رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الراهب جون غبريال: طريق المخلوقات الوحيد للوجود يكمن في نعمة الله

الكنيسة
الكنيسة

أطلق الراهب جون غبريال الدومنيكاني، أستاذ اللاهوت العقائدي بالمعهد الكاثوليكي بالقاهرة، تصريحات تحت شعار "الله في فكر المعلّم إيكهارت".
وقال: إن إيكهارت هو راهب دومنيكانيّ وأبو التصوّف الألمانيّ وأهمّ متصوّفي حوض نهر الراين.
وتحت شعار الله لا يوصف قال:"أوّلًا، وقبل كلّ شيء يمكننا القول إنّ فكر المعلّم إيكهارت بشأن الله صوفيًّا إلى حدّ كبير، فهدف إيكهارت هو فكرة الاتّحاد بين الروح والله. ولكي يتحدّث عن هذا الاتّحاد فهو يستخدم أدوات مُجرّدة. فيستخدم الأفكار التوماويّة وبعض وجهات نظر الأفلاطونيّة الحديثة وبعض التعبيرات المليئة بالمفارقات. ونجد ذلك كلّه مختلطًا في عظاته وأطروحاته. 

وتابع: وتُشير بعض أساليب التعارض والتعبيرات الصادمة التي يستخدمها إيكهارت إلى فكرة أنّ طبيعة الله تختلف اختلافًا جذريًّا عن الطبيعة البشريّة، وفي الوقت نفسه يقترح بأنّ المخلوقات نفسها تأتي بكيانها من الله، وبالتالي، فإنّ طريق المخلوقات الوحيد للوجود يكمن في نعمة الله وفضله. وتميل اللغة التي يستخدمها إيكهارت والغنية بالمفارقات إلى إثبات سموّ الله وحاجة البشر إلى المشاركة في هذا السموّ أو التعالي. إنّ استخدام أسلوب التناقضات أسفر بطريقة مليئة بالمفارقات عن التفكير في تعالي الله. ومع ذلك، يستخدم إيكهارت المصطلحات الميتافيزيقية مثل الوجود والجوهر بسبب أو بفضل تكوينه التوماويّ".
وأضاف: يرى إيكهارت أنّ العقل المطلَق والسامي والإلهيّ مجهولون بالنسبة للبشر، فهُم يظلّون لغزًا خفيًّا بالنسبة لهم. كما يرى إيكهارت أنّ الله لا يمكن تسميته، ولا يمكن للكلمات أن تُعبِّر عن نهائيّته. ويرى أنّ النفس البشرية تستطيع إدراك ما تلمسه فقط وبطريقة محدودة.

 وواصل: يرى إيكهارت أن الإنسان يستطيع فقط الحديث عن الله وفقًا لفهمه فهو يرى أن هناك هوة بين وجود الله ومفهوم الإنسان عن الله. إن الله لا يمكن التعبير عنه لأن كل الوجود فيه غير محدود. ويرى المعلّم إيكهارت أن آباء الكنيسة نادوا بأنّه لا توجد أيّ لغة بشريّة تستطيع أن تجد كلمات تعبّر عن عظمة ونقاء طبيعة الله. فالله هو الكائن النقيّ الكامل، الذات المطلقة الوحيدة غير القابلة للتجزئة، اللانهائيّة والمستقلّة، الذات الأبديّة، الحقيقة والخير. إلّا أنّ إيكهارت يرى أنّ كل هذه التعبيرات تظلّ مجرّد محاولة لوصف الله. 
واختتم: ولأنّ الله هو الوجود وجوهر الوجود وكماله الكائن في ملئه، يعتبر إيكهارت أنّ كلّ ما سبق يتلخّص في عبارة "أنا مَن أنا"، و يرى إيكهارت أنّ للمخلوقات حياة، ولكنّ الله هو "الحياة" وهو واهب الحياة؛ تعتمد عليه المخلوقات، وهو مكتفٍ بذاته. بينما المخلوقات تظلّ دائمًا غير كاملة وتحتاج إلى شيء آخر حتّى تستمرّ في وجودها،  إن الوجود والفعل هما سيّان في الله، فهما لا يخضعان للتغير. ويرى إيكهارت أنّ الله فوق الزمن، إنّه إلهٌ واحدٌ أحد، جديدٌ إلى الأبد، يخلق دائمًا.