رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سلمى لاجرلوف» حكاية أول سيدة تحصل على جائزة نوبل فى الآداب

 سلمى لاجرلوف
سلمى لاجرلوف

 "سلمى لاجرلوف" أول سيدة تحصل على جائزة نوبل في الآداب، والتي تحل اليوم ذكرى مولدها، حيث ولدت في مثل هذا اليوم من العام 1858، في عائلة مكونة من 6 أطفال في إقليم مارباكا بمقاطعة فارملاند في شمال السويد، على الحدود النرويجية. 

عملت “سلمى لاجرلوف”، معلمة في بلدة لاند سكرونا، لمدة عشرة أعوام تقريبا قبل أن تحصل علي شهرة واسعة بسبب نشر روايتها الأولى “ملحمة جوستا برلنج” في العام 1891، فانخرطت في مسيرة أدبية حافلة بالإنجازات الكبيرة، حيث أصدرت أعمال: “الروابط غير المرئية” 1894، “عجائب المسيح الدجال” 1897، “ملك البرتغال” 1900، “كنر السيد آرني” 1904، “مغامرات نيلز العجائبية” 1906، “البيت العتيق” 1910، “مارباكا” 1922، “ذكريات من طفولتي” 1930، و"يوميات سلمي لاجرلوف" 1932.

توجت مسيرة سلمى لاجرلوف، بالحصول على جائزة نوبل في الآداب للعام 1909، وهي أول امرأة تحصل علي هذه الجائزة الأدبية العالمية، والتي انطلقت دورتها الأولي في العام 1901. ولم تتوقف مسيرة سلمى لاجرلوف عند هذا الحد مع هذه الجائزة الكبيرة، وإنما أصبحت هي أحد مانحيها، حيث انضمت في العام 1914 لتصبح أحد أعضاء الأكاديمية السويدية ــ مانحة الجائزة ــ وعضوا في لجنة التحكيم التي تمنح جوائز نوبل، حتي وفاتها في ستكهولم عام 1940.

ــ إطلالة على “مغامرات نيلز العجائبية” 

كتبت سلمى لاجرلوف، كتاب مغامرات نيلز العجائبية بناء علي طلب وجه إليها في العام 1902 من قبل “جمعية المعلمين الوطنية”، والغرض هو كتابة كتاب للجغرافيا يتم من خلاله التغلب علي صعوبات هذا الدرس للطلاب ونفورهم من المادة التعليمية، مما يؤدي إلي جهل الطلاب بأحوال السويد وثرواتها وتنوع مناطقها.

ويضيف الروائي “علي بدر” في دراسته النقدية عن سلمي لاجرلوف: فكرست له الكاتبة ثلاث سنوات من حياتها تجوب فيها الأقاليم السويدية وتتعرف علي أشجارها وتضاريسها وسكانها وأساطيرها وأغانيها الفولكورية ومختلف المستويات اللهجية للغتها لتذيبه علي نحو بارع في كتابها الذي صدر جزءه الأول من العام 1906 وصدر جزءه الثاني في العام التالي. 

وقد أحدثت سلمى لاجرلوف في هذا الكتاب تجديدا جذريا في اللغة السويدية سواء أكان على المستوى النحوي أو البلاغي وحتى اللفظي، فقد أدخلت العديد من الاستخدامات اللغوية المحلية إلى اللغة السويدية، فأصبح نقطة بارزة أو علامة علي تحول في الاستخدام اللغوي علي المستوي الوطني.

وكان النجاح الفوري الذي حققه الكتاب، والشهرة السريعة التي حققها علي المستوي الوطني قابله موافقة الدولة السويدية والأكاديمية السويدية على نحو خاص على مشروعها في التجديد اللغوي، وتقريظا لما صنعه هذا الكتاب في التحول اللساني والنحوي والمعجمي، فأحدث الكتاب ثورة وتحولا هائلا في هذا البلد الاسكندنافي البارد والبعيد ذلك الوقت عن أوروبا، وأحدث في البلاد، بل وفي العالم، لسرعة ترجمته إلي لغات أخري، تحولا في البيداجوجيا التعليمية، وأثرا هائلا في إمكانية السرد علي تقديم مادة علمية علي نحو ممتع ومؤثر في مراحل عمرية مهمة في السياق الوطني والسياسي والثقافي العام للبلد.

ــ “مغامرات نيلز العجائبية” حكاية بسيطة تنطوي علي لمحات عبقرية

ويلفت “بدر” إلي أن “مغامرات نيلز العجائبية”، للكاتبة السويدية سلمي لاجرلوف، حكاية بسيطة، لكن المنحي الذي تسير فيه ينطوي علي لمحات عبقرية. فالحكاية الإطارية تتمثل بالفتي “نيلز” الذي لم يبلغ من العمر سوي 14 عاما، غير أنه يتمتع بخيال خلاق وطاقة غير مستنفدة بأي فعل نافع، وقبل أن يتحول إلي أمثولة أخلاقية كان ولدا شريرا يؤذي كل الكائنات التي تحيط به، ويعتدي علي كل ما يراه من أطفال الجيران، ولا يسلم منه حتي صغار الحيوانات.

وبالرغم من محاولات والديه الفلاحين الطيبين إصلاحه إلا أن مصير مجهودهما كان هو الفشل دائما، حتي يلتقي صدفة بقزم يتمتع بقوي سحرية خارقة، فيحاول “نيلز” بطريقته المتعجرفة والغليظة إيذاءه والسخرية منه، فيغضب القزم منه ويمسخه إلى قزم مثله.