مكتبة مصر العامة.. الثقافة والتاريخ على ضفاف النيل
- مكتبات متنقلة تابعة للمكتبة تجوب قرى مصر تحت شعار «مصر تقرأ»
فى القاهرة وتحديدًا فى حى الدقى وعلى بعد أمتار من منزل الرئيس السادات ومن بيت الموسيقار فريد الأطرش، وأمام النيل مباشرة، سيمكنك الجلوس فى مكان هادئ وأنيق لتكتب وتقرأ وتطلع على آلاف الكتب والمراجع، وتتعلم أشياء عن طريق الورش التدريبية وأشياء أخرى كثيرة، فقط بأقل من خمسين جنيهًا هو قيمة الاشتراك السنوى.
تقوم اليوم «الدستور» بزيارة لأحد أهم وأجمل المكتبات العامة فى مصر وفى مدينة القاهرة، وهى مكتبة «مصر العامة»، التى منذ افتتاحها فى شهر مارس من عام ١٩٩٥، لم تتوقف عن استقبال كل محبى الثقافة والعلم والتعلم والفنون.
تتيح المكتبة إمكانية الاطلاع على عدد كبير جدًا من الكتب فى مختلف المجالات المعرفية مجانًا للزوار الذين لا يحملون كارنيه العضوية فى يومى الجمعة والإثنين من الساعة ١١ حتى ١٢ ظهرًا. أما من يحملون كارنيه عضوية المكتبة، الذى يتم بمقابل رمزى للغاية فيبدأ من ٢٥ جنيهًا للأطفال و٤٥ جنيهًا لمن هم فوق الأربعين، بجانب إمكانية الحصول على خصم إضافى فى حالة إذا اشتركت الأسرة بالكامل.
يمكن لأعضاء المكتبة الاطلاع على الكتب وحضور الندوات والأنشطة التدريبية فى أى وقت بالمجان أو بمبالغ أخرى رمزية.
بجانب قاعة الاطلاع، التى توجد فى الدور الأول من المكتبة، التى تضم أغلب الكتب التى يمكن أن يحتاجها القارئ الهاوى أو الخبير، والمراجع المختلفة التى قد يحتاج إليها الباحث والدارس والأكاديميون والمتخصصون. يوجد فى الدور الثانى قاعة أخرى مخصصة بالكامل للأطفال، تتيح العديد من الكتب الجذابة والمثيرة لخيال الطفل، التى تعمل على تنمية مواهبه وتوسيع مداركه. وكذلك توجد ألعاب مختلفة، ويقام فى هذه القاعة الكثير من الأنشطة التفاعلية التى تزيد من ذكاء الطفل. وفى الدور الثالث والأخير توجد قاعة الندوات والأنشطة التى يقام فيها بعض المحاضرات والندوات ومناقشة الكتب الثقافية المختلفة.
وتقيم المكتبة العديد من الأنشطة التدريبية للكبار والأطفال، وبعض الورش الإبداعية، وأغلب هذه التدريبات بالمجان للأعضاء، مثل «كورسات» تعلم اللغات المختلفة، وتعلم بعض المهارات التى تتطلبها سوق العمل، مثل تعلم «icdl»، أى قيادة الحاسب الآلى، التى تعد من أكثر المهارات التى يجب أن يتمتع بها الشخص الذى يريد الالتحاق بسوق العمل تحديدًا زيادة التطور التكنولوجى والإلكترونى. بحانب إقامة بعض الدورات المتعلقة بتعلم مهارات أخرى، مثل التصميم الفوتوغرافى والبصرى.
بجانب هذا تقيم المكتبة العديد من الورش المتعلقة بتعلم فنون الكتابة الإبداعية بالمجان، ويقيم هذه الورش بعض الكتّاب والمثقفين والمبدعين الكبار، وأثناء زيارتنا المكتبة وجدنا أن السفير والأديب الكبير محمد توفيق يقيم ورشة لتعلم فنون الكتابة، وهى بالطبع فرصة عظيمة لكل من يحب تعلم أو التعرف على طرق الكتابة الإبداعية من قصة قصيرة ورواية.
ووفرت المكتبة، مؤخرًا، العديد من السيارات المتنقلة تحت مبادرة «مصر تقرأ»، التى تمكن العديد من سكان الأحياء البعيدة عن المكتبة من الاستمتاع ببعض خدمات المكتبة، مثل استعارة الكتب أو الأنشطة التفاعلية للأطفال، حيث يمكن للمشترك فى هذه المبادرة استعارة ٥ كتب فى الشهر، أى أن القارئ أو الباحث يمكنه أخذ الكتب التى يريدها معه إلى البيت ويقرأها، ومن ثم يعيدها مرة أخرى إلى الموقع الذى تسلمها منه فى الشهر التالى، ويمكن أن يأخذ كتبًا أخرى بعد أن يرجع الكتب التى استعارها وهكذا.
كما تعاونت المكتبة مع وزارة الشباب والرياضة ومنظمة «يونيسف» برعاية من مجلس الوزراء، لإقامة مبادرة وبرنامج «مشوارى» الذى يعمل على تأهيل الشباب فى الفئة العمرية من ١٥ حتى ٢٤ سنة لسوق العمل، وتنمية المهارات الحياتية لدى الشباب.
وتقيم المكتبة بعض المعارض والأنشطة الأخرى، مثل معارض دعم وتطوير الحرف اليدوية المختلفة.
فى نهاية الزيارة، يمكن أن نقول إن المكان بما يحتويه من راحة ونظافة وجمال ونظام، يجعله تحفة معمارية وثقافية وحضارية شديدة القيمة والثراء على ضفاف النيل، وأن زائر المكان أو من سيحصل على العضوية والاشتراك بلا شك سيستمتع وسيكتسب معلومات ومهارات كثيرة ومختلفة تفيده وتفيد وطنه.