رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الثلاثاء الخامس عشر من نوفمبر من العام الجارى ٢٠٢٢‎‎

في خطوة غير مسبوقة، منذ سنوات، حدث أن أجرى ملك الأردن عبدالله الثاني اتصالًا مع زعيم حزب الليكود رئيس حكومة الاحتلال المكلف بنيامين نتنياهو، وهنأه بفوزه في الانتخابات.
والاتصال حدث بعد فترة طويلة من التوتر بين الطرفين، حيث لم يهاتف الملك عبدالله، نتنياهو أو يلتقيه منذ سنوات؛ إذ تدهورت العلاقات بين الأردن والاحتلال الإسرائيلي في ظل تحالف ترامب ونتنياهو؛ إثر معارضة الملك بشدة خطة الرئيس السابق دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، أو ما عرف بصفقة القرن، إنها محاولة جادة لكسر الجليد بعلاقات مستقبلية معقدة.
أما الوزير الأردني الأسبق والمحلل السياسي محمد أبورمان فهو يري أن اتصال الملك بنتنياهو فهو يهدف لكسر الجليد، خاصة أن الأردن يحرص دائما علي تحييد العلاقات الشخصية عن القضايا السياسية خلال فترة بنيامين نتنياهو، وكان هناك رغبة أردنية بعدم عودته كما شاهدنا تحسنا في العلاقات الأردنية الإسرائيلية خلال فترة غيابه عن رئاسة الحكومة الاسرائيلية.
وهناك قناعة لدي صانع القرار في عمان بأن نتنياهو لديه أجندة معادية للأردن إلي جانب وجود تصورات كانت لدي عمان بتورط إسرائيلي وإقليمي بقضية الأمير حمزة أو القضية التي عرفت بقضية الفتنة".
كل هذه المحاولات لم تغير أو تنهي التوتر المستمر ماضيا ومستقبلا ومن مؤشرات التوتر هناك قائمة طويلة من التوتر لأسباب واقعة ومتكررة سببها هو نتنياهو الذي لم يترك إلا صداعا كبيرا للسلطات الأردنية والانتهاك المتكرر باقتحامات المتطرفين ومحاولة نشر بوابات إلكترونية علي مداخل الأقصى.
وفي عام ٢٠١٤ قتل القاضي الأردني رائد زعيتر علي جسر الملك حسين. وأيضا حادثة مقتل أردنيين علي يد رجل أمن في السفارة الإسرائيلية عام ٢٠١٧ وللأسف استقبل القاتل استقبال الأبطال من قبل نتنياهو وصولا إلي نقل السفارة الأمريكية إلي القدس المحتلة عام ٢٠١٨.
وللأسف التحالف مع بعض الدول العربية بهدف الوصول إلي دور لها في الكعكة الأمر الذي لا تقبله مصر الدولة الكبري بين دول المنطقة وتاريخها المسجل بوقوف جيشها وقيادته موقف الأبطال في الدفاع عن حرية أراضيه ومساندة إخوته في كل الدول العربية لتحقيق استقلالية المنطقة وكرامة شعوبها المتحدة قلبا وقالبا للدفاع عن استقلالية الأوطان وسلامة أراضيها.
ومن يتابع الحالة الآنية لوضع الأردن فنقرأ ما ورد علي لسان الوزير الأردني الأسبق والسياسي محمد أبورمان فهو يري أن اتصال الملك بنتنياهو فهو يهدف لكسر الجليد كما ذكرنا سابقا مع تحييد العلاقات الشخصية عن القضايا السياسية وتاريخها في نظر النظام الأردني للأمور من زاوية المصالح الأردنية لكن هذا لا ينفي أن هناك توترا ملموسا علي صعيد العلاقات السياسية خلال فترة نتنياهو.
ومع كل هذه المحاولات فهذا لا يمنع نتنياهو من معاداته للأردن والتورط الإسرائيلي فيما عرف بقضية الفتنة بقضية الأمير حمزة ولكن كل هذا لا ينفي حدوث ما هو الأسوأ في وجود نتنياهو طالما ظل في مقعد حكمه لا سيما ما بدر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في سبتمبر ٢٠٢٠ بضم أرض في غور الأردن وشمال البحر الميت الأمر الذي دفع ملك الأردن بالإعلان التالي، إنه من الخطر بأن ما اتخذته إسرائيل سيكون له أثر مباشر علي العلاقات بين الأردن وإسرائيل وإسرائيل ومصر التي لن تقبل هذا الترابط غير المقبول في التوافق العربي السليم.
ويستمر الحوار مع التأكيد علي أهمية الوحدة العربية وموقفهم المترابط لا سيما في مواجهة الكيان الإسرائيلي بصفته معتديا اغتصابا سواء فيما مضي أو فيما يهدد الوحدة العربية وسلامة شعوبها وسلامة أراضيهم.