رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فصول من حياة عزيز عيد.. أبوالمسرح المصرى

اكتشف زكى طليمات.. وتبنى فاطمة رشدى واستعان بـ«منيرة المهدية»

«المؤيد» وصفته بأنه «مثال للبراعة فى التمثيل الطبيعى البعيد عن التصنع»

أول مخرج استعان بالممثلة المصرية والديكور على خشبة المسرح

فرقته ضمت نجيب الريحانى واستيفان روستى وحسن فايق وحسين رياض

بمناسبة حلول الذكرى الثمانين لعزيز عيد، وبمناسبة تكريمه بإطلاق اسمه على الدورة الـ١٥ للمهرجان القومى للمسرح.. وتقديم عرض الافتتاح عنه باسم «عزيز عينى» إخراج عصام السيد الذى أثار إعجابًا وجدلًا بين جمهور وفنانى المسرح، بهذه المناسبة يخص الدكتور سيد على إسماعيل «أحد أهم مؤرخى المسرح المصرى» جريدة «الدستور» بمقاله عن عزيز عيد وتاريخه. 

فى ٢٨ أغسطس الجارى يستقبل المسرحيون الذكرى الثمانين لوفاة «عزيز عيد» عام ١٩٤٢، ويجب علىّ أن أقرّ أننا لا نعرف بعد تاريخ هذا الفنان، ولا تفاصيل عمله، ولا قيمة ما قام به مسرحيًا، فكل ما كُتب عنه حتى الآن عبارة عن عناوين عامة سمعناها أو قرأناها فى كتيب يتيم كتبته فاطمة رشدى، ليست به إلا قشور ومشاعر من زوجة تجاه زوجها! أما العمل الفنى الذى قدمه الفنان القدير عصام السيد فى افتتاح المهرجان القومى هذا العام، فبطبيعة الحال لا يعكس حقيقة عزيز عيد التاريخية والفنية، بقدر ما عكس رؤية مخرج لمخرج آخر لم يأخذ حقه من التكريم والتقدير.

منذ عامين كتبت عن عزيز عيد دراسة بعنوان «عزيز عيد رائد الفرق المسرحية الكوميدية فى مصر» ونشرتها فى مجلة «المسرح» المصرية، فلجأ إليها باحث وقال لى: إنها الدراسة الوحيدة الجادة عن عزيز عيد، التى لم تعتمد على كتيب «الفنان عزيز عيد» لفاطمة رشدى، المنشور فى سلسلة «المكتبة الثقافية» فى أوائل السبعينيات. لذلك يجب علينا كتابة تاريخ عزيز عيد بصورة حقيقية موثقة، دون الاعتماد على المذكرات وما فيها من مشاعر.

فعزيز عيد- خلافًا لكونه مخرجًا قديرًا- كان ممثلًا بارعًا، وهو أول من وضع الممثلة المصرية على خشبة المسرح، وهو من أوائل من جسدوا الديكور على خشبة المسرح. كما أن نهايته لم تكن غريبة كما صورها البعض، فهو فنان مثله مثل جميع الفنانين، تعرض لفترات تألق وفترات ذبول، ورغم أن موته كان فجائيًا ومأساويًا بعد انتهاء يوم عمل فى صالات عماد الدين، إلا أنه كتب قبل وفاته بيومين تقريرًا عن نهضة المسرح فى مصر.

وهناك إشارات عديدة على نوايا المسئولين بتكريم عزيز عيد بعد وفاته، ويحتاج الأمر إلى بحث دقيق لنقف على حقيقة هذه التكريمات، فهل حقًا تم تكريمه فى أكتوبر ١٩٤٢ بدار الأوبرا الملكية برئاسة شرفية لوزير الشئون الاجتماعية؟! وهل أقامت نقابة المسرح والسينما تكريمًا له عام ١٩٤٧ برئاسة النقيب الممثل أحمد علام؟! وهل نفذت مراقبة الفنون الجميلة ما قررته عام ١٩٥٣ بإحياء ذكراه بوضع لوحة تذكارية عنه فى مدخل دار الأوبرا المصرية؟! وهل كرمته نقابة الممثلين عام ١٩٥٤، عندما ألفت لجنة لتخليد ذكراه مع إصدار كتاب بعنوان «مسرح عزيز عيد»؟! هذا كله يحتاج إلى بحث ونبش وصبر لتأريخه وتوثيقه، لتصدر مصر كتابًا يليق بمخرجها العظيم «عزيز عيد»، وكم كنت أتمنى أن تفكر إدارة المهرجان القومى للمسرح المصرى فى إصدار يحمل اسم «عزيز عيد» ويحقق تاريخه، وسأحاول فى السطور القادمة أن أقدم لك عزيزى القارئ تعريفًا مكثفًا بعزيز عيد، ربما يكون بداية لعمل بحثى، يقوم به باحث جاد صبور ينجح فى كتابة تاريخ عملاق الإخراج المسرحى عزيز عيد.

اسمه «عزيز يوسف جرجس عيد»، وعندما أسلم أطلق على نفسه اسم «محمد المهدى»، وهو مولود عام ١٨٨٤، وأراد أن يندمج فى التمثيل ففشل فى القاهرة وفى الإسكندرية. فلم ييأس، حيث ضمه إسكندر فرح إلى فرقته عام ١٩٠٥، حتى أصبح من أهم ممثلى الفرقة، حيث شارك فى مسرحيات «العواطف الشريفة، والانتقام الدموى، والملك المتلاهى».

وفى عام ١٩٠٧ قام عزيز عيد بتكوين أول فرقة مسرحية خاصة به، بالاشتراك مع سليمان الحداد، وبعض أفراد فرقة إسكندر فرح، وأعلنت جريدة «المقطم» عن هذا الحدث الفنى قائلة: «تمثل رواية (مباغتات الطلاق) فى دار التمثيل العربى غدًا مساء، وهى كوميديا ذات ثلاثة فصول مطولة. أدبية جديدة لم تمثل قبلًا، عرّبها حضرة الأديب عزيز عيد، وهى تظهر العوائد العصرية الباريزية، وتبدأ بفصل طرب وغناء وتختم بخطب شائقة، فنحث الجمهور على حضورها».

وهكذا ظهرت فرقة عزيز عيد، كأول فرقة مسرحية كوميدية، تخصصت فى تمثيل الفودفيلات، ومن أهم عروضها «الابن الخارق للطبيعة، والماسون، والملك يلهو، والكابورال سيمون، والبرج الهائل». وبجانب هذه العروض، كانت الفرقة تقدم الصور المتحركة «السينماتوجراف»، والفصول المضحكة من أحمد فهيم الفار. وهذه الأعمال كانت تعرض على مسارح شارع عبدالعزيز ودار التمثيل العربى وتياترو عدن الجديد بشارع قنطرة الدكة بالقاهرة، ومن أبرز الممثلين: أمين عطاالله، ونجيب الريحانى.

وفى مايو ١٩١٠، بدأ اسم عزيز عيد يتردد فى الساحة الفنية، عندما انضم إلى شركة التمثيل العربى ممثلًا ومخرجًا، وهى النواة الأولى لفرقة أولاد عكاشة، فأخرج ومثّل عزيز عيد لهذه الشركة مجموعة من المسرحيات، منها: «صلاح الدين الأيوبى، والبرج الهائل أو الأم المجرمة، وتسبا، والكابورال سيمون، وتليماك». وفى يونيو ١٩١١، ظهر «الجوق العربى الجديد»، وهو جوق تألف من ممثلى فرقتى عكاشة وسلامة حجازى، ولكنه لم يستمر طويلًا. وهذا الجوق انضم إليه عزيز عيد كممثل، حيث شارك فى عروضه المسرحية، ومنها: «روميو وجولييت، والكابورال سيمون»، وقالت جريدة «المؤيد» فى يونيو عن دوره فى مسرحية «الكابورال سيمون»: «... ما أظن أن براعة الممثلين الأوروبيين تزيد كثيرًا على براعة الممثل العربى عزيز عيد فى تمثيل دور الأخرس. فقد كان فى تشنج أعضائه واختلال أعصاب نطقه عندما أُهين فى شرفه، وحركاته وإشاراته الناطقة وانحلال عقدة لسانه حينما فاجأه منظر انتحار ولده، مثال للبراعة الفائقة فى التمثيل الطبيعى البعيد عن التكلف والتصنّع».

فى هذه الفترة عاد جورج أبيض من دراسته فى فرنسا، وبدأ فى تكوين فرقته المسرحية العربية عام ١٩١٢، فضم إليها نخبة من الممثلين، كان على رأسهم عزيز عيد، الذى مثّل وأخرج مجموعة من المسرحيات، منها: «أوديب الملك، ولويس الحادى عشر، وعطيل، والكابورال سيمون، والأحدب، والإفريقية». وفى منتصف ١٩١٣، كوّن عزيز عيد فرقته المسرحية الكوميدية الثانية، التى أعاد من خلالها تمثيل مسرحياته الفودفيلية السابقة، ومنها «ضرب المقرعة، وليلة الزفاف». وللأسف لم تستمر هذه الفرقة طويلًا. وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، كوّن عزيز فرقته الكوميدية الثالثة فى منتصف عام ١٩١٥، وكان من أبرز ممثليها نجيب الريحانى، وأمين عطاالله، ومحمد صادق، وروز اليوسف. وقد أطلق عزيز عيد على هذه الفرقة، التى تخصصت فى تمثيل الفودفيل «جوق الكوميدى العربى». وكان أول عرض لها مسرحية «خلى بالك من إميلى»، تأليف جورج فيدو، وتعريب أمين صدقى، وقدمت على مسرح برنتانيا. 

بعد ذلك استمرت فرقة عزيز عيد فى تمثيل المسرحيات الفودفيلية، ولكنها لم تلق الإقبال الجماهيرى، فانتقلت الفرقة إلى مسرح الشانزليزيه بالفجالة، وخفضت أسعار الدخول إلى خمسة قروش، وعرضت مجموعة كبيرة من مسرحياتها مثل: «الابن الخارق للطبيعة، ومباغتات الطلاق، وخلى بالك من إميلى، وضربة المقرعة، وليلة الزفاف، وعندك حاجة تبلغ عنها، وإديله فى زمبيله». وبالرغم من ذلك لم يقبل الجمهور بالصورة المطلوبة على هذه العروض، فأقنع عزيز عيد المطربة «منيرة المهدية»، بالانضمام إلى فرقته لتقوم بالغناء أثناء التمثيل، وبالفعل وافقت منيرة على ذلك، ووقفت لأول مرة على خشبة مسرح برنتانيا يوم ٢٦/٨/١٩١٥، لتنشد أغانى مسرحية «صلاح الدين الأيوبى». وبعد أيام انفصلت منيرة عن عزيز عيد، وكوّنت فرقتها المسرحية الغنائية الخاصة، فكسدت بضاعة فرقة عزيز، وفشل انضمامها إلى فرقة أولاد عكاشة، عندما مثلت الفرقة العروض الفودفيلية فتم حلّ الانضمام.

استطاع عزيز أن يتخطى أزمة سخط الجمهور على عروضه الفودفيلية، بتقديمه مسرحية اجتماعية انتقادية، هى «القرية الحمراء» تأليف أمين صدقى، وكانت من تمثيل عزيز عيد ونجيب الريحانى ومحمد بهجت وفاطمة رشدى، التى مثلت لأول مرة فى هذه المسرحية، بعد أن تبناها فنيًا عزيز عيد. ثم استكملت الفرقة موسمها بمسرح برنتانيا، وذلك بإعادة مسرحياتها الفودفيلية والكوميدية، بعد حذف العبارات والمواقف المثيرة للغرائز، وبعد إجراء تعديلات طالب بها النقاد والجمهور. ومن أهم هذه العروض: «يا ستى ما تمشيش كده عريانة، وبسلامته ما دخلش دنيا، وعيشة المقامر، والشاعر جرنجوار، والكابورال سيمون».

ومع بداية الموسم التالى بدأ عزيز عيد وفرقته- بعد انفصال نجيب الريحانى وأمين صدقى- فى تمثيل مجموعة من المسرحيات الكوميدية الفودفيلية، المعتمدة على الإثارة الإعلانية، خصوصًا فى أسماء المسرحيات! وفى فبراير ١٩١٧، انتقلت فرقة عزيز إلى تياترو الأبيه دى روز بشارع الألفى، وبدأت عرض مجموعة كبيرة من المسرحيات الكوميدية والفودفيلية، منها: «أم أربعة وأربعين، ودخول الحمام مش زى خروجه، وعقبال البكارى». 

ومن الملاحظ أن عزيز عيد بعد انسحاب أمين صدقى من فرقته، استعان بمجموعة من الكُتّاب أمثال إبراهيم رمزى وعبدالحليم دلاور، لكتابة نصوص كوميدية وفودفيلية، تمد فرقته بالنصوص بصورة مستمرة. ولعل عقد الاتفاق الذى تمّ فى فبراير ١٩١٧، بين عزيز عيد ومحمد لطفى جمعة المؤلف المسرحى، يؤكد لنا مدى اهتمام عزيز بالنصوص الكوميدية! ورغم ذلك لازم الحظ العاثر عزيز عيد فحلّ فرقته الكوميدية الثالثة، وانضم فى أغسطس ١٩١٧ إلى فرقة جورج أبيض ممثلًا ومخرجًا، فشارك فى تمثيل وإخراج مجموعة كبيرة من المسرحيات، منها: «الممثل كين، وفى سبيل الوطن، ودخول الحمام مش زى خروجه، ومدام سان جين، ولويس الحادى عشر، والساحرة أو ثريا العربية، وثارات العرب، وتيمورلنك، والعثرة الأولى، وشارل السادس، والشعلة».

وفى صيف عام ١٩١٨، ألف عزيز عيد فرقته الكوميدية الرابعة، وبدأ عروضه الفودفيلية على مسرح «كافيه ريش» بالإسكندرية، فقدم مجموعة كبيرة من المسرحيات منها: «خلى مراتى أمانة عندك أو خليهالى أمانة عندك، وزى ما انت راسى، وخلى بالك من إميلى، وليلة الدخلة، ويا ستى ما تمشيش كده عريانة، وبسلامته ما دخلش دنيا، وعندك حاجة تبلغ عنها». وهذه العروض قام بتمثيلها أفراد الفرقة، أمثال: روز اليوسف، محمد عبدالقدوس، محمود رضا، حسين رياض، محمد صادق، أحمد ثابت، محمد إبراهيم، نجيب فهمى، حسين المليجى، السيدة سعاد، فكتوريا ليفى، وكانت فاطمة قدرى تقدم الأغانى بين الفصول. وفى فبراير ١٩١٩ أعلنت جريدة «مصر» عن تكوين فرقة عزيز عيد الكوميدية الخامسة، قائلة: «تتشرف إدارة كازينو ديباريز أن تعلن للجمهور عن استئناف التمثيل الفرنساوى العربى، الذى كان قد أوقف مؤقتًا لظروف طرأت. وقد تشكل الجوق الجديد تحت إدارة الكوميدى الشهير والبطل الفنى العظيم الأستاذ عزيز عيد، المعروف بسلامة ذوقه وكفاءته الفنية. وسيفتتح تمثيله برواية (حنجل بوبو) الأوبرا كوميك الجديدة، من نوع الفرانكو أراب ذات الثلاثة فصول. وقد قام بتأليف هذه الرواية كبار رجال الفن وأساتذة الموسيقى، وما ابتدع فيها من المناظر والمواقف المدهشة والانتقادات الأدبية الراقية. ومما لا شك أنها ستحدث انقلابًا كليًا فى نوع الكوميدى الفرنساوى العربى، وسيرى جمهورنا الفاضل التقدم الكبير الذى وصل إليه هذا النوع الجديد. فهلموا بتشريفنا وعضدوا أكبر جوق ظهر على المسارح للآن».

ويقول عزيز عيد عن هذا العرض: «كانت ليلة الافتتاح أثناء الحرب الأولى، وفى لحظات وبسرعة اكتظت ليلة العرض بالمشاهدين وأغلبهم جنود إنجليز وقليل من شعبنا وليلتها لم تسع الفرحة مدام مارسيل، فالمكاسب الضخمة تنهال على خزينتها، ولكن لم تستمر الحال طويلًا. هاجت شرذمة من الإنجليز لعدم فهمهم اللغة العربية التى نقدم بها العمل، ماج الجمهور وأحضروا سلة ضخمة فيها بيض فاسد وطماطم عفنة وانهالوا علينا بها، وضربوا الفرقة والممثلين والفنيين. المهم أن الفرقة لم تلق النجاح الذى كنا نتوقعه وفشلنا. وذهبت فى الصباح إلى المسرح كالمعتاد فوجدت الحارس واقفًا وبجواره آخر، وأردت الدخول فمنعانى ورميا ملابس التمثيل فى وجهى وقالا: اخرج ولا نريد رؤيتك ثانية».

وهكذا توقفت فرقة عزيز عيد الكوميدية الخامسة يوم مولدها، ليقوم بتكوين فرقته الكوميدية السادسة فى مايو ١٩٢١، التى قامت بإعادة تمثيل المسرحيات الفودفيلية السابقة بكازينو دى بارى، وبعد شهر قام عزيز باقتباس وإخراج مسرحية «شهرزاد» لفرقة الشيخ سيد درويش، وبعد أيام كوّن عزيز فرقته الكوميدية السابعة، وبدأ فى إعادة عروضه الكوميدية والفودفيلية فى منتصف سبتمبر ١٩٢١، على مسرح الإجبسيانة، وبعد أيام يقوم عزيز بحلّ فرقته، وينضم ممثلًا إلى فرقة حافظ نجيب، فيشترك فى تمثيل مسرحية «البلياتشو»!.

وأخيرًا تم لعزيز عيد الاستقرار الفنى فى ظل يوسف وهبى وفرقته رمسيس طوال أربعة أعوام منذ عام ١٩٢٣ إلى عام ١٩٢٧. وفى هذه الفترة شارك عزيز عيد فى تعريب وإخراج وتمثيل مجموعة كبيرة من مسرحيات فرقة رمسيس، وأيضًا فرقة جورج أبيض عندما انضمت إلى رمسيس، ومن هذه المسرحيات: «المجنون، الشياطين السود، الأنانية، غادة الكاميليا، لوكاندة الأنس، بلانشت، استقلال المرأة، النائب هالير، المرحوم، سيرانو ديبرجراك، الممثل كين، هاملت، جوزيت، صرخة الألم، طاحونة سفاريا، مارك أنطوان وكليوباترا، المرأة المقنعة، الأب ليبونار، لويس الحادى عشر، لزقة إنجليزى، القناع الأزرق، الذهب، أرسين لوبين، المستر فو، الذئاب، الطاغية، وراء الهيملايا، القاتل، حانة مكسيم، البئر، كاترين ديمدسيس، الشرف، الرئيسة، توسكا، البؤساء، الإغراء، الكونت دى مونت كريستو، المجرم، مستشفى المجانين، صاحب البيت، الصحراء، الرعاع، الجبار، تحت العلم، أحدب نوتردام دى بارى، أستاذ اللطافة، كرسى الاعتراف، الشرق والغرب، الوحوش، العقاب، الحقد، المركيز ديبريولا، جمهورية المجرمين، النسر الصغير». فى أبريل ١٩٢٧ انفصل عزيز عيد وزوجته فاطمة رشدى عن فرقة رمسيس، وكون الزوجان فرقة «فاطمة رشدى المسرحية»، وكان عزيز عيد المدير الفنى والممثل الأول بها حتى أوائل عام ١٩٣٣، ومن أهم مسرحياته: «الحب، غادة الكاميليا، غادة أنقرة، مانون ليسكو، الوطن، الساحرة، روى بلاس، راباجاس، الإمبراطور، السلطان عبدالحميد، الدكتور، يوليوس قيصر، كن الزيزفون، لوكاندة الأنس، تيودورا، هاملت، إبراهيم باشا، الفاجعة، نابليون، زليخا، البعث، ليلة من ألف ليلة، العباسة أخت الرشيد، فاطمة، سميراميس، عقيلة، الزوجة العذراء، أميرة الأندلس، توتو، مجنون ليلى، مصرع كليوباترا».

وفى نهاية عام ١٩٣٥، كوّنت الحكومة الفرقة القومية المصرية فكان عزيز عيد مخرجًا وممثلًا فيها، ومن أهم مسرحياته: «الملك لير، مجرم، سافو، المعجزة، الشعلة المقدسة، اليتيمة، اللهب، شمشون ودليلة، الخطاب، الفتاة المسترجلة». وفى مارس ١٩٣٧، استقال عزيز من الفرقة بعد مشاكل عديدة!. 

وبعد مرور عام، كوّن عزيز عيد فرقته المسرحية التاسعة والأخيرة، والتى قالت عنها مجلة «المصور» فى فبراير ١٩٣٩: «افتتحت فرقة عزيز عيد عملها ليلة العيد فى دار التمثيل العربى، بتمثيل رواية (الأستاذ كيكا). وهى قطعة مصرية من النوع الفكاهى الراقى، تحلل بعض العيوب الخلقية تحليلًا ساخرًا طريفًا. وتتلخص الرواية فى أن رجلًا متعلمًا أراد أن يكون مدير مصانع ضخمة، فتحبب إلى العمال حتى أحبوه فتزعمهم، وأخذ يتكلم باسمهم ويوهمهم بأنه يدافع عن حقوقهم بالخطب والمقالات، واختار لنفسه شريكين أحدهما فتوة والآخر رجل جاهل يحسن التملق. وأخيرًا صار مديرًا للشركة فتنكر لعمالها وأخذ أعمالها هو وصاحباه الجاهلان. فى هذه الرواية تتابع المواقف المستمدة من صميم الحياة المصرية الراهنة ممزوجة بالفكاهة المثيرة للضحك الكثير، ولا غرابة فى ذلك ما دام الأستاذ كيكا هو الأستاذ عزيز عيد وشريكه المتملق هو مختار عثمان، وصاحبه الفتوة هو عبدالعزيز خليل، ومدير الشركة الذى حل محله كيكا هو استيفان روستى». وبعد أيام قليلة، حلّ عزيز فرقته كما هى العادة، وانضم إلى فرقة فاطمة رشدى، التى أحيت موسمًا صيفيًا بكازينو مونت كارلو بالشاطبى بالإسكندرية فى مايو ١٩٣٩. حيث قدمت الفرقة بعض المسرحيات الكوميدية الخفيفة، بجانب مجموعة من الاسكتشات والاستعراضات، على غرار بروجرامات الصالات. ومن مسرحياتها: «بهجة أحلامه، شحرور بك، ناكر ونكير، دبو، الكدابة، الوصى، الشايب، المعلم حنفى، ميت صبابة». ومن اسكتشاتها: «هونولولو، سانسانيا، نادى الألعاب، طوخ أوتيل، السندباد القبلى، عزرائيل فى إجازة، ناظرة المحطة». ومن استعراضاتها: «بنت النيل، الأحلام، رقصة العرب». وبعد انتهاء موسم الصيف، انضم عزيز عيد إلى صالة ببا عزالدين، حيث أخرج لها أغلب أعمالها الفنية طوال موسم ١٩٣٩-١٩٤٠. ومن هذه الأعمال، مسرحيات: «كعبور أفندى، جمرك القنطرة، حرامى الأرستقراط، تدبير منزلى، الدنيا حظوظ، محطة العواطلية، عندك، قلم الطرود، دقن الباشا، أما ورطة». واسكـتشات: «دار الكـتب، تمثيل فى الهواء الطلـق، أرباب الـفن، فلاحة من أكسفورد، التسعيرة». واستعراضات: «ملكة الزهور، غرام الأمير، اضحك للدنيا، بلابل إسبانيا، مقالب إبليس، درس فى التاريخ، الحب العسكرى، فتاة الأندلس. وغاب الحبيب، النمر المقدس، أفتكرك».

بعد هذا الموسم، ترك عزيز صالة ببا، وسافر مع فاطمة رشدى إلى السودان فى رحلة فنية قصيرة، قدم فيها آخر مجهوداته الفنية، وعندما عاد أصابه المرض، وظل طريح الفراش فترة من الوقت، حتى لقى ربه فى ٢٨ أغسطس ١٩٤٢ بعد أن خدم الفن أكثر من أربعين سنة، كوّن خلالها تسع فرق مسرحية كوميدية، ضمت نوابغ الفن فى حينها، أمثال: «أحمد ثابت، أحمد حافظ، أحمد فهيم، استيفان روستى، أمين عطاالله، حسن فايق، حسين المليجى، حسين رياض، روز اليوسف، زاهية لطفى، زكى طليمات، سعاد، سليمان الحداد، عبدالعزيز خليل، عبدالمجيد شكرى، فاطمة رشدى، فاطمة قدرى، فكتوريا ليفى، لطيفة أمين، محمد إبراهيم، محمد بهجت، محمد صادق، محمد عبدالقدوس، محمود رضا، محمود فهمى، مختار عثمان، نجيب الريحانى، نجيب فهمى».