رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تحمى عش الزوجية من الخلافات المالية؟

عش الزوجية
عش الزوجية

إن كنت تريد تأليف قصة حب، فستضطر لتأمين أموال كافية للبطل والبطلة كى تصل لعلاقة رومانسية.. قد تبدو نصيحة غير مؤيدة بدراسات علمية، لكن الإحصائيات تقول إن ٧٥٪ من المطلقين فى الولايات المتحدة، يستشهدون بالمال كسبب رئيسى لشجارهم الزوجى.

ورصد المؤلفان الشهيران بيثانى وسكوت بالمر، هذه الظاهرة، فى كتابهما «First ComesLove, Then ComesMoney»، وقدما خلاله نظرة ثاقبة حول كيفية تفكير الناس فى المال، وأكدا أن شخصيات البشر يمكن تقسيمها من حيث موقفهم من المال.

وقال المؤلفان فى كتابهما إن المال يتسبب فى اضطراب العلاقات الزوجية، خاصة للأزواج الذين لا يتحدثون معًا عن المال حتى تصبح هناك مشكلة كبيرة، وعند هذه النقطة يتجادل الأزواج دون أى طريقة حقيقية لتوجيه المحادثة أو إدارتها.

وضع الكاتبان خططًا مالية لآلاف الأزواج، وشاهدا علاقات ممزقة بسبب الخيانة المالية، ويعرّف الكاتبان الخيانة المالية على أنها أى قرار مالى (سواء كان كبيرًا أو صغيرًا أو يمكنك تحمله أو لا يمكنك تحمله) يتم اتخاذه دون معرفة أو موافقة شريكك. 

كما يذكر الكتاب أنه يُلاحظ الخيانة المالية كل يوم فى أمريكا، لا سيما فى تفكك الزيجات، يشير بعض أهم الأبحاث إلى أن ٥١٪ من جميع الزيجات الأمريكية تنتهى بالطلاق مع الأسباب الثلاثة الأولى: المال والتواصل وقلة الالتزام.

وقال ثلث الأزواج الذين شملهم الاستطلاع إن الافتقار إلى المسئولية المالية يضر بعلاقاتهم أكثر من كونهم غير مخلصين.

واتضح أن هذه القضايا تنطوى على سوء اتصال خطير حول المال، وفى كثير من الحالات السرية والخداع والأكاذيب، كما أظهرت آلاف الساعات من البحث ظهور مشكلة مدوية، وهى أن معظم الناس يكذبون بشأن المال تجاه الآخرين المهمين والمقربين لهم، كما يخفى معظم الناس بعض الأمور المالية الطائشة عن أزواجهم، مثل: أن يكون لدى أحدهم حساب جار خفى، أو بطاقة ائتمان سرية، وأشياء صغيرة تشتريها من هنا وهناك، وتسوق متخفٍّ فى شكل نفقات روتينية، وعمليات شراء تبدأ صغيرة، ثم تنمو وتنمو بمرور الوقت. ويشير الكتاب إلى أن الخيانة المالية تبدأ بكذبة صغيرة جدًا ثم تضاف كذبة أخرى، وكل كذبة تشبه عود ثقاب مضاء على نار جافة، وفى النهاية، سوف تشعل حريقًا.

ويمكنك التعامل مع الحياة المالية المزدوجة، هذا ليس صعبًا أن تصبح جيدًا حقًا فى ترشيد سلوكك، فقبل كل شىء، أنت تستحق كل الأشياء التى تشتريها، ولكن تذكر أنك تقاتل أكثر من أى وقت مضى حول قضايا المال بسبب الظروف الاقتصادية، فأنت تقضى كل وقتك فى الحديث عن المال، والقتال بشأن المال، والبكاء على المال.

ويرى الكاتبان الزوجان أن الوضع الاقتصادى أدى إلى زيادة مشاكل المال بين الأزواج بشكل أكبر، وإذا كان أحد الزوجين هو الشخص المسئول عن المال ويتولى السيطرة على كل شىء، فإن الزوج الآخر لن يرضى أن يكون جزءًا من عملية اتخاذ القرار (وقد لا يكون سعيدًا بذلك)، لم يتعلم معظم الأزواج كيفية التحدث عن المال، يعتقدون أن الميزانية المثالية ستخفف من المشاكل، لكنها لا تفعل ذلك». وجد الكاتبان أن الأزواج الذين لديهم ميزانيات كبيرة يخيم حولهم شبح الانفصال، هذا لأن الأزواج لم يكونوا على اتفاق متبادل بشأن الميزانية وسيكون هناك الكثير من الاستياء والغضب. تعلمت عائلة Palmers أن الأزواج بحاجة إلى تعلم كيفية التواصل بشأن المال، وتعلم كيفية العمل كفريق فيما يتعلق بأموالهم والعثور على الميزانية التى ستعمل بشكل واقعى من أجل علاقتهم. «ميزانية واحدة لا تناسب الجميع» هكذا يرسخ سكوت وبيثانى عن الحياة المالية للزوجين، فعندما تذكروا خيانة أحدهم للآخر المالية، وجدوا أن سوء فهمهم لبعضهم هو مصدر المشكلة وعملوا على حلها، فإن المال ليس موضوعًا واحدًا يناسب الجميع، فمن خلال فهم نهج الشخص الفريد للمال، يمكنه التواصل بشكل أفضل مع الزوج. يمتلك معظمنا أفكارًا قوية جدًا ومتأصلة بعمق حول كيفية استخدام أموالنا ومتى نستخدمها؟ عندما تتعارض هذه الأفكار، ليس لدى معظم الأزواج أى فكرة عما يجب عليهم فعله وغالبًا ما تؤدى هذه الاشتباكات إلى خيانة مالية، ويقول سكوت وبيثانى إنه عندما يتعلم شخصان كيفية فهم بعضهما البعض، وكيفية التحدث عن المال، وكيفية العمل معًا لبناء مستقبل مالى قوى، فيمكنهما وضع حد للخيانة المالية. 

يجب على الأزواج معرفة الشخصيات المالية لكل من الزوجين، وهناك ٥ شخصيات: أولهم الموفرون TheSaver، وهؤلاء هم الذين يدخرون قرشًا لينفعهم لاحقًا فى العالم، وهم يكرهون التخلى عن أموالهم، وهناك المنفقون، وهم أشخاص يحبون الشراء؛ والمال لا يبقى طويلًا فى أيديهم، وهناك المجازفون، وهم رواد الأعمال والمخترعون فإنهم لا يخشون فقدان كل شىء إذا جعلهم أقرب إلى امتلاك كل شىء، وهناك The Flyer، الذين لا يفكرون حقًا فى المال ويمكن أن يطير بجوارهم ولا يهتمون.