رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحساب قادم لا محالة


عندما شاهدت بأم عينى فاجعة استشهاد جنودنا البواسل فى سيناء الغالية أثناء إفطارهم فى الشهر الفضيل على يد المرتزقة والخونة.. تذكرت نموذجين حكما مصر.. الأول: محمد على باشا وأولاده وأحفاده.. والثانى: الرئيس المخلوع وأسرته وحاشيته..

وقارنت هذا وغيره بما نصح به حاكم العراق الراحل الحجاج بن يوسف الثقفى ـ أحد حكام مصر ـ قائلاً: «عليك بالعدل.. فالمصريون قتلة الظلمة وهادمو الأمم.. وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها». ويكمل الحجاج الثقفى نصيحته لحاكم مصر قائلاً: لا يغرنك صبر المصريين.. ولا تستضعف قوتهم.. فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه.. وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه.. فاتق غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم.. وانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض.. واتق فيهم ثلاثاً:

1ـ نساءهم.. فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها.. 2ـ أرضهم.. وإلا حاربتك صخور جبالهم.. 3ـ دينهم.. وإلا أحرقوا عليك دنياك.. واختتم الحجاج: إن المصريين صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله. ما سبق يؤكد لنا أن هذا الشعب العظيم.. وإن لعق جراحه مرات.. فإن لصبره نهاية.. وما يمر به ما هو إلا فترة برزخ.. ينتظر فيها كشف المحسن من المسىء.. لذا أنصح كل من تسول له نفسه بإهانة المصريين وإذلالهم أن يراجع نفسه ويرى كيف كانت نهاية الطاغية ومن حوله.. هذا على مستوى الحكام ومن يدور فى فلكهم والخونة الذين لا يتورعون عن إثارة الفتن بين أبناء الوطن.. وما أحداث دهشور عنهم ببعيد. أما على مستوى الكيانات المرتزقة الغاضبة لحقوق الغير.. أو حتى الدول صاحبة المصالح فيما يحدث على أرض الكنانة.. فالجميع أمام غضب الشعب سيكون سواء.. صحيح أن قوى الشر العالمية بمساعدة أربابها فى المحيط الداخلى والإقليمى قلمت أظافرنا عن طريق عملائهم.. لكن الأيام دول.. وإن غداً لناظره لقريب. لقد دمعت عيناى.. وهكذا فعلت زوجتى وأبنائى وأفراد عائلتى وكل شريف يعيش على تراب هذا الوطن أو خارجه، بسبب هذه الفاجعة الأليمة.. وتمنيت لو أن قواتنا المسلحة استطاعت القبض على هؤلاء المجرمين عرفت من يقف خلفهم فوراً.. ثم لقنتهم درساً قاسياً جزاء ما فعلوه فى فلذات أكبادنا.. والسؤال المطروح الآن هو: لمصلحة من يقتل أبطالنا بهذه الصورة البشعة؟.. وهل تحقق للجناة ما خططوا له؟.. ثم كيف نضمن عدم تكرار هذه الفاجعة؟

وهذا يجلعنى أناشد الجميع.. الآن وليس بعد.. أن تكون هناك وسائل ردع للبلطجية حتى تهدأ الأمور، لأن هيبة الدولة اصبحت على «شفا حفرة» مش كده ولا ايه؟!

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.