البيه البواب.. رحلة تونى روبنز من حارس عقار إلى تحصيل 5 مليارات دولار فى السنة

صنع تونى روبنز إمبراطوريته بنفسه، ليتحول من الفقر والطفولة الصعبة إلى أشهر متحدث تحفيزى على مستوى العالم، بل ومدرب للكثير من المشاهير، مثل الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، والمذيعة أوبرا وينفرى، وغيرهما.

وقدم «روبنز» الكثير من الندوات حول التنمية الذاتية، وكتبه هى الأكثر مبيعًا حول العالم، وفى مقدمتها: «أيقظ العملاق فى الداخل»، و«نصائح من صديق»، و«قدرات غير محدودة»، وبلغ صافى ثروته ٦٠٠ مليون دولار، من مجموعته التى تضم أكثر من ٥٠ شركة، تربح ما يقرب من ٥ مليارات دولار سنويًا.

وُلد تونى روبنز باسم أنتونى جيه، فى ٢٩ فبراير ١٩٦٠ بولاية كاليفورنيا، لعائلة من الطبقة العاملة، وعندما كان يبلغ من العمر ١٢ عامًا، أصبح اسمه الأخير «روبنز»، وهو لقب زوج والدته جيم روبنز، الذى تبناه بشكل قانونى.

اكتشف «تونى» موهبته مبكرًا، فعندما كان مراهقًا، عرف أنه يجيد التحدث أمام الجمهور، واهتم حينها بمؤلفين ملهمين، مثل ديل كارنيجى، خبير التنمية الذاتية الشهير، ولأنه عاش فى كنف عائلة فقيرة، ووالدته كانت مدمنة للمخدرات والكحول، كان الطريق الوحيد أمامه هو العمل فى وظائف متعددة لتغطية نفقاته وإعالة إخوته. بجانب هذه الحياة الصعبة، عانى «تونى» من صحة سيئة، فكان مصابًا بورم فى الغدة النخامية لم يتم تشخيصه، ما أدى إلى نموه بمقدار ١٠ بوصات فى غضون فترة وجيزة، لذا شارك فى ندواته ومقابلاته جمهوره عن صعوبة هذه الحياة فى الطفولة.

وكشف عن أن نقطة الانهيار بالنسبة له كانت عندما طردته والدته من المنزل، بينما لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، ليغادره ولم يعد إليه أبدًا، لكن ذلك كان حافزًا ونقطة انطلاق للتحول فى حياته. 

فى مقابلته مع شبكة «CNBC» الأمريكية، يروى «روبنز»: «لو كانت أمى هى الأم التى اعتقدت أننى أريدها، لن أكون جائعًا، لن أعانى، لم أكن لأهتم بمعاناة الآخرين مثلى، لقد جعلنى ذلك مهووسًا بالرغبة فى فهم الناس ومساعدتهم فى إحداث التغيير».

اضطر «تونى» بعد طرده من منزله للعمل كبواب يكسب ٤٠ دولارًا فى الأسبوع، وكان حينها مهتمًا بالمتحدث التحفيزى جيم رون، وسنحت له حينها الفرصة لحضور ندوة لـ«جيم» مقابل ٣٥ دولارًا، مقررًا المجازفة بأجره لحضور هذه الندوة التى غيرت حياته. 

اقترب «روبنز» من «رون» للعمل معه، وسرعان ما أثبت كفاءته وأصبح مساعدًا له، عبر تنظيم ندواته، ثم طور «تونى» أسلوبه فى التحدث التحفيزى من خلال مشاهدة «رون»، بالإضافة إلى أسلوبه عالى الطاقة، ومتابعته علم النفس السلوكى، وقراءته مئات الكتب فى هذا العلم، حتى استطاع تحقيق ذاته بحلول الوقت، وكان يبلغ من العمر ٢٦ عامًا حينما خطى اتجاه الكتابة.

اشتهر «تونى» بندواته الملهمة، التى حضرها أكثر من ٤ ملايين شخص، واستفاد ٥٠ مليون شخص فى ١٠٠ دولة بتدريباته الصوتية والمرئية، وكانت أبرز الموضوعات التى اهتم بنشرها للجمهور هى: تحسين الذات، ومواجهة الخوف، والتغلب على العقبات، على مر السنين. ومن أشهر كلمات «روبنز» التى اشتهر بها بين جمهوره: «إذا كنت تعمل من أجل لقمة العيش، فأنت تتاجر بوقتك مقابل المال، بصراحة، يمكن اعتبار الأمر بأنه أسوأ صفقة يمكنك القيام بها، فيمكنك دائمًا الحصول على المزيد من المال، ولكن لا يمكنك الحصول على المزيد من الوقت».

ولأنه شخص عصامى، يصف «روبنز» الأشخاص الناجحين بأنهم: «ليسوا محظوظين، إنهم يفعلون شيئًا مختلفًا عن أى شخص آخر»، كما أنه ينظر للحياة بشكل مختلف، ويرى أن «كل مشكلة هى هدية.. نحن دون مشاكل لن ننمو».