رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللاتين يفتتحون أسبوع المجئ بالدعوة للفرح

كلاوديو لوراتي
كلاوديو لوراتي

تحتفل الكنيسة اللاتينية، برئاسة المطران كلاوديو كلوراتي، اليوم، ببداية اسبوع زمن المجئ.

وقالت الكنيسة في عظتها الاحتفالية بهذه المناسبة: في الحقيقة يا إخوة، علينا الذهاب لملاقاة الربّ يسوع المسيح الآتي، بنفس مليئة بالفرح... فلترتفع نفوسنا إذًا بانطلاقة فرح ولتندفع أمام مخلّصها... فبالفعل، إنّي أظنّ أنّنا قد دُعينا في أماكن عدّة من الكتاب المقدّس إلى ملاقاته، ليس فقط في مجيئه الثاني، إنّما في مجيئه الأوّل أيضًا...

فليأتِ الربّ إليكم إذًا قبل مجيئه؛ فليأتِ لزيارتكم بشكل حميم قبل أن يظهر للعالم أجمع، هو الّذي قال: "لن أَدَعَكم يَتامى، فإِنِّي أَرجعُ إِلَيكم" . لأنّ هناك مجيء للربّ في حياة كلّ واحد منّا حسب استحقاقه وحماسته، مجيء متكرّر وحميم في الفترة ما بين المجيء الأوّل والمجيء الأخير. هذا المجيء الخاص يُنَشِّئُنا على صورة المجيء الأوّل ويحضّرنا للمجيء الأخير. إنّه بمجيئه الحالي الحميم يعمل على تصحيح كبريائنا، ويجعلنا نتمثّل بتواضعه الّذي أظهره في مجيئه الأوّل، "والَّذي سيُغَيِّرُ هَيئَةَ جَسَدِنا الحَقير فيَجعَلُه على صُورةِ جَسَدِه المَجيد" الّذي سيظهره لنا عند عودته. ولذا، يجب علينا أن نطلب من كلّ قلوبنا وبحماسة شديدة هذا المجيء الحميم الذي يعطينا نعمة المجيء الأوّل ويعدنا بمجد المجيء الأخير...

لقد كان المجيء الأوّل متواضعًا ومخفيًّا؛ فيما سيكون المجيء الأخير برّاقًا ورائعًا؛ فيما المجيء الذي نتحدّث عنه (أي المجيء الحميم) مخفي، لكنّه أيضًا رائع. أنا أصفه بأنّه مخفي، إنّما ليس بغير محسوس لمَن يحدث له، لكنّه يحدث بشكل سريّ في داخله... إنّه يأتي بدون أن يُرى، ويبتعد بدون أن ندرك ذلك. إنّ حضوره فقط هو نور للنفس والروح: من خلاله، نرى كلّ ما لا يُرى ونعرف كلّ ما لا يُعرف. إنّ مجيء الربّ هذا يجعل نفس مَن يختبره في حالة من التّأمّل الهادئ والسعيد. فتنطلق هذه الصرخة من أعماق الإنسان: "مَن مِثلُكَ أيّها الربّ"  يعرف ذلك مَن قام بهذا الاختبار. وإن شاء الله، سيشعر أولئك الذين لم يقوموا بهذا الاختبار بالرغبة في ذلك.