مسابك الإسكندرية.. «ولاد النار» فى «بحرها المالح»
بأجساد طبع عليها الزمان من حكاويه الكثيرة، يقف العاملون أمام النيران الحارقة، يصهرون مختلف أنواع المعادن، ويحولونها إلى أشكال معدنية نستخدمها فى مختلف جوانب الحياة، وكأنهم ينفخون فيها من أرواحهم.
فى حى «اللبان»، أحد أشهر أحياء «عروس المتوسط» الإسكندرية، يتواجد هؤلاء العمال داخل عدد كبير من ورش صهر وتشكيل المعادن، التى تنتشر فى أكثر من منطقة وشارع متقارب هناك، خاصة «الفراهدة» و«أبى الدرداء»، فضلًا عن مناطق أخرى، ما جعل الأهالى يطلقون على هذه المنطقة «حى المسابك».
وتعتبر هذه الورش الأقدم فى مصر، وبها عمال يمتهنون مهنة صهر وتشكيل المعادن منذ أربعين عامًا وأكثر، منهم من ورثها، وآخرون بدأوا حياتهم بها واستمروا فيها، وعلى الرغم مما بها من إرهاق شديد وتأثيرات صحية خطيرة، سواء على المدى القصير أو الطويل، يجمعهم جميعًا حبها وتفضيلهم إياها عن أى مهنة أخرى.
وبعد أن كان عدد المسابك الموجودة هنا أكثر من ٢٠٠ مسبك، تم غلق عدد كبير منها، بسبب ارتفاع سعر الخامات، لتواصل هذه المهنة- مع كثير من المهن الأصيلة التى تتفرد بها المحروسة- تحدى الزمن، رافعة شعار: «سأبقى هنا».