رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«من يستحق نوبل من المصريين».. كتاب ونقاد يجيبون عن السؤال الأصعب

كتاب ونقاد يجيبوون
كتاب ونقاد يجيبوون عن السؤال الصعب من يستحق نوبل من المصريين

أثار ماكتبه الكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد عن غياب أسماء كتاب ومبدعين مصريين من ترشيحات جائزة نوبل، وقد لفت إلى أن الكتاب العرب يتباكون على غياب أسماء عربية، في الوقت نفسه يرشح الكتاب المصريين كتاب أجانب ولا يذكر اسم مصري، حفيظة النقاد المصريين ليردوا في التقرير التالي بترشيح الأسماء المصرية من الكتاب المصريين الذين يستحقون "نوبل".

 

 

عادل ضرغام..  بهاء طاهر و حجازي وإبراهيم عبد المجيد  يستحقون نوبل  

يقول الناقد والأكاديمي الدكتور عادل ضرغام، إن لدينا مبدعين مصريين كثيرين يستحقون جائزة نوبل منذ سنوات، خاصة بعد الاختيارات في السنوات الأخيرة التي لم تكن مقنعة لنا بوصفنا متلقين لأعمالهم من خلال الترجمة، ولكن من يستطيع أن ينكر أن هناك مبدعين مصريين لهم إسهامات ومشاريع، يستحقون أن يدخلوا في منافسة مع آخرين من جنسيات أخرى، فهناك أحمد عبدالمعطي حجازي، وبهاء طاهر، وإبراهيم عبدالمجيد، وصنع الله إبراهيم وآخرون بالضرورة.

ويشير ضرغام إلى أن هناك أسبابا يجعل هذا الاستحقاق بعيدًا حين نقارب الموضوع مقاربة جادة، ويمكن أن تكون ذات أثر سلبي، منها إشكاليات الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، فالصورة المرسومة لهم من خلال عمل أو عملين ليست كافية، ولم نقم بخطة جادة لنقل هذه المشاريع، وتسويق نماذجنا الكبيرة، فغياب الترجمة يخلق صعوبة في التواصل، ومن ثمّ يؤثر على المعرفة الحقيقية للإبداع المصري أولًا، والعربي ثانيًا.

ولفت ضرغام إلى أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في غياب القوة في التأثير، فإبداع بلد مثل مصر أو الوطن العربي لا يتمّ تلقيه بمفرده، وإنما داخل سياق كامل مرتبط بكامل المنجز والتأثير وفق أصعدة معرفية عديدة، ووفق الإسهام في منجز عالمي، فالأدب ليس خارج السياقات الأخرى، بل هو جزء منها.

وتابع ضرغام، أما الإشكالية الثالثة فهي إشكالية تتصل بالكم، فمعظم هؤلاء الكتاب وغيرهم ليس لديهم عدد كبير من الأعمال، وبعضهم توقف عن الكتابة الملهمة والمؤثرة في أجيال تالية، وبعضهم عوّض غيابها بالاتكاء على توجه فكري خاص.

وأوضح ضرغام إلى أنه وربما تكون هناك إشكالية أخيرة ترتبط في كون مشاريع الإبداع المصرية مرتبطة بسياقها الزمني ومشدودة إليه، باستثناء إضافات حجازي ولفتاته الإنسانية، وإلهامات بهاء طاهر في بعض أعماله، في إشارات تتعلق بالإنسان بشكل عام دون انتماءات أو محددات، فالمبدع يصبح مبدعًا عالميًا حين يتعلق إبداعه بوضع الإنسان في الكون، وحين يضيء من خلال هذا الإبداع مساحات مظلمة داخل النفس الإنسانية في مجابهة العالم وشرطه الوجودي. ولم يكن هناك تعاظم على السياق الزمني أو الحضاري، إلا لدى طه حسين ونجيب محفوظ في فترات سابقة.

وختم ضرغام، ففكرة المبدع الكوني لم تتحقق بشكل رائق بعد محفوظ إلا في رمز شعري مثل صلاح عبدالصبور، فكل ذلك كان وفيرا لديه، ويمكن- لو كان على قيد الحياة- أن يكون أحقّ الأسماء المصرية والعربية، حتى في وجود رمز مثل أدونيس استحقاقًا للجائزة بما له من توجه كوني منفتح على العالم بالإضافة إلى ارتباط إبداعه الشعري والمسرحي بالمفاهيم الإنسانية المجردة التي تطل بوصفها إشكاليات تتعاظم في مقاربته على محدودية الزمن والسياق المصري والعربي أو الانتماء العرقي بشكل عام.

أحمد الصغير

 

أحمد الصغير: أدباء مصريون يستحقون نوبل

 

يقول الناقد والأكاديمي الدكتور أحمد الصغير: "أعتقد أن الأدب المصري قدم الكثير من الأصوات الكبيرة في الرواية والشعر والقصة القصيرة، على مدى أكثر من قرن ونصف من الزمان، بدءًا من جيل الرواد في نهاية القرن التاسع عشر، وقد امتلك الروائيون المصريون منذ رواية زينب 1914 للكاتب محمد حسين هيكل قدرة فنية على الإضافة الحقيقية إلى الرواية العالمية.

 وأشار الصغير إلى أن "تحقق ذلك على يد عمدة الرواية العربية نجيب محفوظ عندما حصل على نوبل 1988، فانتقلت الرواية العربية من إقليميتها إلى العالمية، وفي ظني أن الرواية العربية تمتلك أصواتًا كبيرة مثل عبدالرحمن منيف، وحيدر حيدر، وصنع الله إبراهيم ، وجمال الغيطاني، وبهاء طاهر، إبراهيم عبدالمجيد، موسى صبري، وفي الشعر أيضًا نجد صلاح عبدالصبور، وأحمد عبدالمعطي حجازي، رفعت سلام، محمد عفيفي مطر، عبدالمنعم رمضان.. وغيرهم.

واوضح الصغير: "يبدو لي أنه من الغمط أن يتم استبعاد الأدباء المصريين من نوبل، على الرغم من حصول من هم أقل قدرة منهم على العطاء، وخاصة الأوربيين، لأن الجائزة أحيانًا يجانبها الصواب في اختيار بعض الأسماء، وينبغي أن تقف المؤسسات الرسمية وغيرها في الدفاع عن الأدب المصري، حتى يحصل على المكانة اللائقة به.

وختم الصغير "يستحق الكثير من الأدباء الكبار في مصر جائزة نوبل ومن هؤلاء إبراهيم عبد المجيد، صنع الله إبراهيم، وأحمد عبد المعطي حجازي، يوسف زيدن، جمال القصاص عبد المنعم رمضان وغيرهم.

شوكت المصري

 

شوكت المصري: أسماء مصرية وعربية تستحق نوبل  لكن غياب الترجمة العكسية هو الحائل.

من جهته يؤكد الناقد والأكاديمي شوكت المصري على ان هناك معضلة حقيقية متعلقة بموقع الأدب العربي في خريطة الأدب العالمي ويبدو أن غياب الترجمة العكسية  يظل الجدار المانع في ان يتحصل كاتب مصري أو عربي على جائزة نوبل.

ولفت المصري إلى أنه "لم ولن تمنح  نوبل لاي شاعر عربي لو تم ترجمة لكل لغات العالم، والسبب أن هناك موقف فكري من الشعر العربي، ففى الوقت الذي يرشح فيه أدونيس للجائزة بكل منجزه   تمنح الجائزة  لمغني أمريكي.

وأكد المصري على أن هناك العديد من الاسماء المصرية التي تتستحق الجائزة سواء في الشعر او في الرواية وعلى رأس تلك الأسماء صنع الله إبراهيم ، وإبراهيم عبد المجيد، وبعاء طاهر وفي مجال الشعر لدينا عماد صالح  بمنجزه الشعري الكوني والمغاير.

محمود الشربيني: إبراهيم عبد المجيد هو الأقرب لنوبل 

يقول الكاتب الصحفي والناقد  محمود الشربيني لـ"الدستور" إن الابداع مشروع متكامل ليس مجرد كتابة  فقط أو رؤية مبدع فقط أو سمات ابداعية أو ثقافة  نوعية فقط، وإنما إلى جانب هذا كله مشروع ثقافي ومناخ وبيئة  مساعدة  ومهيئة للإبداع، مناخ ترتبط فيه الحركة الثقافية بحركة ترجمة نشطة  وحركة  نقدية محترمة ومقدرة وهي بحد ذاتها تكون جائزة للكاتب؛ حينما يتصدى ناقد لأعمالها.

بالإضافة إلى ذلك حركة نشر واعية لديها رسالة ومنظومة متكاملة وأيضًا إعلام قوي وصحف واسعة الانتشار ومؤثرة محليًا وإقليميًا وعربيًا، تستطيع أن تطل بقرائها على المشاريع الابداعية المختلفة. 

وأشار الشربيني إلى أن في حقب مختلفة كان لدى مصر هذا المشروع الإبداعي لأكثر من مبدع، وصل إلى العالم عبر  انتشاره وذيوعه فى مصر وفي محيطها الإقليمي والعربي والعالمي عبر ترجمة أعماله وانتقالها من محيطها المحلي إلى آفاق أخرى، ومن هنا قرأ العالم الغربي لنجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم الذين كانوا مرشحين دائمين للجائزة ولم يحصل عليها سوى نجيب محفوظ الذي كان له مشروع متكامل ومتنوع وله سماته الإبداعية. 

ولفت الشربيني إلى أن الذي حدث ان هؤلاء المرشحين المصريين الدائمين لنوبل رغم استحقاقهم لها رحلوا دون أن يحصلوا عليها، ولم تكن هناك حتي سنوات  خلت  رموز ابداعية اخري لها مثل هذا الإنجاز  وهذا المشروع المتكامل، وفي غياب حركة النقد المرموقة التي غابت برحيل عمالقة مثل الدكتور القصاص ومندور والقط ولويس عوض، ثم خفوت حركة الترجمة فلم يعد هناك مشروعات إبداعية يعمل عليها مترجمون، وفي ظل غياب الاعلام الواسع الانتشار أيضًا فإن المحاولات التي يمكن أن تصل إلى العالم  ويقرأها ويتعرف على حجم المبدع وقيمته عبرها كل هذا أثر كثيرًا.

لقد انكسر الإبداع المصري الذي يترك بصمة ويعتبر علامة فارقة تفرض نفسها على الترجمة والنشر  ونجد طريقها إلى جوائز حتى أقل من نوبل، هناك جوائز عربية لم يحصل عليها كتاب مرموقون، ومابقي لدينا الآن من بقية المبدعين يعد على أصابع الأيدي الواحدة.

وأكد الشربيني "تبقي لدينا إبداعات مهمة ومشروبات ثقافية لكنها أم تكتمل كليا بعد، ربما يكتمل مشروع الروائي إبراهيم عبد المجيد، الذي يعتبر فى المقدمة الآن، وهناك مشروع سلوى  بكر،  ومشروع يوسف زيدان، ومشروع بهاء طاهر، ولكن اين الحركة النقدية المهمه من كل هؤلاء اين حركة الترجمة والنشر والاعلام كلها غير مكتملة.

وختم الشربيني: "نحن بحاجة إلى أن نطل على محيطنا الثقافى بدرجه أعمق لأننا فى واقع الأمر لا نمتلك كل الأدوات التي تصل بنا إلى تكرار تجربة عمنا نحيب محفوظ نحتاج إلى بيئة ومناخ حاضن للإبداع وناقل له إلى أفاق أوسع لايستطيع المنافسة على نوبل مجددًا".