رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الله بعد ثورة 25 يناير.. دراسة جديدة للراهب جون الدومنيكاني

الكنيسة
الكنيسة

أطلق الراهب جون غبريال الدومنيكاني، أستاذ اللاهوت العقائدي بالمعهد الكاثوليكي بالقاهرة، تصريحًا صحفيًا له، تحت شعار: "لاهوت الثورة: الله بعد ٢٥ يناير".

وقال: "الذكرى في اللاهوت اليهوديّ-المسيحيّ ليست ذكرى "متحفيّة" لأحداث ماضية انتهت لا ظلال لها على الحاضر. الذكرى في هذا التقليد ذكرى ماضية تعيش في اليوم وكل يوم. فذكرى ثورة يناير قد يمكن النظر إليها، وهي كذلك في قلوب وفكر كثيرٍ من الناس، على أنّها ذكرى حيّة نابضة.

وأضاف: "في الستينيّات من القرن الماضي، نشأ لاهوت جديد اسمه لاهوت الثورة. وظهرت بعض الكتب بالعنوان نفسه بالألمانيّة ثمّ ترجمة إلى الفرنسيّة. ولكن نظرًا لحصول دول عديدة في أوربا وفي أمريكا اللاتينيّة على استقلالها، لم يتطور علم اللاهوت الناشئ هذا.

وتابع: "بالنسبة للجيل الذي نشأ وترعرع في ظلّ  ديكتاتوريّة الرئيس الأسبق مبارك (الناعمة) كان صعبًا لها أن تتخيّل الوطن بدون هذا الموظّف العجوز. بانهيار الطاغية وسقوطه، سقطت صورٌ كثيرة في المجتمع عن الله وعن الدين وعن القيم وعن العادات والتقاليد. في نظري هذا أكبر نجاح للثورة، فليس للنجاح بالضرورة أن يتحقق بسرعة سياسيًّا، بل الأهمّ أن يظهر في الفكر الناقد وإعادة النظر في الثوابت وتحطيم بعض التابوهات.

وأردف قائلاً "منذ الثورة إذًا بدأ المجتمع يكون أكثر تعبيرًا عن تصوّره لله، وتصوّره للدين، وتصوّره للسلطة والفنّ والميول الجنسيّة.

وتحت شعار: "الله بعد ثورة يناير" قال: "صورة الإله إذًا واجهت اهتزازًا عنيفًا، كما سقطت بعض صوره بسقوط الطاغية السياسيّ. وما فتئ هذا السقوط حتّ صحبه سقوط صور عديدة لرجل الدين النمطيّ الذي تقمّص صورة طاغيته وألبسها عمامة الدين. ما صورة الله الآن؟ الإجابة صعبة، تحتاج إلى دراسة ميدانيّة. ولكنّ صورة الإله الذي يحاكم ويدين ويتحكم في أصغر التفاصيل بدأت في الانهيار. بدأ الشباب في الإصغاء بآذان ناقدة إلى ما يُقال في أماكن العبادة والجامعات. ثورة يناير، ثورة بدأت، حيّة الآن في هدوء، تعمل في داخل ملايين الناس في هدوء أكبر.