بايدن أمام كونجرس منقسم فى 2023.. وملفات شائكة على أجندة المجلس
يبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن الجزء الثاني من ولايته بكونجرس منقسم، بحيث إن انتخابات منتصف الولاية أفضت إلى سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب وبقاء الغالبية في مجلس الشيوخ بأيدي الديمقراطيين.
رغم الأغلبيات الضئيلة، كان الكونجرس الذي هيمن عليه الديمقراطيون من 2021 حتى 2023 أحد أكثر مجالس الكونجرس إنتاجية في التاريخ الحديث، فسنّ جميع أنواع التشريعات- معظمها من الحزبين- حول التصنيع والبنى التحتية والتحكّم باستخدام الأسلحة وأزمة المناخ.
لكن محللي خطوات واشنطن يخشون انتهاء عصر التعاون بين الحزبين، مع توقّع دخول العملية التشريعية طريقا مسدودا فيما يتوعّد الجمهوريون بأجندة تحقيقات صارمة في معظم جوانب إدارة الرئيس جو بايدن.
أبرز الموضوعات على أجندة الكونجرس الأمريكي
فيما يلي أبرز ما قد تشهده الدورة الجديدة للكونجرس:
راقب حزب الرئيس السابق دونالد ترامب عمل الكونجرس من الهوامش طيلة عامين بينما تصدى زعيمه للعديد من التحقيقات داخل الكونجرس والتحقيقات الجنائية والمدنية.
غير أن الجمهوريين يخططون للانتقام مع جدول أعمال مثقل بتحقيقات يجرونها هم.
يُتوّقع أن يكون أحد أبرز أهدافهم هو بايدن نفسه، بحيث أكّد بعض الجمهوريين أن زملاء لهم يبحثون في احتمال عزله.
مع ذلك، ستكون الأولوية القصوى المعلنة للجنة الرقابة في مجلس النواب تكثيف التدقيق في نجل الرئيس الديمقراطي هانتر بايدن الذي يخضع بالأساس لتحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن ممارساته التجارية.
وتحدى العديد من الجمهوريين في مجلس النواب، إلى جانب شخصيات من إدارة ترامب بينهم رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي وترامب بنفسه، مذكرات الاستدعاء للمثول أمام تحقيقات يقودها الديمقراطيون بما في ذلك التحقيق في هجوم 2021 على الكونجرس.
لكن الجمهوريين تعهدوا مع ذلك بالإدلاء بشهاداتهم حول جوانب متعددة من صنع القرار من قبل الديمقراطيين، من إدارة البيت الأبيض لأزمة الهجرة ولأزمة كوفيد-19 إلى تعاملها مع الانسحاب من أفغانستان.
واتهم مكارثي الذي يواجه تمردًا ضد طموحاته بأن يصبح رئيس مجلس النواب الجديد، الديمقراطيين بـ"تسييس وزارة العدل كسلاح" بشأن مختلف التحقيقات حول ترامب.
وسيحاول الجمهوريون أيضًا العثور على مخالفات في التحقيق بحق المحقق الخاص السابق روبرت مولر في صلة روسيا بالانتخابات الأمريكية لعام 2016 الذي كشف عن اتصالات مكثفة بين فريق ترامب والحكومة الروسية وعناصر الاستخبارات.
نظرًا لقيود انقسام الحكومة، لا يتوقّع أي من الاستراتيجيين وصول أي تشريعات رئيسية إلى مكتب بايدن.
أصدر الجمهوريون أجندة تشريعية بعنوان "الالتزام تجاه أمريكا" في سبتمبر لكن كانت تفتقر إلى التفاصيل إذ طرحت أهدافًا سياسية واسعة بدلاً من سياسة محددة.
بشأن الاقتصاد، تعهد الجمهوريون "محاربة التضخم وخفض تكلفة المعيشة" و"جعل أمريكا مستقلة في مجال الطاقة وخفض أسعار الغاز" و"تعزيز سلسلة التوريد" و"إنهاء الاعتماد على الصين".
ويُتوقّع أن يقضي مجلس الشيوخ معظم وقته في منع مشاريع القوانين الصادرة عن مجلس النواب إذ إن عدد الديمقراطيين أقلّ من الأغلبية العظمى (البالغة 60 صوتًا في مجلس الشيوخ) واللازمة لتمرير معظم التشريعات، بتسعة أعضاء.
وسيواصل التركيز على الموافقة على المرشحين القضائيين لبايدن.
مذ غزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير 2022، وافق الكونغرس على منح 100 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية لحليفة واشنطن، وحصل هذا القرار بتأييد من أعضاء في الحزبَين.
غير أن سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب تعزّز من قوة الانعزاليين في السياسة الخارجية وغيرهم ممن يريدون وقف تدفق أموال دافعي الضرائب الأمريكيين شرقًا.
وتعزز الجناح الأيمن للحزب بإعلان مكارثي قبل انتخابات منتصف الولاية أن حزبه لن يوقع "شيكًا على بياض" لكييف فيما يعاني الأمريكيون "من ركود".