رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«البيئة»: ركائز جهود الرئاسة لـ«COP 27» لم تكن وليدة المؤتمر

جريدة الدستور

الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمنسق الوزارى ومبعوث مؤتمر المناخ COP 27:

مؤتمر COP 27 شهد أداء جماعيًا وطنيًا جديرًا بتحديات تنظيم المؤتمر فى فترة زمنية قياسية وبمستوى تنظيمى ولوجستى نموذجى أتاح للمفاوضين مناخًا مواتيًا للتواصل والتوصل إلى نتائج فاقت التوقعات بكل المقاييس

وزيرة البيئة: ركائز جهود الرئاسة المصرية للمؤتمر لم تكن وليدة المؤتمر وإنما زرعت بذورها بريادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى للعمل المناخى منذ سنوات

وتؤكد: كلمات الشكر والتقدير لا تكفى للتعبير عن الدعم الذى تلقيناه من كل فئات المجتمع المصرى والاحترام للعمل الوطنى المشرف الذى أوصلنا إلى هذا النجاح

د. ياسمين فؤاد: المؤتمر تمكن من خلال جهود شاقة للرئاسة المصرية للمؤتمر من التوصل إلى هدف طال انتظاره سنوات طويلة وهو إنشاء صندوق الأضرار والخسائر لتعويض الدول الفقيرة خاصة الإفريقية عن الخسائر التى تسببت فيها الصدمات والكوارث البيئية

 

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة والمنسق الوزاري ومبعوث مؤتمر المناخ COP 27، أن عقد هذا المؤتمر وما تحقق خلاله من إنجازات يمثل حدثاً مشهوداً في تاريخ العلاقات الدولية، وشهادة مضيئة على قدرة مصر على تنظيم أحد أكبر المؤتمرات الدولية في تاريخ الأمم المتحدة، والذي نجح بقيادة مصرية في إطلاق مرحلة جديدة من مسار العدالة المناخية لكل دول العالم، خاصة الدول الإفريقية التي شرفت مصر بعقد المؤتمر بالإنابة عنها.

جاء ذلك خلال البيان الذى ألقته الدكتورة ياسمين فؤاد فى الجلسة العامة بمجلس الشيوخ، بحضور المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس مجلس الشيوخ، وذلك لمناقشة طلب مقدم من النائبة نهى زكي وعشرين عضوًا، بشأن نتائج مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة لتغير المناخ COP 27 والمكاسب الاقتصادية المتحققة.

وخلال كلمات السادة النواب بالجلسة العامة بمجلس الشيوخ أعربوا عن فخرهم وسعادتهم بهذا المشهد العالمي لمصر، والتي نجحت نجاحاً غير مسبوق في استضافة أكثر من خمسين ألف مشارك من مختلف دول العالم، فضلاً عن قادة دول العالم، موجهين الشكر والتحية والتقدير لكل من ساهم في إنجاح المؤتمر وإخراجه بالشكل الذي يشرف مصرنا الغالية، وفي مقدمتهم الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، إلى جانب وزارة الخارجية، وغيرهما من الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية التي ساهمت في هذا الإنجاز، مشيرين إلى إصرار مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي على ضرورة أن يعتمد المؤتمر إجراءات لتنفيذ الوعود وأن يكون بمثابة نقلة نوعية في تاريخ مؤتمرات المناخ السابقة، فضلا عن تعزيز الحكومة المصرية مطلبا طالما نادت به الدول النامية والمتضررة من التغيرات المناخية بضرورة اعتماد تمويل خاص للخسائر والأضرار، حيث جاء إنشاء صندوق تعويض الخسائر والأضرار أحد أكبر المكاسب التي طالما تطلعت إليها الدول النامية والمتضررة.

كما أعرب نواب المجلس عن جاهزيتهم كمؤسسات تشريعية للتعاطي مع مخرجات المؤتمر من تشريعات وقوانين تحقق التكيف مع التغيرات المناخية والحد من الآثار الضارة على البيئة ودعم جهود العدالة المناخية والتنمية المستدامة.

وأضافت وزيرة البيئة أن الشواغل قبل انعقاد المؤتمر كانت كثيرة ومصادر القلق متعددة من الظروف السياسية والاقتصادية والدولية بتداعياتها المعقدة على فرص وإمكانيات تحقيق المؤتمر نتائج ترتقي إلى التحديات الخطيرة والمتزايدة لتغير المناخ، وتستجيب لترقب كافة الأطياف الرسمية وغير الرسمية في العالم لفرص المؤتمر في تحقيق الأهداف المرجوة منه، مسجلة شهادة للتاريخ بأنه ما كان ممكناً للمؤتمر أن يحقق هذا النجاح دون مؤازرة القيادة الحازمة والحاسمة لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وعزمه الذي لا يلين في مواجهة المصاعب والتحديات، وتفاني جهود أبناء مصر الشرفاء، بداية من دولة رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا للإعداد للمؤتمر، والرئاسة المصرية للمؤتمر المكونة من الوزير سامح شكري رئيس المؤتمر، ووزيرة البيئة المبعوث والمنسق الوزاري للمؤتمر، وكافة وزراء الحكومة ورؤساء الجهات المعنية الموقرين، حتى أصغر عامل، في أداء جماعي وطني جدير بتحديات تنظيم المؤتمر في فترة زمنية قياسية، وبمستوى تنظيمي ولوجستي نموذجي أتاح للمفاوضين مناخا مواتيا للتواصل والتوصل إلى نتائج فاقت التوقعات بكل المقاييس.

وتابعت وزيرة البيئة أن الإنجازات والمخرجات للمؤتمر كثيرة، مشيرة إلى عدد من الإنجازات الرئيسية التي سوف ترتبط باسم مصر على الدوام، ومنها تمكن المؤتمر وبجهود شاقة لرئاسة المؤتمر من التوصل إلى هدف طال انتظاره سنوات طويلة، وهو إنشاء صندوق الأضرار والخسائر، لتعويض الدول الفقيرة، خاصة الإفريقية، عن الخسائر التي تسببت فيها الصدمات والكوارث البيئية وانبعاثات الغازات التي لم تكن طرفاً فيها.

وأضافت وزيرة البيئة أن إنشاء الصندوق ليس هو الإنجاز الوحيد للمؤتمر، إذ تمكن المؤتمر بجهد مصري وبتعاون دولي مثمر من تحقيق توافق دولي على تقوية نبرة الالتزامات المالية والتكنولوجية السابق التعهد بها، وإبراز أولوية مصالح الدول النامية، خاصة الدول الإفريقية، والأهم هو إطلاق المؤتمر شرارة نهج تعاوني تفتقده أكثر تآلفا بين الدول المتقدمة والدول النامية، مما عكس إدراكاً دولياً بأن تغير المناخ لن يميز بين الدول، وأن الطبيعة الغاضبة تنذر وتهدد بكوارث لكل دول العالم دون تفرقة.

وأكدت وزيرة البيئة أن هذه الإنجازات سوف تصبح ضربًا في الهواء ما لم تُبن على ركيزة أساسية وهي الاستدامة، والتي تمثل شريان الحياة لكي تتمكن الكرة الأرضية والشعوب التي تسكنها من امتلاك القدرة على المقاومة والتصدي لتداعيات تغير المناخ، وتخطى النهج الدفاعي إلى نهج إيجابي لتعاون دولي إبداعي يحكمه توافق الإرادات، البحث العلمي، الرقمنة، الذكاء الاصطناعي، وكل عناصر العلم والتكنولوجيا.

كما أحاطت وزيرة البيئة المجلس الموقر بعدد من الإنجازات التي تحققت لمصر من خلال حقائق وأرقام، تمثلت فى تنظيم أشاد به كافة الأطياف من القاصي إلى الداني في العالم، بمشاركة 120 رئيس دولة وحكومة و50 ألف مشارك، وتعبئة الالتزامات التمويلية الرئيسية ومنها 150 مليون دولار لتفعيل مبادرة إفريقيا للتكيف، التي طرحتها مصر في المؤتمر، و25 مليار دولار من الولايات المتحدة، و1.5 مليار دولار سنويا من ألمانيا لدعم مشروعات الحلول من الطبيعة، إضافة إلى 10 مليارات دولار لمشروعات ربط الطاقة والغذاء والمياه لتنفيذ خطة المساهمات الوطنية للمناخ، وتقديم صورة عملية لفرص ومناخ الاستثمار في مصر، وفتح المجال أمام القطاع الخاص للسوق الطوعية الكربونية.

وتابعت وزيرة البيئة أن المؤتمر ساهم فى تقديم صورة مشرفة للاهتمام بالشباب والمرأة وأصحاب الهمم، من خلال منصات خاصة بكل منهم أتاحت لهم التفاعل الإيجابي والمناقشات البناءة لاهتماماتهم واحتياجاتهم، والحرص على تمثيل مؤسسات المجتمع المدني لأول مرة في كلا المنطقتين الزرقاء والخضراء، بمشاركة 38 منظمة مدنية مصرية في المنطقة الزرقاء، وهي قاعة المؤتمر ذاته، وترسيخ شمولية المؤتمر بمشاركة نشطاء المناخ والتعبير عن آرائهم بشفافية وعلنية.

وشددت وزيرة البيئة على أن ما تحقق في المؤتمر هو بداية جديدة وليس نهاية الطريق، وسوف تواصل الرئاسة المصرية جهودها إلى حين تسليم دولة الإمارات رئاسة مؤتمر COP 28 في نوفمبر العام القادم، للتوصل إلى توافق على مصادر وحجم وآلية تمويل هذا الصندوق، والذي يعد إنشاؤه بحق نجاحا لشعار التنفيذ الذي رفعته مصر هدفاً للمؤتمر.

واختتمت وزيرة البيئة كلمتها مؤكدة أن ركائز جهود الرئاسة المصرية للمؤتمر لم تكن وليدة المؤتمر، وإنما زرعت بذورها بريادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي للعمل المناخي منذ سنوات، مما كان من شأنه تحفيز الجهد الوطني للإنجازات البيئية غير المسبوقة في مصر، وفي تنظيم مؤتمر شرم الشيخ بهذا المستوى النموذجي الذي أشاد به العالم، مضيفة أن كلمات الشكر والتقدير لا تكفي للتعبير عن الدعم الذي تلقيناه من كافة فئات المجتمع المصري والاحترام للعمل الوطني المشرف الذي أوصلنا الى هذا النجاح، وخروجنا من شرم الشيخ ونحن فخورون بمصرنا ومصريتنا، وبقدرة أمتنا العظيمة على الفعل والإنجاز.