رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تطوير الروتين اليومى للمبدعين: مواعيد دقيقة نزهة يومية ووقت للراحة.. وممارسة هواية

الابداع
الابداع

كل منا يبحث عن الروتين اليومى المثالى له، لأن اليوم الذى يمر لن نستطيع أن نعوضه، لذا يساعدك كتاب Daily Rituals: How Artists Work للكاتب ميسون كارى، على وضع روتين يومى مثالى ينظم أيامك، خاصة إن كنت من المبدعين أو الفنانين، الذين يريدون تحقيق الكثير من الإنجازات فى كل لحظاتهم.

ويشمل كتاب «الروتين اليوميه» جداول الأداء اليومى لـ١٦١ رسامًا وكاتبًا وملحنًا، إضافة إلى مجموعة من الفلاسفة والعلماء وغيرهم من المفكرين الاستثنائيين، ويوضح شكل وطبيعة الطقوس اليومية للعباقرة والفنانين.

ويعد الكتاب خليطًا مبهجًا لتنظيم الأمور، وليس دليلًا إرشاديًا، ومع التعمق فيه، سنجد العديد من العناصر المشتركة فى حياة هؤلاء العباقرة، مثل الانضباط وتحديد مساحة عمل تحتوى على أقل قدر من مصادر التشتيت، كأن يجلس الفرد فى حجرة مغلقة جيدًا، أو مكتب سرى لا أحد يعرف عنوانه سوى شخص واحد أو اثنين، للمساعدة على التركيز بشكل أفضل خلال تنفيذ الأعمال المختلفة.

وأوصى الكاتب المبدعين بإجراء نزهة يومية قائلًا: «بالنسبة للكثير منهم، فإن المشى اليومى المنتظم أمر ضرورى لتحفيز عمل العقل، وأبرز من كانوا يفعلون ذلك تشارلز ديكنز، الذى اشتهر بالمشى لمدة ٣ ساعات بعد ظهر كل يوم، وهذا الأمر جعله يغذى كتاباته ويطورها».

وتابع: «بيتهوفن كان يجرى نزهات طويلة بعد تناوله الغداء، حاملًا معه قلمًا وورقة تحسبًا لحضور الإلهام، وأيضًا المؤلف الموسيقى الشهير إريك ساتى كان يفعل نفس الشىء، واشتهر بالجولات الطويلة من باريس إلى ضاحية الطبقة العاملة، حيث كان يعيش، وكان يتوقف تحت مصابيح الشوارع لتدوين الأفكار التى جاءته خلال جولته».

ووفق الكتاب، يعد من ضمن الروتين اليومى للمشاهير وأصحاب الإنجازات، ضبط وقت محدد يوميًا للانتهاء من المهام المطلوبة، ضاربًا مثالًا بالكاتب والروائى البريطانى الشهير أنتونى ترولوب، الذى كان يكتب لمدة ٣ ساعات فقط فى اليوم، لكنه كان يرغم نفسه على الكتابة بمعدل ٢٥٠ كلمة كل ١٥ دقيقة، وكان ينهى بعض رواياته التى كان يؤلفها قبل أن تنتهى ساعاته الثلاث.

ومن أبرز توصيات الكاتب، الفصل بين العمل المهم العاجل والعمل الذى يمكن تأجيله، معتبرًا أن هذه الطريقة كانت وسيلة العظماء أيضًا فى إنجاز أعمالهم، وكان الكثيرون منهم يقسمون اليوم إلى فترة عمل حقيقى مثل «التأليف أو الرسم»، ويخصصون وقتًا آخر لـ«الرد على الرسائل أو المكالمات».

وتابع: «قد يلجأ البعض إلى العمل العادى عندما لا يسير العمل الحقيقى العاجل على ما يرام»، مشيرًا إلى أن العباقرة كان لديهم ما وصفه بعادة التوقف، عندما يكونون على عجلة من أمرهم، وليس عندما يكونون عالقين فى أمر ما».

واستشهد بقول الكاتب المسرحى الأمريكى الشهير آرثر ميلر، «أنا لا أؤمن بتجفيف الخزان، لا أؤمن بالنهوض عن الآلة الكاتبة، بينما لا يزال لدى ما أقوله».

وكان الكثير من العباقرة يفضلون الكتابة وإنجاز المهام فى الصباح، ويتوقفون لتناول الغداء وقضاء ساعة أو ساعتين فى الرد على الرسائل، والتوقف عن العمل بنحو ساعتين أو ٣ ساعات، وقد كتب عن ذلك عالم النفس السويسرى كارل يونج، قائلًا: «لقد أدركت أن الشخص الذى يشعر بالتعب ويحتاج إلى الراحة، ويواصل العمل بنفس الطريقة، أحمق».

كما نصح بأن يكون هناك شريك داعم فى حياة كل عبقرى، ليواصل أعماله على أحسن وجه، وضرب بعض الأمثلة لشركاء داعمين لبعض عباقرة التاريخ، مثل مارثا فرويد، زوجة العالم سيجموند فرويد التى كانت تنسق ملابسه، وتختار مناديله، وتضع معجون الأسنان على فرشاة أسنانه لمساعدته، وزوجة الشهير جوستاف مالر التى دعمت حبيبها برشوة الجيران بتذاكر الأوبرا، لإبقاء كلابهم هادئة أثناء الفترة التى يقضيها فى التأليف.