رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أدباء: الرواية أحد المصادر المحرضة لقراءة التاريخ

الرواية
الرواية

 يذهب البعض الى ان الرواية يمكنها كتابة التاريخ، ومن الممكن أن تكون إحدى مصادره هذا ما ينفيه النقاد والكتاب والروائيين المصريين بشهاداتهم واجاباتهم عن سؤال هل تكتب الرواية التاريخ ؟ نرصد هذا في التقرير التالي:

ضحى عاصي: الرواية تقرأ التاريخ لا تكتبه 

من جانبها، تقول الروائية ضحي عاصي لـ"الدستور": من تصورى ان الروايه التاريخيه لا تكتب التاريخ.. فهو اصلا مكتوب ونحن عرفناه ممن كتبوة قبلنا، لكن الرواية التاريخيه تحاول قراءة التاريخ  برؤية أخرى وتحاول تفكيك هذا المكتوب من قبل وتخليصه من دوافع من كتبه  قبلنا بوجه نظره. 

وتابعت عاضي "هذا التفكيك يساعدنا على فهم اعمق للتاريخ لان التاريخ هو جزء من حاضرنا فالتاريخ لا يموت وما حدث من قبل هو رافد من روافد واقعنا ومستقبلنا.

سيد محمود: الرواية أحد وسائل التحريض على قراءة التاريخ 

يقول سيد محمود "لدى رأي في هذا الموضوع هي من المصادر التي ينظر لها بطريقة مختلفة، واحدة من مداخل تفسير التاريخ، ولا يمكن ان تكون مصدر للتاريخ ، التاريخ ليس فقط بالوثائق.

يلفت إلى أن "الرواية تمد المؤرخ بالسرد ، على القاريء ان يحتاط من التفكير في الرواية كمصدر للتاريخ ، تبقى الروايه في النهاية عمل نفي له شروط مختلفة تماما بدء من التخيل لوقائع تعيشها لشخصيات اريخية  عن العمل التاريخ .

وتابع محمود "على سبيل المثال  المعلم يعقوب في غيوم فرنسية مختلفة تماما عن المعلم يعقوب ، ومختلف تماما عن المعلم يعقوب في اعمال صنع الله ابراهيم  في العمامة والقبعة "رؤي فنية مختلفة تماما من رواية لأخرى.

وأشار إلى أن "في التاريخ يمكن أن تحاسب مؤلف في عدم التزامه بالوقائع التاريخية ، لكن في الرواية المؤلف يتخيل ، وانا واحد مش مشغول بهذا الجانب نهائي ، طالما لم يدع ان هذا كتاب في التاريخ .

أوضح محمود ان "الاعمال التي يطلق عليها رواية تاريخية  ونموذج ريم ورشا عدلي هما نموذج للاشتغال بالتاريخ فهم عادة لايرتكبوا أخطاء وهم استثناء ، تتبدى ان قوة الخيال في ان يستفيد فيها المؤلف.

وتابع " الأكاديمي الإيطالي "امبرتو ايكو" كان يرى في الرواية انها  الطريقة الانسب لايصال افكاره ، وقد جاءت روايته "اسم الوردة " في يداتيها  كمحتوى تعليمي وكوسيل ايضاحية ، تساعد الطلاب في ترميم مخطوطات ووثائق في فترة العصور الوسطى .

وفي روايته " الملكة لوانا والشعلة الخفية " أشار فيها بمنتهى البساطة إلى ان كل شيء في حياتنا يصلح لكتابة رواية، وتتناول  الرواية شخص يفقد الذاكرة ، ليعود لبيت جده  ويستعيد ذاكرته عبر حصوله واطلاعه على اشيائه القديمة ، إلى جانب ذلك عندما تقرا الرواية ستفهم جيدا التاريخ التي مرت به ايطاليا الفاشية .

أكد محمود على أن "الرواية تصلح احيانا لتقديم  بعض المعرفة التاريخية التي تنتج عن معايشة ، وهذه المعايشة ، انت تستطيع وانت تقرأ اعمال نجيب محفوظ تصلك روح هذه الفترة ، وهذه الروح لايمكن ان تتوافر عبر مادة تاريخية .

وختم محمود بالتاكيد على ان "هناك عديد من  المصادر الموازيه مثل "السينما والرواية " التي تسهل لنا التاريخ، فمثلا  فيلم "وداعا بونابرت"  هو فيلم يرصد وقائع الحملة الفرنسية ويعتبر مدخل اسهل وابسط بكتير لتناول تلك الفترة من تاريخ مصر ،  وذلك لا ينفي ابدا  المعرفة التاريخية  المسبقة او الموازيه،فالسينما والرواية وسائل للتحريض لمعرفة التاريخ بشكل موسع واعمق.وأكيد ان اعمال ريم بسيني ورشا عدلي اوضحي عاصي ومحمد عفيفيفي اثاروا القراء الى دراسة تلك الفترات التاريخية .

محمد ابو السعود الخياري: الرواية  ليست مصدرا للتاريخ  هي إحدى رعاياه

من جانبه يرى الناقد والأكاديمي الدكتور محمد أبو السعود الخياري" النظر إلى التاريخ على أنه معادل موضوعي لعلم الجبر ، وتأتي الرواية في المقابل معادلا للهندسة ؛ الأولان محددان بالمعلومات والأرقام ، والآخران يتحركان في حرية وانسيابية وتعدد . 

ويجدر بالروائي أن يكون يقظا وهو يتحرك بأدواته فوق رمال التاريخ المتحركة ؛ فهو لا يملك أدوات المؤرخ ومعلوماته ؛ كما أنه في حل من إلزام نفسه بالحياد الصارم.

ويشير الخياري إلى أن "الرواية إذن ليست مصدرا للتاريخ ؛ بل هي إحدى رعاياه ؛ وعلى الروائي أن يتعامل مع الأحداث والوقائع التاريخية الحقيقية بكل أمانة وحذر طالما أنه قرر توظيفها في خطابه الروائي المتخيل في مجمله . 

وتابع الخياري "لعل الروايات العظيمة في الآداب العالمية قد فرضت وجودا لها على القراء عبر عقود بفضل النسيج السردي المحكم الذي وجدت أحداث التاريخ نفسها داخله دون تنافر أو افتعال . 

ولفت الخياري إلى أن " يكتسب الروائي مزايا عديدة تميزه عن المؤرخ يجدر به التمسك بها وإضاءة الرواية عبرها بل إضفاء البهاء والنور على أحداث التاريخ المعروفة عبر رؤيته المغايرة ... ومن نماذج الأدب العالمي قصة مدينتين لتشارلز ديكنز التي ترصد أثر الحرب على لندن وباريس حيث سبح السرد في نهر التاريخ ولم يغص فيه ، ومحليا قدمت ضحى عاصي في روايتها ( غيوم فرنسية ) الحملة الفرنسية من زاوية شاعرية حيث رصدت أثر فشل الحملة على الجنود والتجار العائدين مع فلولها ، ويبدو أننا على موعد مع النسخة الروائية لرائعة جمال حمدان ( شخصية مصر ) تقدمها ريم بسيوني في مشرع روائي تاريخي لمصر التاريخ والحضارة عبر خلطة بديعة استطاع السرد فيها أن يروض التاريخ ويقنعه بالشراكة العادلة .

جلاء الطيري : الرواية لا تكتب التاريخ  بل تقرأه

من جانبها، تقول الروائية جلاء الطيري للدستور"التاريخ حمال أوجه  كل يكتب على حسب أهوائه، ومقتضيات  الفترة الزمنية، إذا كان التاريخ يكتب من وجوه عدة . فكيف للمبدع أن يلتزم بأصل الفترة ولا يضيف عليها، الرواية التاريخية فى هذه الفترة  فى أوج انتشارها ولجأ اليها كبار الكتاب .

ولفتت الطيري " معظم الروايات التى تحصد الجوائز هى روايات تاريخيه ، قد يلتزم الكاتب  بالشخصيات التاريخيه كما هى ، وقد يضيف عليها من خياله ، فيصبح الاشرار، أخيار والعكس، أنا مع أن يطلق الكاتب لخياله العنان  فلا يلتزم بالتاريخ ، لأننى عندما أقرأ رواية تاريخية، فأنا لا أقرأ تاريخا بقدر ما أقرأ سردا فيه جماليات الرواية .

وتابعت "مثلما فعل يوسف زيدان فى عزازيل، أو صنع الله ابراهيم فى وردة ، ابتكرا أحداثا وشخوصا وتواريخ ، قد تناقض التاريخ ، عكس مافعل الكاتب والصحفى عادل سعد فى روايته الأسايطة والتى تناولت تاريخ أسيوط بداية من عصر محمد على انتهاء بثورة يناير فقد كتب تاريخ أسيوط بنفس الأحداث والشخوص والأسماء.