رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المناخ.. والوعى السياحى

 

تشهد البلاد حالياً حالة من الحراك الأقتصادى والسياحى الغير مسبوق وذلك مع إقتراب موعد مؤتمر المناخ المزمع عقده خلال شهر نوفمبر القادم بإذن الله.

وقد حمل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى على عاتقه ملف الأقتصاد والذى أحسبه من أهم وأصعب الملفات التى يعانى منها العالم جميعه حالياً....ولعل الزيارة الأخيرة الى دولة قطر وما شاهدناه من قيام سيادته شخصياً بعرض فرص الأستثمار الأقتصادى لرجال الأعمال القطريين خير دليل على تحمله هذه الأمانة حيث أصبحت مصر وجهة جاذبة للمستثمرين للعرب والاجانب معاً.

من ناحية أخرى فقد رأينا الدكتور/ مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء خلال جولته التفقدية لمدينة شرم الشيخ  يتحدث عن أن هناك فرصة حقيقية للنهوض بصناعة السياحة وزيادة اعداد السائحين الوافدين للبلاد خلال المرحلة القادمة وليكن هذا المؤتمر هو بداية عهد ونهضة جديدة للسياحة بحسبانها احد اهم روافد الدخل القومى الذى يدر على البلاد حالياً حوالى 12 مليار دولار وان المستهدف خلال السنوات القادمة الوصول بهذا الرقم الى 30 مليار دولار.

واشار سيادته الى ان هناك مؤشرات تفيد بتوافد اعداداً كبيرة من الدول والهيئات العالمية والمؤسسات الصناعية الكبرى سوف تشارك فى هذا المؤتمر تمثل ضعف الاعداد التى شاركت فى آخر دورتين لهذه القمة وهو ما يمثل تحدياً كبيراً للإدارة المصرية.

وعلى صعيد مختلف فإن هناك مؤشرات تفيد أن هناك تدفقاً غير مسبوق للسياحة الآوروبية وخاصة الالمان بإتجاه البلدان الدافئة ومنها مصر بطبيعة مناخها خلال الشتاء المقبل للبحث عن الدفء والهروب من موجات البرد القاتلة المتوقع تعرض اوروبا لها على ضوء الموقف الروسى  تجاه هذه الدول الداعمة لأوكرانيا  فى حربها ضد روسيا.

ويبقى السؤال....هل الوعى المطلوب من جميع الجهات والشركات والأفراد العاملة فى مجال السياحة على ذات القدر من المجهود الكبير الذى تبذله الدولة لجذب المستثمرين فى المجالات المختلفة للقيام بمشروعاتهم الأستثمارية والسياحية فى البلاد....؟ للأسف فإن الأجابة المنطقية والواقعية تقول عكس ذلك....نحن نعانى  من ضحالة الفكر والوعى السياحى ونفتقد الى الكثير من ثقافة التعامل مع السائح أو المستثمر بالشكل الذى يجعل العديد منهم يتراجعون عن الاستثمار والعمل فى هذا المجال.
بطبيعة الحال فإننى لن أتحدث عن المقومات السياحية التى حبانا بها الله إلا أن إستغلال تلك المقاصد لا تستغل على الوجه الأمثل نظراً لإفتقاد الاشخاص الذين يعملون فى هذا المجال الى الحد الأدنى من التوعية والثقافة بأهمية السائح القادم للبلاد.

وكيف يمكن ان يكون هذا السائح هو خير دعاية وسفير لنا عند عودته لبلاده سعيداً بما شاهده من حسن التعامل والأمانة والأحترام من القائمين على عملهم فى مجال السياحة وكيفية تفانيهم لإرضائهم خلال فترة وجودهم بالبلاد.

ولاشك ان التعامل مع السائح يحتاج الى الكثير من الامانة والمصداقية معه منذ بداية رحلته للبلاد وحتى نهايتها سواء من شركات السياحة والطيران والجوازات وصولاً الى المرحلة الاصعب فى رحلته وهى مرحلة تعامل الافراد مع السائح عقب وصوله للبلاد وهى المرحلة التى سوف تعطى الانطباع الاول للسائح عن طبيعة المعاملة التى سوف يلقاها خلال فترة وجوده بها سواء من سائقى الاجرة او مندوبى شركة السياحة وكذلك الاشخاص المتواجدين فى الاماكن السياحية التى يترددون عليها.

هل لك ان تتخيل ان شخصاً واحداً فقط من الممكن ان يؤثر سلباً على تلك الجهود الجبارة التى تبذلها الدولة بدءاً من السيد الرئيس للنهوض بصناعة السياحة وجذب المستثمرين للبلاد؟ نعم من الممكن ان يتسبب شخص واحد فى ذلك سواء عن جهل أو عن عدم إدراك بأهمية الدور الذى يقوم به إتجاه السائح أو عن طمع وجشع يؤدى الى النفور والشكوى من التعامل معه.

نحن على مشارف مرحلة مهمة من مراحل الوصول الى الجمهورية الجديدة التى تتطلب فى المقام الأول للنهوض بالعنصر البشرى العامل فى مجال صناعة السياحة .

ومن هنا فإننى أرى ان الفرصة الأن مواتيه تماماً لخريجى كليات ومعاهد السياحة المنتشرة فى مختلف المحافظات للقيام بدور فعال فى هذا المجال وعلى الجهات المعنية سواء وزارة التعليم العالى والشباب والسياحة إستغلال تلك الطاقة الإيجابية للخريجين الذين يبحثون عن فرصة عمل لدفعهم لإقتحام هذا المجال وتطبيق ما تحصلوا عليه من معلومات وأساليب تطوير العمل السياحى نظرياً وتطبيقه عملياً بالشكل الراقى والمطلوب لإعطاء صورة مشرقة ومشرفة لجميع العاملين فى هذا المجال الخصب والذى من الممكن ان يجعل السياحة هى الرافد الأول من روافد الدخل القومى للبلاد.

ولاشك ان الوعى والثقافة التى يكتسبها هؤلاء الخريجين سوف تكون داعماً لهم فى التعامل مع الوافدين للبلاد سواء من حيث الإستضافة أو زيارة المواقع الأثرية او الإرشاد السياحى.
ان مصر تستحق ان تكون إحدى اهم الدول الجاذبة للسياحة بما لها من طبيعة جغرافية وتاريخية لا تتوافر فى جميع دول العالم قاطبة....ويتبقى فقط قضية الوعى والتوعية للأفراد الذين يعملون فى هذا المجال لكى يكونوا واجهة مضيئة لبلادهم وان يكونوا أحد وسائل الجذب والقبول للسائح وهو ما سوف ينعكس بالتبعية عليهم وعلى وطننا العزيز.
يا أيها العاملون فى صناعة السياحة هاهى الفرصة قد جاءت اليكم بدون أى عناء أرجو ان تكونوا على قدر المسئولية وان تساهموا بخبرتكم ووعيكم وثقافتكم وإحترامكم للضيف فى النهضة بتلك الصناعة المهمة والتى سوف يكون لها بلا شك المردود الإيجابى عليكم وعلى وطنكم.

انتم تستطيعون تحقيق ذلك....ومصر تستحق منكم ذلك.. وتحيا مصر.