رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الراهب جون غبريال الدومنيكاني يطرح دراسة عن الثالوث في فكر المعلم إيكهارت

الكنيسة
الكنيسة

أطلق الراهب جون غبريال الدومنيكاني، أستاذ اللاهوت العقائدي بالمعهد الكاثوليكي بالقاهرة، تصريحا صحفيًا له، تحت شعار: “الثالوث في فكر المعلِّم إيكهارت”.


وقال إن إيكهارت هو راهب دومنيكانيّ وأبو التصوّف الألمانيّ وأهمّ متصوّفي حوض نهر الراين.


وتحت الثالوث الأقدّس قال: "عندما يتحدث المعلّم إيكهارت عن الثالوث الأقدّس نستطيع أن نرى في كلامه التركيز على أنّ هناك صدى لرغبة جميع المخلوقات العطشى إلى الاتّحاد بالله، يرى إيكهارت أن تعبير الثالوث مصطلح صُمّم ليشير إلى حياة الله الداخلية، والعلاقة بين الأب والابن والروح القدس.. إنّ شوق الله للكشف عن ذاته يعبر عنه إيكهارت بمصطلحات ثالوثيّة، فالروح القدّس يظهر باعتباره كيانًا إلهيًا للحبّ النقيّ النابع من الحياة الكاملة المتساويّة للأب والابن، أن يكون الله واحدًا وثالوثيًّا في الوقت نفسه يفترض أنّ الأب يُعلن عن ذاته من خلال الكلمة الأبديّ، وعلى الرغم من أنّ الآب والابن يشتركان في الطبيعة نفسها، إلّا أنّ هذه الطبيعة ذاتها تكوَّن في الأب، ولكنّها متقبَّلة في الابن، ويرى إيكهارت أنّ المحبّة التي يتبادلها الأب والابن لبعضهما البعض هي المصدر الذي ينبع منه الروح القدّس، فإنّ الأب غير مخلوق، وهو منبع ذاته، الابن يأتي من الأب، والروح القدس ينبع من الأب والابن.


وأضاف: "يرى المعلّم إيكهارت أن الإنسان يمكنه أن يدخل في شركة مع الثالوث بفضل إعلان الله لذاته.. فالألوهيّة المتدفّقة من الأب تملؤه بالفرح، وتتدفّق في الابن فتملؤه بالحكمة.. فالاثنان واحدٌ: «حيث أكون أنا، هناك يكون الأب.. وحيث يكون الأب، هناك أكون أنا»، تدفّقَ الأبُ والابنُ في الروح القدس، وملاه بالإرادة الحسنة، ويتدفّق الروح القدّس في النفس.. ويعتبر إيكهارت أنّ النفس لديها بالطبيعة مقدّرتان: الذكاء والإرادة، الذكاء هو الذي يمكنه استيعاب الثالوث الأقدّس، والمقدرة الثانيّة: الإرادة، تدفع النفس نحو الله وتتميّز هذه الصفة الحاسمة بالدخول إلى المجهول، أي الله وبما أنّ الأب والابن والروح القدس وحدةٌ مطلقة، فإنّ الإنسان مدعوّ لأن يشارك في هذا الاتّحاد الإلهيّ، وينال الإنسان من هذا الحبّ المتبادَل للثالوث نعمةً للدخول في هذه الوحدة من خلال ما ينتمي إلى الثالوث بالنعمة، يمكن للإنسان أن يعمل أعمالًا شبيهة بأعمال الله، وبعد ذلك، يمكن للإنسان أن يتأمّل الله بأفضل ما يستطيع، وبالتالي يؤثّر في قدراته في الدنيا بحيث يميّز بين الخير والشر.


وتابع: "يوضّح إيكهارت أنّ آدم كان يتمتّع بالاتّحاد مع الله، وإذ امتلك ذلك فقد، احتوتْ قدرتُه جميعَ الخلائق، ولكن عندما، في قمّة قدرته، انفصل عن الله، تراجعتْ كلّ قدراته، ويستطيع الإنسان أن يربح الوحدة التي كان يتمتّع بها آدم ذات يومٍ مع الله، ولكنّه يرى أنّ هذا ممكنٌ فقط في المسيح؛ فمن خلال تمجيده في معرفتنا، سيجذب المسيح الإنسان نحوه، في المسيح، تصبح الطبيعة البشريّة إلهيّة، ولكن إذ كانت الطبيعة الإلهيّة تفوق إدراك الإنسان، فيستطيع الإنسان أن يؤمن بالمسيح، وأن يحذو حذوه فحسب".
وأردف: “للأب والابن مشيئة واحدة: إنّ الروح القدس هو الذي يهب ذاته للنفس، حتّى تتغلل الطبيعة الإلهيّة في قوى النفس، بحيث يمكنها القيام بأعمال تشبه أعمال الله، وقد تكون النفس في اتّحاد وطيد مع الله، ويجب أن تكون كذلك، إلّا أنّ النفس قد تشعر بأنّ ليس هناك تمييز في وعيها بين ذاتها وبين الله، على الرغم من أنّ الله لم يزل يعتبرها مخلوقا، وكلّما زادت درجة المعرفة التي تحقّقها النفس، كلّما ظهر لها نور الطبيعة أكثر ضبابيًّا”.