موعد آخر من جديد.. رسائل لن تصل إلى عمر خورشيد (10)
عزيزي عمر خورشيد
مرت الأيام كالمعتاد والتقينا من جديد
أصبح لقاؤك أشبه بجلسات علاج روحية، معك أتعافى من كل شيء
لك الفضل في أي تحسن أشعر به مع الوقت
مر أسبوع آخر حافل بالأحداث لعل أبرزها هو أننا لا نزال نحتفل بانتصارات أكتوبر، وأجواء النصر.
التي تحيط بنا من كل جانب، يكفي أن أنصت للبطولات والقصص الملحمية التي تأسر الفؤاد وتخلب الألباب.
لأتخيلني هناك على الجبهة، أوثق بالصورة بطولات يعجز العقل عن استيعابها.
أسعدني الحظ وسمعت قصة وردت علي لسان بطلها يقول فيها "إنه أعد حفرة برميلية له، أعدها بشكل خاص وصفها بالخمس نجوم، ثم حدث قصف وتبادل مع زميله المكان على غير العادة وحدث انفجار ضخم، توجه إليها ليجد صاروخًا انفجر بها..!
وهي من نوادر الحروب أن يسقط الصاروخ في الحفرة، يقول يبدو أن هذا الصاروخ مزيل باسم زميلي الذي استشهد مكاني...!"
وآخر يقول إنه بعد انقضاء الحرب بسنوات طويلة جاءه رجل بسيط يطلب مقابلة القائد، قابله ليخبره بأن ابنه الذي استشهد بالحرب طلب منه أن يقصد هذا القائد وأن يبحث عن جثمانه في موقع استشهاده..!
توجه القائد برفقة مجموعة محددة للبحث عنه لم يوفقوا
أخبر والده بأنه لم يتم الأمر..!
عاد الرجل البسيط وعاد بعد عدة أسابيع ليخبر القائد بتفاصيل المكان التي لا يعلمها أحد والتي أرشده عنها ولده الشهيد.
صاروا وفق ما وصف حتى عثروا على جثمانه وأخذه والده ودفنه في مقابر الأسرة. هذا بخلاف دموع هؤلاء وهم يتذكرون رفاقهم الذين عاشوا معهم طيلة ست سنوات كاملة من النكسة للنصر للاستشهاد.....!
أتوقف كثيرا أمام هذه القصص والروايات وأتساءل هل لدي شباب هذه الأيام هذه العقيدة وهذا الإيمان؟
عزيزي عمر خورشيد
من الجيد أن تجد من يؤمن بك من يثق بقدراتك من يعينك من يحرص على مشاركتك نجاحاتك
لذا أؤمن أنا بمن أحب وأؤمن بتأثير لحنك الذي أحب
بل أثق تماما في قدرته السحرية على تحويل حياتنا من النقيض للنقيض
من الظلام للنور من الماضي للمستقبل
من أمس للغد..
عزيزي عمر خورشيد
استكمالا لذكريات الدراسة والإيمان
لا أخفي عليك مع بداية كل عام دراسي جديد، أبدأ في استعادة أجمل الذكريات، العودة للمدارس تعني لي بداية جديدة في طريق الأحلام...!
لا أخفي عليك أحب هذه اللحظات بكل ما فيها من ضجر وضيق، نخرج من عالم كله صخب وحرية وفوضى وانعدام المسؤولية لعالم تحكمه القيود وقوانين صارمة.
أكثر ما أحبه في هذه الفترة، هي رائحة الهواء المعبق بالذكريات والحنين لأيام مضت ولن تعود..
أتذكرني وأنا هناك أمام بوابة مدرستي وداخلي مشاعر متضاربة فرحة بلقاء أصدقاء الدراسة الذين لم نكن نراهم إلا من العام للعام. وترقب للعودة للمدارس، للقاء المعلم الذي يشجعني، الذي رأي حلمي ودعمني.
كم أود أن أصل إليهم، كل من كان له دور مشجع وداعم لي منذ الطفولة..أريد أن أعرف درجتي في الحياة، تقييمه لي بعد كل هذه السنوات.. كم حصلت من درجات... وما هو تقديري العام؟!
أيام الدراسة بالنسبة لي كلها بهجة ففيها نستقبل عامًا بأحلام كبيرة نبدأه بجلاد أحمر وأصفر وأزرق ونودعه ببهجة وبنجاح ولهفة وإقبال للإجازة الجديدة وما بينهما نكتسب خبرات وعلم وأخلاق ودروس حياتيه تترك أثرها في النفوس للأبد.
لا أخفي عليك لدي صديقة عزيزة جمعتنا المرحلة الابتدائية حتى الجامعة ثم فرقتنا الحياة بعد ثاني عام جامعي شاركتني كل أفراحي وصدماتي ثم اختفت..
تبخرت تماماً.
أبحث عنها منذ ذلك الوقت ... وما زلت أبحث ولن أكف حتى أجدها..
صديقتي تدعى إيمان، تجيد الرسم رسمت لي العديد والعديد من الرسومات الخاصة ما زالت احتفظ بها وبكل خطاباتها..
كانت تهديني أجمل وأرق الهدايا وأغلاها ولم أكن أملك سوى مصروف يومي الضئيل جدا.
كانت تواسيني في أحزاني تسمعني تقرأني وتقرأ لي
ابحث عنها منذ سنوات أتمنى أن أجدها. أتذكرها كل عام دراسي جديد وأتذكر حكاياتنا معا، مغامراتنا، قصصنا التي لم تنته...
عزيزتي إيمان أتمنى أن تكوني بخير أينما كنت وأن يجمعنا الله قريبا.
عزيزي عمر خورشيد
لا يمكن أن أختم حديثي دون أن أحدثك عن بعض القلوب المنصهرة بالحُب...
الحُب بالنسبة لي هو عنوان للغد، للحياة، والحرية.
لا سيما لو كان الحديث عنك وعن حبك وعن لحنك الذي أحُب.. دونك ودون أن تكون ضمن أحداث يومي لا أشعر بكل تلك السكينة وكل هذا الهدوء الذي أسير في ظله.. عندما تزداد الضغوط وتكثر المعوقات أنصت للحن رصاصتك الذي أعشق فيعزلني عن كل ما يحدث ليعم الهدوء فأجدك معي أنت ومن أحب ولحنك الملحمي يعزف بهدوء ورقة تذيب القلوب.. فتهدأ روحي وتتلاشى كل المعوقات ومنغصات الحياة... ما زلت أؤمن وأصر أن هناك حبا وإن به تختلف الحياة وأنه وحده القادر على تحويل خريف أيامنا لربيع...
أوجدوا للحب مكانا في محيطكم .. في يومكم، في قلوبكم، حتما ستختلف نظرتكم لكل شيء..
عزيزي عمر خورشيد
كن بخير حتى أظل أكتب لك
إلي لقاء