يا مهوِّن
استغرق المعمارى «عادل وسيلى» وقتًا كثيرًا قبل أن يدرك أن التصوير هو شغفه الحقيقى، هو مهندس من جيل الثمانينيات مهتم بالسياسة من حيث هى وسيلة لتحقيق العدل الاجتماعى الذى يؤمن به.. بعد وقت طويل من المشاركة فى الحياة الثقافية وفعالياتها المختلفة والقراءات المتنوعة والمستمرة.. أحس أن لديه رغبة فى أن يمارس فن التصوير.. هكذا دون مقدمات سوى مشاهدته العديد من معارض التصوير الفوتوغرافى وإعجابه ببعضها.. هكذا دون مقدمات أحس بأنه يريد أن يلتقط صورًا فوتوغرافية يجسد بها لحظات معينة يمر بها، أو يخلد بها شخصية ما تمر فى حياته اليومية، اشترى كاميرا فوتوغرافية وأصبح مصورًا دون معلم! ساعده إتقانه للغات الأجنبية فى قراءة كتيبات التشغيل المصاحبة للكاميرات واستخدامها فى وقت لم تكن الكاميرا بالسهولة التى أصبحت عليها فيما بعد.. بعد أن تأكد أن بإمكانه استخدام الكاميرا كان عليه أن ينتقل إلى المرحلة التالية وهى اختيار ما يريد تصويره.. اكتشف عادل وسيلى أنه يريد تصوير البشر العاديين.. المصريين فى رحلة كفاحهم اليومية.. إن هؤلاء بالنسبة له هم أبطال الأحداث، إنهم نجومه المفضلون، هو لا يريد تصوير نجوم السينما ولا المشاهير لأنه ليس محترفًا بل هاوٍ ينفق على هوايته، والكاميرا هى وسيلته للتعبير عن انحيازه، وعن وجهة نظره، وهو اختار أن ينحاز للمواطن فى رحلته اليومية لكسب الرزق ومواصلة الحياة، لذلك يصطحب كاميرته ويطوف فى مدن مصر المختلفة وفى شوارع القاهرة ويتوقف عندما يرى بطلًا من أبطاله المفضلين، يلتقط له صورة وهو يمارس حياته أو عمله أو سعيه، بعدها يعرض عليه عادل الصورة ويستأذنه فى نشرها وغالبًا يوافق صاحب الصورة، فلا شىء فيها غريب عن حياته اليومية.. مؤخرًا بدا عادل وسيلى فى التجهيز لمعرض يحمل اسم «يا مهون» يجسد فيه مشاهد يومية من حياة البسطاء ننشر جزءًا من الصور المشاركة فيه فى المساحة المجاورة تحية للمصرى العادى فى رحلة كفاحه الشريفة نحو الستر والرزق الحلال
