رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروائى إبراهيم فرغلى يطالب المثقفين بزيارات للمدارس ولقاءات مع الطلاب والشباب

الروائى إبراهيم فرغلى
الروائى إبراهيم فرغلى

ثمن الكاتب الروائي إبراهيم فرغلي، توجيه الرئيس بعدم الاكتفاء بإقامة الأنشطة التجارية والخدمية في عملية التطوير لمرافق وطرق وكباري العاصمة، بإضافة البعد الثقافي والمعرفي لتلك الأنشطة خاصة بإنشاء المكتبات.

 

وقال “فرغلي” في تصريحات لـ"الدستور": “الفكرة وجيهة ومهمة، ولكنها تحتاج للكثير من الجهود لإنجاحها، لأن موضوع الثقافة في تقديري في ظل الاستقطاب الحادث في المجتمع أصبح موضوعا حتميا يحتاج لجهود جبارة، ولا شك أن مصر لسنوات طويلة عانت من ندرة منافذ بيع الكتب، ومن المكتبات العامة، التي أظنها أصبحت ضرورة اليوم في ضوء زيادة أسعار الكتب، وكرافد أساسي ومهم لربط الشباب بالكتاب”.

 

وتابع: "لكني أيضا لا أعتقد أن جهود المؤسسات الثقافية الحكومية والخاصة يمكن أن تؤدي الغرض منها من دون التعاون الاستراتيجي بين وزارة التعليم ووزارة الثقافة، بحيث تعمل الوزارة على جعل الثقافة مسألة حيوية بين أنشطتها، واستقبال الكتاب والفنانين في المدارس لعمل لقاءات ومحاضرات للطلبة، وترتيب زيارات مستمرة للطلبة لمتاحف الفنون، وتشجيع المواهب.

 

وأضاف: “لا نحتاج إلى مكتبات فقط، بل إلى مسارح ودور سينما ومراكز ثقافية وقاعات عرض فنون تشكيلي، وخلق مساحات للإبداع والنقاش الحر بين الشباب”.

 

ــ إجهاض تجربة طارق شوقي مؤسفة

وأكد الروائي إبراهيم فرغلي، أن تجربة الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم السلبق مؤسفة، معلقا: "كانت سنغافورة في سنوات تطوير ونهضة التعليم رفعت شعار "مدرسة تفكر.. وطن يتعلم"، ومن المؤسف حقا إجهاض تجربة وزير على وعي بهذه الضرورة، مهما اختلفنا معه، مثل الوزير السابق طارق شوقي، لأن الثقافة دورها مساعد للتعليم ولا يمكن أن تؤدي دورها على النحو المأمول في مقاومة التطرف والتعصب والعنصرية وبناء العقلانية في المجتمع بدون مؤسسة تعليمية تحرص أن تكون هذه أساسيات مخرجاتها مع التعليم الجيد. بل إن استراتيجية تطوير التعليم نفسها يجب أن تتطور كل خمس سنوات في إطار استراتيجية أشمل لتطوير منظومة التعليم العام والفني معا".

 

وتابع: “لذلك فمثل هذه الجهود الثقافية الضرورية لا يمكن أن يكتب لها النجاح دون تخطيط استراتيجي لكليات التربية وتطويرها بأسرع وقت ممكن لأنها الرافد الرئيسي لمعلمي الغد الذين إما يكونون سببا لنهضة التعليم والدولة أو سببا من بين أسباب الغياب العقلي كما شاهدنا على مدى الثلاثين عاما الماضية”.

 

ــ تطوير التعليم يحتاج إلى ثورة

واستكمل فرغلي حديثه: “تطوير التعليم يحتاج إلى ثورة، لأن قصر الجودة على المدارس الأجنبية أدى إلى خروج أجيال تجيد اللغات الأجنبية ولكنها لا تعرف لغتها، كما أنها تنشأ على نوع من اليقين بمرجعية الثقافة التي يتم التعلم وفق برامجها، وهذا أيضا يستدعي دعم برامج تعليم اللغة العربية في المدارس الأجنبية، فمن غير المعقول أن تصبح الأجيال الجديدة كلها غير قادرة على القراءة بلغتها الأم، إن لم يكن هذا استعمار ثقافي فماذا يكون؟”.

 

ولفت صاحب “أبناء الجبلاوي” إلى “أهمية جهود تطوير البشر في مصر والتي تحتاج إلى ثورات في التعليم والثقافة حقيقة، لأن الحرية تحتاج لشخصية تمتلك الوعي والعقلانية بعد التعليم الجيد، ولا حرية حقيقية بدون عقول حرة تتعلم التفكير العقلاني والنقدي منذ يفاعتها، خصوصا وأنه في المقابل فإن مصادر العقلية الأحادية التي يتم استلابها إيديولوجيا كثيرة، ومع العولمة باتت أكبر من أن يمكن إحصائها ولا يمكن مواجهتها إلا بعقول منفتحة فردية”.

 

واختتم: "نحتاج إلى مكتبات كثيرة، مسارح، وقاعات لحفلات موسيقى تراثية وشعبية وكلاسيكية، وللاحتفاء بالفنون الشعبية والرقص الشعبي، ومحاضرات لكبار الكتاب من مصر والعالم، ومحاضرات في الفنون البصرية، نحتاج إلى تضافر جهود الثقافة الأهلية مع الثقافة الحكومية، لخلق حراك ثقافي حقيقي لن يتحقق بدون جهود مخططة ومستمرة ولديها رؤية واضحة لمصر المستقبل، مصر الثقافة والحرية والنهضة والتنمية. نحن نضع أقدامنا على بداية طريق طويل لا ينبغي أن نتراجع أو نتردد خطوة واحدة".