رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خطوة نحو المستقبل».. خبراء عن القدرات الفائقة لشبكة الطوارئ والسلامة: تأمين البيانات تسهيل الحصول على الخدمات.. وتحقيق رضاء المواطنين

جريدة الدستور

طفرة كبيرة تحققها الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة، التى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول، التى تمتلك أرقى وأحدث الإمكانات لحفظ بيانات الدولة وإدارة منظومة الخدمات، لإحراز هدف أسمى وهو تحقيق رضاء المواطنين. 

وخلال حديثهم لـ«الدستور»، عدَّد خبراء فى المجالات الحكومية المختلفة مميزات الشبكة من النواحى التقنية، فضلًا عن المميزات التى تتمتع بها لتأمين البيانات ومنع أى اختراق أو هجمات إلكترونية، إلى جانب المساهمة فى التحول الرقمى للخدمات الحكومية، بما يسهل حصول المواطنين عليها.

كما استرسلوا فى شرح آلية عمل الشبكة وكيف تسهم فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى بشكل عام، مع إتاحة الحصول على الخدمات بسهولة ويسر، فضلًا عن تسهيل التنسيق بين المرافق والخدمات الحكومية. 

أحمد السعيد: تسهّل التواصل مع حقول البترول فى الصحراء

قال المهندس أحمد السعيد، مدير النظم والمعلومات والتحول الرقمى بوزارة البترول، إن الشبكة الوطنية هى شبكة اتصالات لاسلكية تشبه فنيًا شبكات المحمول التجارية، لكنها مؤمنة بالكامل وغير متصلة بالإنترنت وتقدم خدمات السلامة العامة المتطورة.

وأضاف «السعيد» أنه خلال الأزمات التى تعرضت لها مصر فى الوقت السابق كانت كل جهة من جهات الدولة تتحرك بشكل منفصل، عن طريق الشبكات الخاصة بها، كما كنا نفتقر إلى التنسيق بين الجهات الحكومية.

وتابع: «أما الآن، فقد تم ربط جميع الجهات الحكومية، كالبترول والكهرباء والمياه والشرطة والإسعاف والنجدة وغيرها، فى شبكة واحدة لتسهيل التنسيق بينها، من أجل التعامل مع الأزمات المختلفة لتقليل زمن الاستجابة».

وذكر أنه من مميزات هذه الشبكة أنها لا تتعرض لعمليات اختراق مثل باقى الشبكات الأخرى، كما أنها شبكة اتصالات تعمل على نقل البيانات، مردفًا: «نحن كوزارة بترول لدينا قطاع يعتمد على نقل البيانات، فضلًا عن أننا نمتلك مواقع إنتاج مختلفة بأماكن متفرقة وأنشطة مختلفة، وستساعدنا الشبكة الوطنية على ربط جميع هذه المواقع والأنشطة ببعضها البعض، ونقل البيانات منها وإليها بشكل سريع».

وأشار إلى أنه من ضمن مميزات الشبكة أنها تستطيع الوصول إلى مناطق بعيدة للغاية، مثل الصحراء الغربية والشرقية وسيناء، والتى تضم قطاعات كبيرة خاصة بالبترول وتفتقر إلى وسائل التواصل، مكملًا: «تساعدنا الشبكة كوزارة بترول على بناء منظومة الطوارئ والأزمات ومنظومة البيئة والأمن الصناعى، وتساعدنا على العمل بكفاءة عالية».

وتابع: «نفس الأمر ينطبق على منظومة الأزمات بقطاع البترول، فعند حدوث مشكلة بالقطاع ننسق بسهولة مع الجهات الأخرى من خلال الشبكة، وهو ما سيعزز من قدراتنا جميعًا».

سارة عبدالنبى: تفصل الكهرباء تلقائيًا عن أى مناطق تتعرض لحوادث

أوضحت سارة عبدالنبى، مهندسة بالشركة القابضة لكهرباء مصر، أن الشبكة عبارة عن مركز طوارئ موحد، يربط بين الجهات الحكومية المختلفة، مثل الإسعاف والنجدة وغيرهما من المرافق، مثل الكهرباء والنقل والبترول، حتى تستطيع هذه الجهات التنسيق مع بعضها البعض بشكل جيد، لمواجهة أى حادثة أو أزمة ما، بشكل منظم وسريع.

وذكرت أن الشبكة تهتم بخدمة المواطنين الذين يتعرضون لأى ظرف طارئ، كالحوادث أو عمليات الاختطاف أو الاعتداء، وغيرها من الأمور الطارئة التى تؤثر على السلامة العامة.

وأشارت إلى أن هذه الشبكة تفيد وزارة الكهرباء بشكل كبير فى العديد من المشروعات، مثل العدادات الذكية والتحكمات الآلية، من خلال السماح لنا بنقل بياناتنا من خلالها بشكل مؤمن.

وتابعت: «استطاعت وزارة الكهرباء حتى الآن إنشاء ٥ مراكز عمليات للطوارئ مرتبطة بالشبكة لتتكامل مع مركز طوارئ الكهرباء فى: الإسماعيلية وبورسعيد والأقصر والسويس وجنوب سيناء، كما أنه جارٍ إنشاء نحو ٢٣٠٠ مركز آخر على مستوى الجمهورية».

وذكرت أن المواطن سيستفيد من ارتباط الشبكة بمركز طوارئ وزارة الكهرباء، حيث سيتم فصل التيار من كشك الكهرباء عن أى مكان يتعرض للانهيار أو الحريق أو غيره من الأزمات، دون الحاجة لأن يتصل المواطن بالشركة لتنفيذ ذلك، مردفًا: «فقط كل ما على المواطنين عند تعرضهم لأى أزمة أن يتصلوا بالرقم الموحد (١١٢)، وحينها ستتم إدارة الأزمة بالكامل، وتكليف كل الجهات المعنية بتولى الأمر».

وليد عباس: مراقبة ضخ مياه الشرب بالذكاء الاصطناعى للتنبؤ بالأعطال

أشار المهندس وليد محمد عباس، مدير الإدارة العامة للمياه وممثل وزارة الإسكان، إلى أنه جرى التعاون مع الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة لمراقبة شبكات المياه وتقليل الفاقد منها، عن طريق تركيب مستشعرات بخطوط شبكات المياه لقياس مستويات الضغط والتدفق.

وأضاف: «باستخدام الذكاء الاصطناعى يجرى تحليل البيانات الواردة لحظة بلحظة للتنبؤ بالمشكلات التى يمكن أن تحدث، وتحديد أماكنها بدقة؛ لتوجيه فرق الصيانة والتدخل قبل حدوث العطل أو فور حدوثه».

وأوضح أنه من الأعطال الشهيرة انفجار مواسير المياه المدفونة فى باطن الأرض، وانتظار ورود بلاغات من المواطنين للتحرك، الأمر الذى كان يستغرق الكثير من الوقت مع إهدار الكثير من المياه لحين إصلاح العطل.

وتابع: «مع تفعيل منظومة الطوارئ ستتولى المستشعرات التى تم تركيبها على شبكات المياه تحت الأرض قياس ضغط المياه والتنبيه باحتمالية حدوث مشكلة، وبالتالى التوجه سريعًا لحلها قبل تفاقمها».

وأكد «عباس» أن هذه الآلية الحديثة ستخدم المواطن لأنها تقلل مدة انقطاع المياه، فبدلًا من أن تكون ٦ ساعات قد تنتهى المشكلة فى ساعة واحدة، وبدلًا من هدر كميات كبيرة من المياه قد لا نضطر لهذا الأمر فى المستقبل. وأوضح أنه جرى إنشاء مركز لمشروع الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة ووزارة الإسكان فى الأقصر، كما أنه من المتوقع التوسع فى المشروع لإنشاء ١٠ «DMZ» لتغطية المحافظة بالكامل خلال السنوات الثلاث المقبلة.

شريف مكاوى:تتجاوز البيروقراطية وتقلل من معدل الأزمات

ثمن شريف مكاوى، المدير العام بمحافظة القاهرة رئيس حى عابدين سابقًا، إطلاق الشبكة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ والسلامة العامة، مشيرًا إلى أنها تمثل إنجازًا تاريخيًا وخطوة هائلة نحو التعامل السليم مع الأزمات والطوارئ. وأوضح أن الشبكة تهدف إلى وجود منظومة كاملة تتعاون عبرها جميع المؤسسات مع بعضها البعض لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، من حيث السرعة والجودة، مبينًا أنها تأتى ضمن جهود بناء المنظومة الرقمية الحديثة للدولة المصرية لمواكبة التطورات التكنولوجية.

وأضاف: «من أهم أهداف الشبكة تقليل معدل الأزمات والكوارث التى تنتج أحيانًا عن عدم التحرك السريع أو الجهل بموقع الأزمة أو الكارثة، لأن سرعة إبلاغ الجهة المعنية عن وقوع الحادث أو الموقف الذى يحتاج إلى تدخلها تمثل واحدًا من أهم عوامل النجاة والخروج بأقل الخسائر الممكنة، سواء كانت تلك الأزمة متعلقة بصحة المواطن أو أمنه أو احتياجاته الأخرى».

وتابع: «ربط الشبكة بين جميع الجهات المعنية من شأنه أن يجعل حل أى أزمة يتسم بالسرعة ولا يحتاج إلى الإجراءات البيروقراطية التقليدية التى كنا نعانى منها فى السابق، والتى كانت تستغرق وقتًا طويلًا، ما يسهل حصول المواطن على الخدمات المطلوبة».

وائل عبدالله: ربط بين الإسعاف والمستشفيات لاختصار زمن التشخيص 

قال وائل محمد عبدالله، مشرف غرفة التحكم بهيئة الإسعاف المصرية، إنه فى السابق إذا احتاج المواطن عربة الإسعاف كان عليه الاتصال برقم «١٢٣»، ليتم توجيه سيارة له من أقرب مكان بالمنطقة التى يوجد بها، ثم يتم نقله لأقرب مستشفى.

وأضاف: «لم يكن هناك أى اتصال بين سيارات الإسعاف والمستشفيات التى يجرى نقل المرضى أو المصابين إليها، وبالتالى فإن الأطقم الطبية فى هذه المستشفيات كانت تفاجأ بحالة المريض أو المصاب وتستغرق وقتًا أطول لتشخيص الحالة بشكل دقيق».

وتابع: «هذه الطريقة ستتغير مع تفعيل الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة؛ لأن المواطن سيتصل بالرقم الموحد (١١٢) ويطلب إرسال عربة إسعاف فى مكان ما، حينها ستتوجه إليه عربة الإسعاف فى أسرع وقت ممكن، ثم تقوم بقياس العلامات الحيوية للحالة، مثل ضغط الدم والحرارة، مع مده بالأكسجين وغيره من الإسعافات الأولية».

وأوضح: «سيتواصل المسعف مع المستشفى الذى سيتوجه إليه عن طريق الشبكة للإبلاغ بأن هناك مصابًا أو مريضًا فى الطريق، وسيطلب التواصل مع الطبيب المختص لمراجعة الإسعافات المطلوبة ومده بالبيانات الخاصة بالمؤشرات الحيوية للحالة».

وأشار «عبدالله» إلى أن التواصل اللحظى بين الطبيب والمسعف يساعد على التشخيص المبكر للحالة وتقديم الإسعافات المناسبة فى الوقت المناسب، ما يعنى تقليل فرص تدهور الحالة صحيًا. 

وقال إن هذا الأمر يساعد كثيرًا فى اختصار زمن التشخيص والتجهيزات، لأنه حين تتلقى إدارة المستشفى بلاغًا بوجود حالة فى الطريق إليه، وبعد التواصل بين الطبيب المختص والمسعف وتشخيص الحالة بدقة سيتم تجهيز سرير للطوارئ أو الأدوية المطلوبة بحيث يجرى التعامل مع الحالة فور وصولها المستشفى.

وأوضح أن الشبكة ستتولى توجيه سيارة الإسعاف لأقرب مستشفى وفق تشخيص حالة المريض، وفى حالة تعذر استقباله فى أحد المستشفيات نتيجة عدم وجود أماكن متاحة ستتولى الشبكة البحث عن مستشفى آخر، وكل هذا يحدث أثناء إقلال الحالة بسيارة الإسعاف.

وأشار إلى أن جميع الجهات الحكومية ستكون على اتصال من خلال الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، مثل الإسعاف والنجدة والمطافئ والشرطة والغاز والمياه والكهرباء. وقال إنه على سبيل المثال عندما يقوم المواطن بالاتصال بالرقم الموحد للإبلاغ عن انهيار منزل، حينها يجب على عدة جهات التدخل، كالإسعاف والنجدة والمطافئ والمياه والكهرباء، وحينها ستتحرك جميع الجهات مع بعضها البعض.

واستطرد: «وقتها ستتولى شركة المياه قطع المياه عن العقار المنهار، والكهرباء ستقوم بقطع الكهرباء، والمطافئ ستذهب لإجلاء المصابين من داخل المبنى، والإسعاف ستنقل المصابين لأقرب مستشفى وهكذا».

كما أشار «عبدالله» إلى أنه من ضمن الخدمات التى تقدمها الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة البحث عن سرير بغرف الرعاية العاجلة والحرجة.

وأوضح أنه فى السابق كان أقارب المواطن الذى يحتاج إلى سرير بغرفة رعاية يذهبون بأنفسهم للعديد من المستشفيات للبحث عن سرير ونقل المصاب إليه، أما الآن، ومن خلال الشبكة الوطنية، سيقوم المواطن بالاتصال بالرقم الموحد «١١٢» وطلب سرير شاغر بغرفة رعاية، وحينها سيتم إخباره بالمستشفيات التى توجد بها أسرّة شاغرة ليتوجه إليها مباشرة.

كما بيّن مشرف غرفة التحكم بهيئة الإسعاف أن من مميزات الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة سرعة الاستجابة لبلاغات المواطنين واشتراك جميع جهات الدولة فى إنفاذه.

وأكد «عبدالله» أن المكالمة للرقم الموحد «١١٢» ستكون مجانية، كما سيتم تقديم جميع الخدمات من خلال الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بشكل مجانى.

وأشار إلى أن المستشفيات التى ستكون متاحة من خلال الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة هى مستشفيات وزارة الصحة، والمستشفيات الجامعية، والمستشفيات الخاصة المشتركة فى التأمين الصحى الشامل.

وأوضح أنه جرى بالفعل تفعيل خدمات الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بمحافظات: جنوب سيناء والإسماعيلية وبورسعيد والسويس والأقصر، وجارٍ تنفيذها فى باقى المحافظات.

 

 

محمد سعيد: تضمن استمرارية الأداء بكفاءة على مدار الساعة

أكد محمد سعيد، الخبير فى تكنولوجيا المعلومات، أن الشبكة الوطنية للطوارئ تتمتع بأعلى نظم حماية المعلومات، ما يجعلها غير قابلة للاختراق، وهو ما يرجع إلى ما تتسم به المعلومات التى سيجرى تداولها عليها من خصوصية شديدة، لذا فإنها صُممت وفق أحدث النظم التقنية والتكنولوجية لتبادل المعلومات وحمايتها.

وقال: «الشبكة مصممة لأداء مهمتها بأعلى كفاءة على مدار الساعة، ومهما كانت الظروف، مع إتاحة العديد من البدائل للجوء إليها فى حالات الطوارئ، مما يضمن استمرارية الأداء».

وأضاف: «عبر تلك الشبكة ستخطو مصر خطوات حقيقية نحو التحول الرقمى، وستنضم لدول العالم المتقدمة التى تتحدث اللغة الرقمية، لذا فإن نتائجها الإيجابية ستكون كبيرة ومتعددة، لكونها ستحسن الأداء فى تداول المعلومات بالدولة، وتتيح لكل جهة معرفة ما لها وما عليها بسهولة، ما يوفر موارد الدولة، ويحول دون هدر الجهود فيما لا فائدة منه».

رضا فرحات: تسهم فى دعم التنمية ورؤية مصر 2030

شدد اللواء رضا فرحات، محافظ القليوبية والإسكندرية الأسبق، على أن إطلاق الشبكة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ والسلامة العامة المتطورة يمثل أفضل نموذج لاستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية من أجل تحسين الخدمات على مستوى الدولة. وأضاف: «من خلال الميكنة التى ستجرى فى جميع القطاعات الحكومية، وعبر الشبكة الجديدة، ستتمكن الدولة من مساعدة أى مواطن فى أى وقت، وفى أى مكان، ما ينتج عنه تقديم أفضل الخدمات للمواطنين». وأكد أن الشبكة صُممت لتضاهى كبرى الشبكات الدولية العالمية العاملة فى مجالها، ما يجعلها تسهم بقوة فى دعم خطط التنمية المستدامة للدولة، وتحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠، عبر الارتقاء بمستوى كل الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين.