رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فاطمة كرومة: لا مفرّ من الكتابة.. وأتعايش مع وحشيّة العالم بمساعدة الشِّعر

صدر حديثا عن سلسلة الإبداع العربي التابعة الهيئة المصرية العامة للكتاب المجموعة الشعرية "ابتلعها فستانها" للشاعرة التونسية فاطمة كرومة، ويعد الكتاب الشعريّ الثالث في مسيرتها الشعرية وذلك بعد "أخطاء فادحة" (2019) و"بلا فرامل تهوي في منحدر" (2022).

وتضمّن الكتاب 54 قصيدة، منها :قصائدُ قصيرةٌ من أجل غابات كثيرة، طاقتك أيّها القمر، السّماء ذات النّجوم الكبيرة، خطر!انتبهن!، رائحة غرف الأمّهات، أنبياء أزمنتنا القصيرة، ليلُ قمر أطفأته الدّموع، كائنات منتصف ليلة صيف، غوغل، فئة شرّيرة، عمى جهات."

فاطمة كرومة

وقالت فاطمة كرومة لـ"الدستور": "بدأتْ قصّةُ كتابة هذه المجموعة الشعريّة، بالطريقة نفسها التي بدأتْ بها قصّة كتابة المجموعة التي سبقتها، إذ كنت أعتقد أنني لن أغادر قصائد مجموعة شعرية بسهولة، وأنني أحتاج إلى هدنة من الكتابة، متخذة قرارا حاسما بالتفرغ للقراءة، لكن هيهات سرعان ما كنت أنشِئُ ملفا جديدا على "اللابتوب" يتخذ عنوانا مؤقتا، قبل أن يظهر العنوان النهائي، وتتحرك القصائد نحو وجهتها الخاصة مشكّلة عوالم الكتاب.

وتابعت: "يبدو أنه لا مفرّ من الكتابة، وأنني أتعايش مع وحشيّة العالم بمساعدة من الشِّعر، ويمكنني تشبيه قصة كتابة "ابتلعَها فستانُها" بأحد أحلامي المتكرّرة، يكون عبارة عن سفر سعيد مع شخص مجهول، شخص سأطلق عليه تسمية "هدية من السّماء"، أرافقه بلا سابق معرفة أو تخطيط، ثم أفارقه، مرة في الحلم، ومرة عندما أستيقظ وأستعيد تفاصيل الحلم. المشترك بين الحلم المتكرر وقصة كتابة المجموعة الشعرية الجديدة هو الامتلاء بأنس خاطف، موجود لكنه خاطف. هكذا عشت مع نصوص هذا الكتاب، آنستني في رحلة محدّدة، وما تبقّى منها هو هذا الإحساس بالفراق بعد أنس اللّقاء، فبعد الاطمئنان على الكتاب بين أيد أمينة، لدى "الهيئة العامّة المصريّة للكتاب"، شعرت بنوع من الخواء والفراغ السّحيق".

وأكدت كرومة على أن قصائدُ "ابتلعَها فستانُها"ضَاجّةٌ بالشّخصيّات والضّمائر والحكايات والصّور والرسائل وقضايا الإقامة على هذا الكوكب الذي كنت ومازلت مسكونة بجماله، لكنني صوّرته أيضا بكل أمانة، باعتباره غرفَ رعب، متأثرة بقضايا مثل التّمييز والاستعمار والتهجير ووحشية الأنظمة والأوبئة والجوع والعطش ووحشية التكنولوجيا. كتبت عن نظرتي إلى الأمومة والثروة والأهل والأبناء والمدينة التي أقيم فيها وتلك التي غادرتها، استعملت الأسماك والأشجار والسماوات والأرض والنجوم واللافتات والفساتين والأقمشة والإبر والمعادن والمرايا وبطاقات الشحن والسّحالي وتقشير الأسماك والنظر في المرايا والصلاة والطّبخ...استلهمت مواضيعَ القصائد من الطبيعة الأم والمخلوقات والحكايات والموجودات من حولي، ومن وجودي كلّه باعتباري كتلة عواطف ارتمت داخل هوّة سحيقة من الأحلام.

واختتمت: “عشت عالما مليئا بالصور والأصوات والخيالات بحثا عن آفاق جديدة لقصيدة النثر”.