مؤخراً أوضحت في سياق انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي على خلفية دخول بن غفير الحرم الإبراهيمي، أنها تتعامل مع زيارة بن غفير إلى الحرم القدسي بحدة، إلا أنها ترى أنه لا يوجد مكان لقرار ضد إسرائيل، حيث إن هذا لن يؤدي إلا إلى تصعيد التوتر في علاقات دول المنطقة، وهو ما يمكن تفسيره بأن الولايات المتحدة فضلت اتخاذ خطوات غير تصعيدية حيال حكومة نتنياهو، إذ اكتفت بالهجوم اللفظي فقط.
خطة نتنياهو
رأى المراقبون أن التحركات الأمريكية المكثفة حيال حكومة نتنياهو ليس فقط بسبب المخاوف من الخطوات اليمينية للحكومة ولكنها نتاج عمل نتنياهو الذي وضع ترميم العلاقات مع إدارة بايدن على قائمة أولوياته.
بالإضافة إلى الزيارات، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع مسؤولين تنفيذيين ونشطاء كبار في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، المعروفة باسمها المختصر AIPAC، أمس الاثنين، بشكل أساسي حول الصراع مع إيران، وقال"حان الوقت لتوحيد الصفوف بين إسرائيل والولايات المتحدة - وآخرين. وأنا أتطلع إلى مناقشة هذه المسألة مع الرئيس بايدن وفريقه".
كما شكر نتنياهو إيباك - مجموعة ضغط مؤيدة لإسرائيل - لدعمها لإسرائيل وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وهو ما يمكن تفسيره بأنه رغبة من نتنياهو في التقرب من يهود أمريكا كجزء من محاولاته ترميم علاقاته مع الولايات المتحدة.