رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاثوليك مصر يحيون ذكرى القديس يوحنا دل كاستيلـو الشهيد

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في مصر، اليوم الخميس، بذكرى القديس يوحنا دل كاستيلـو الشهيد، ووفقًا لدراسة أعدها الأب وليم عبدالمسيح سعيد – الفرنسيسكاني، فقد ولد يوحنا دل كاستيلو يوم 14 نوفمبر 1596م، بإقليم توليدو بإسبانيا. من اسرة ميسورة الحال، استطاعت أن تمنح ابنها التعليم اللازم لكي يؤمن لنفسه مستقبلاً زاهراً. وبعد أن أنهى يوحنا دروسه الأساسية، ذهب إلى جامعة القلعة وباشر درس القانون ولكنه شعر في سنته الدراسية الأولى بأن الله يريده لأمر جليل. فترك الجامعة، وانضم للرهبانية اليسوعية في مدريد يوم 22 مارس 1614م. وفى شهر نوفمبر 1616م.

 سافر برفقة ألفونس رودريغز إلى بوينس آيريس في العالم الجديد. أدرك يوحنا في هذه الرحلة أن الله يدعوه إلى أن يكون محامياً للشعب الهندي الذي يرزح تحت نير استغلال المستوطنين الأوروبيين. وحين عاد إلى إسبانيا، وبدأ دروسه اللاهوتية في قرطبة. ركز اهتمامه وبحثه على إثبات حق الهنود في الكرامة الإنسانية التي يتمتع بها الأوربيون. عاد الأب دل كاستيلو إلى العالم الجديد مدة قصيرة بعد رسامته الكهنوتية. وحين وصل إلى هناك ذهب إلى قرية التجسد، ومكث فيها حتى أتى الأب غونزالز لزيارة القرية. فتحدث إليه، وأفصح له عن رغبته الشديدة في بذل كل ما بوسعه لمساعدة الهنود. وأعجب الأب روكس غونزالز برفيقه الشاب، ودعاه ليذهب معه إلى إيوي ليؤسسا فيها إرسالية جديدة. ذهب الأبوان غونزالز ودل كاستيلو إلى تلك المنطقة واسسا قرية انتقال العذراء، لأنهما وصلاها يوم 15 أغسطس " عيد إنتقال مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد". 

ولما كانت ثقة الأب غونزالز بالأب دل كاستيلو كبيرة، سلمه إدارة تلك القرية، لأنه كان ينوى أن يرحل إلى مناطق أخرى ليؤسس فيها إرساليات جديدة. 
كانت قرية انتقال العذراء تقع في منطقة نفور ساحر وطبيب اسمه نيزو. كان هذا الساحر يضمر الشر للرهبان اليسوعيين، لأنهم حروا الناس من سيطرته، وأظهروا لهم خزعبلاته ونفاقه. فعقد العزم على ان يقتلهم أينما وجدوا. وساعده في ذلك بعض المستوطنين الاسبان، ثمن أطلقوا على أنفسهم اسم " حماة الهنود" لأنهم كانوا مستائين من تحرير الرهبان للهنود وتثقيفهم. وبعد ان نفذ أعوان نيزو عملية اغتيال البوين غونزالز ورودريغز، ذهبوا في اليوم التالي إلى إيوي. 

وكان الأب دل كاستيلو يقرأ في كتاب الصلوات بعد ظهر يوم عمل مرهق. ولم يكن يعلم باغتيال رفيقه. فتقدم منه القتلة، وتحثوا إليه فلم يشك في أمرهم. وفجأة انتقضوا عليه، وكبلوه وحملوه على الغابة، خوفاً من أن يتنبه إليهم السكان، فتكون العاقبة وخيمة عليهم. وحين توغلوا في الأدغال، عروه من ثيابه، وربطوا يديه ورجليه، وانهالوا عليه طعناً بخناجرهم حتى مات. ثم احرقوا جثته، وعادوا إلى الكنيسة وسرقوا متاعها، وحملوه إلى الساحر نيزو. استشهد الأب يوحنا دل كاستيلو وهو في الثانية والثلاثين من عمره. يوم 17 نوفمبر. ودفن مع رفيقه في قرية الحبل بلا دنس. 
أعلن البابا بيوس الحادي عشر الأب يوحنا دل كاستيلو طوباوياً يوم 28 يناير 1934م وزاد البابا يوحنا بولس الثاني في إكرامه فأعلنه قديساً يوم 16 مايو 1988م.