رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. تعرف على ولهلم شبيبلبرج صاحب قاموس الجيب القبطي

ولهلم شبيبلبرج
ولهلم شبيبلبرج

تحل اليوم ذكرى ولهلم شبيبلبرج عالم اللغة المصرية القديمة، والخط الديموطيقي الكبير، وصاحب قاموس الجيب القبطي الذي أهتم فيه برد كل كلمة قبطية إلى أصلها الديموطيقي.

ووفقا لدراسة أعدها ماجد كامل عضو اللجنة الباباوية للتاريخ الكنسي فيمثل عالم اللغة المصرية الخط الديموطيقي الكبير ولهلم شبيلبرج (1870- 1930) أهمية كبري في علوم المصريات بصفة عامة؛ والخط الديموطيقي منه بصفة خاصة أهمية كبيرة نظرا لما تمثله دراساته وأبحاثه اهمية كبري في تطور دراسات هذه الخط (أو بالأحرى هذه اللهجة لأن العلماء يعتبرون الخط الديموطيقي لهجة مشتقة من اللغة المصرية القديمة). 

اما عن شبيبلرج نفسه، فلقد ولد في هانوفر بالمانيا في 25 يونية 1870، ولقد تلقي تعليمه كطالب في برلين حيث تتلمذ علي يد عالم الآثار الالماني الكبير ادولف إرمان (1854- 1937).

 ولقد تخرج من الجامعة عام 1891 ولقد حصل على درجة الدكتوراة في علوم المصريات وكان موضوع رسالة الدكتوراة هي (بحث في القانون المصري في عهد الفراعنة) وكان ذلك خلال عام 1892. 

سافر إلى فرنسا حيث درس علي يد العالم الفرنسي الكبير جاستون ماسبيرو (1846- 1916) وفي سن الثالثة والعشرين من عمره، عين عضوا في هيئة التدريس في جامعة ستراسبورج، ولقد تنقل في العمل بين جامعات ستراسبورج وهيدلبرج وميونيخ.

وفي بداية عام 1894، سافر إلي مصر حيث عمل في الحفر الاثري معابد في طيبة بالأقصر، بالاشتراك مع كل من فلندرز بتري (1853- 1942) وجيمس كيبل (1867- 1935) وبرسي نيوبري (1869- 1949) وهوارد كارتر (1874- 1939) ومع مطلع عام 1900 بدأ العمل في المتحف المصري (وكان وقتها موجودا في الجيزة في قصر الخديوي إسماعيل بالجيزة وهو المكان الموجود به حديقة الحيوان حاليا، ولقد تم نقل المتحف إلي مكانه الحالي في عصر الخديوي عباس حلمي الثاني وتم افتتاحه رسميا في 15 نوفمبر 1902).

 حيث عمل كمفهرس ومحرر للبرديات الديموطيقة الموجودة بالمتحف، ولقد اصطحب الروائي الالماني الشهير توماس مان (1875- 1955) في زيارته لمصر حيث ساعده في تزويده بالمادة العلمية اللازمة لروايته الشهير يوسف واخوته (وهي رواية من اربعة أجزاء تدور احداثها في القرن الرابلع عشر قبل الميلاد، ولقد استقي الروائي توماس مان أحداثها من قصة يوسف الصديق التي وردت في الكتاب المقدس سفر التكوين الإصحاحات من 37 - 50).. وفي عام 1919 أصبح عضوا في أكاديمية هايلبرج للعلوم وفي عام 1924 أصبح عضوا كاملا في أكاديمية بافاريا للعلوم. كما أصبح اول عميد لمعهد علوم المصريات في ميونيخ ولقد استمر في العمل والبحث والكتابة حتى توفي فجأة في يوم 23 ديسمبر 1930 عن عمر يناهز 60 عاما قضاها كلها في العلم والبحث والدراسة حتى صار واحدا من اهم علماء اللغة الديموطيقية في العالم.

 ولقد قام العالم الكبير بزيارة مصر خلال عام 1928 كما يذكر لنا المؤرخ الكبير توفيق اسكاروس (1871- 1942) في المقالة التي نشرها في المجلة الجديدة الشهرية عدد شهر مايو 1931؛ وخلال زيارته لمصر تعرف علي عالم القبطيات الكبير الدكتور جورجي صبحي (1884- 1964) وتبادل معه الزيارت، وكان قد عرفه به عالم اللغة القبطية والتر كرام صاحب قاموس كرام الشهير،  كما تعرف خلال زيارته لمصر علي العالم الكبير سليم حسن ( 1886- 1961) وقام يالتعرف علي اكتشافاته العظيمة في منطقة الأهرامات،  كما تعرف علي عالم الاثار الكبير الدكتور سامي جبرة ( 1892- 1979).

 وقام بزيارة المؤرخ الكبير توفيق اسكاروس في مقر عمله بدار الكتب المصرية كما ذكر ذلك المؤرخ الكبير في المقالة السابق الاشارة اليها.

أما عن أهم مؤلفات العالم الكبير فهي :- 

1- دراسات في قانون الفراعنة في عهد السلالات 

2- تاريخ الفن المصري من البدء حتي الحقبة الهلينستية 

3- برديات الفانتين 1907 

4- قاموس جيب قبطي 1921

5- البرديات الديموطيقية،  هايلبرج 1923.

6- القواعد الديموطيقية، 1952. 

وتبقي كلمة أخيرة عن تطور الدراسات الديموطيقية في العالم وفي مصر،  ولعل أول من حاول فك رموز الخط الديموطيقي هو المستشرق الفرنسي سلفستر دي ساسي الذي كان استاذا لشامبيلون من خلال فحصه لحجر رشيد مع العالم الفرنسي الكبير فرانسوا شامبيلون ولما فشلت جهوده، قام بتسليم النسخة الخطية الي الدبلوماسي السويدي يوهان ديفيد أكربلاد عالم الدرسات الشرقية والذي نجح في خلال مدة شهرين من فك رموز الخط الديموطيقي من خلال مقارنة أسماء الأعلام بين كل من النصين اليوناني والديموطيقي،  وكان ذلك خلال عام 1802 م.ثم ظهرت بعدها المدرسة الاوربية في الدرسات الديموطيقية ومن اشهر أعلامها :-

1- ولهلم شبيلبرج 

2- فرنسيس جريفث.

3- إريكسون.

4-جانيت جونسون.

أما عن مصر،  يعتبر العالم المصري الكبير الدكتور جرجس متي هو أول من حاول اقتحام مجال الدراسات الديموطيقية من المصريين،  حيث درس في جامعة أكسفورد علي يد العالم الإنجليزي الشهير فرنتسيس جريفث ( 1862- 1934), ولقد قام جرجس متي بنشر مجموعة من النصوص الديموطيقية المسجلة علي الاوستراكا (الشقاقات). 

ثم ظهرت بعده المدرسة المصرية في الدراسات الديموطيقية، نذكر منهم المرحوم الدكتور مصطفي الأمير،  ثم جاءت النقلة الكبري في الدراسات الديموطيقية علي يد العالم الجليل الراحل الدكتور عبد الحليم نور الدين (1943- 2016) الذي درس في جامعة ليدن بهولندا، وقام بتربية جيل كامل قام بالتخصص والتعمق في الدراسات الديموطيقية ما زال يعمل بكل همة ونشاط في الجامعات المصرية.نذكر منهم الأستاذة الدكتورة علا العجيزي أستاذة الآثار المصرية بجامعة القاهرة،  والمرحوم الدكتور عادل فريد طوبيا (1951- 2011 ).