رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القمص يوحنا نصيف: معجزات صيد السمك تشير للكنيسة واليوم الأخير

القمص يوحنا
القمص يوحنا

قال القمص يوحنا نصيف، راعي كنيسة السيدة العذراء مريم للأقباط الارثوذكس، بولاية شيكاغو، بالولايات المتحدة الامريكية، إن هناك معجزتان حدث فيهما صيد سمك كثير، الأولى قبل القيامة والثانية بعدها، وكما يشرح القديس أغسطينوس فإنّ المعجزة الأولى توضِّح طبيعة الكنيسة الآن، بينما الثانية تُظهِر الطبيعة التي ستكون عليها الكنيسة بعد القيامة وانقضاء هذا العالم.

وأضاف، في دراسة له عن معجزات صيد السمك للسيد المسيح، نشر جزء منها عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: أن المعجزة الأولى نلاحظ فيها أنّ إلقاء الشِباك لم يكُن في اتّجاه محدِّد، وتمّ اصطياد سمك كثير جدًّا، حتّى كادت الشباك تتخرّق، وتمّ وضع السَمَك في المركب الذي كاد يغرق أيضًا... بينما المعجزة الثانية، الشَبَكة تُجمَع فقط من الجانب الأيمن، والسمك كبير وعدده 153، والشباك سليمة على الرغم من كثرة السمك وكِبَر حجمه، ونلاحظ أيضًا أنّ السمك سُحِب في الشبكة إلى الشاطئ مباشرةً، والمركب لا يتعرّض للغرق.

وتابع: في المعجزة الأولى الشباك ألقيت من دون تحديد اتّجاه، مثل الكنيسة الآن في الأرض تجمع من كل نوع ومن كل اتجاه، وأحيانًا يختلط الأبرار والأشرار في الكنيسة معًا.. بخلاف المعجزة الثانية التي فيها الشبكة والسمك على الجانب اليمين، وهذا يعني أنّ الكنيسة في الدهر الآتي يوجَد فيها فقط الأبرار الذين عن يمين الملك ويستحقّون المجد الأبدي.

وأردف: الشباك في المعجزة الأولى تتخرّق من كثرة السمك، وهذا يشير لبعض الانشقاقات والانقسامات في الكنيسة الآن.. أمّا في المعجزة الثانية فالشباك سليمة تمامًا علامةً على وحدانيّة الإيمان وسلام الكنيسة في الأبديّة.

وأكمل: المركب في المعجزة الأولى يتعرّض للغرق، ولكنه لم يغرق.. وهذا يعني أنّ انضباط الكنيسة على الأرض يكون مهدّدًا بسبب كثرة عدد الناس الموجودين فيها وتنوعهم.. ولكن لا ينبغي أن ننزعج فالمركب لن تغرق مهما حدث، لأن المسيح موجود فيها.. كما يقول المزمور: "الله في وَسَطِهَا فَلَنْ تتزعْزَعَ. يعِينهَا الله عند إِقبال الصبح".

واستطرد: هذه النقطة بالذّات لنا فيها منفعة إيمانيّة كبيرة، إذ أنّ الأنواء تعصف كثيرًا بالكنيسة الآن، من الداخل ومن الخارج.. فمن الداخل يوجَد أشخاص لا يهتمّون بسلام الكنيسة ولا وحدانيّة القلب والمحبّة فيها، بل يثيرون التحزّب والإزعاج والتركيز على بعض السلبيّات مع الانتقادات الجارحة.

ويعرضون المركب للاهتزاز بشدّة، ومن الخارج تهب عواصف الاضطهاد والسخرية والطعن في الإيمان ومحاولات تحطيم المركب وتدمير مَن فيها بكل قسوة.. ولكن عبثًا يحاول هؤلاء وأولئك. فالمسيح موجود داخل المركب، وهو الضامن لوصولها إلى برّ الأمان وميناء الخلاص، بكلّ ما فيها ومَن فيها، وهو لن يسمح إطلاقًا بغرقها، بل إنه أحيانًا يوبخنا بحب قائلاً: "ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان" (مت8: 26)، فهو يستطيع في أي لحظة أن ينتهر العاصفة فيصير هدوء عظيم.