رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سامح محجوب الفائز بجائزة أثير للشعر العربى: قصيدتى مانيفستو للكتابة

سامح محجوب
سامح محجوب

حاز الشاعر سامح محجوب، مؤخرًا، جائزة أثير للشاعر العربي عن قصيدته "أكتب كي أهزمَ موتي" التي تقدمها مؤسسة أثير الثقافية بسلطنة عمان، وشارك فى المسابقة التي تقام سنويًا، والتي طرحت الإنسانية كموضوع للقصائد المشاركة، أكثر من 400 شاعر من كل الدول العربية.

وقال محجوب، لـ"الدستور" إن قصيدته تطرح فعل الكتابة كهاجسٍ وهَمٍّ إنساني والنص كمانيفستو إنساني يجب أن يغيّر العالم إلى الأفضل 

وسامح يعدّ من الأصوات الشعرية المتفردة في الشعر العربي المعاصر، أصدر عدة مجموعات شعرية منها:

 "لا شىء يساوي حزن النهر" 

"الحفر بيد واحدة" 

 "مجاز الماء" 

"امرأة مفخخة بالياسمين.. ينتظرها عاشق أعزل" 

 " يفسر للريح أسفارها" 

وشارك محجوب في العديد من المهرجانات الشعرية والمنتديات الأدبية العربية، كما حصل على العديد من الجوائز في الشعر وترجمت أشعاره لأكثر من لغة، كما طرحت العديد من الرسائل الجامعية كمادة للبحث العلمي.

 (أَكتُبُ كي أَهزمَ مَوتِي).

أَكتُبُ كي أتحرَّرَ من عُقَدي.. 

كي أترُكَ فوقَ شِفاهِ النهرِ 

سُؤالاً إشكاليًّا..

لنبيٍّ يأتي مِنْ بَعْدِي 

يجلسُ في مقهى البحر.. 

ويُوَقِّعُ بِاسْمي

فوقَ شِفاهِ حبيبتِهِ الريفيةْ

أكتبُ كي لا يحزَنَ عِشقٌ في مقهى.. 

إن نَفِدَ النَّصّ

أكتبُ 

كي أفتحَ بابَ الجنَّةِ 

للمَرَدَةِ والأوباش

أصحابِ الياقاتِ الزرقاء..

المعجونينَ بماءِ العصيانْ

أعرِفُ أنَّ اللهَ جميلٌ..

ولهذا 

أفتحُ بابَ الجنةِ

دونَ استئذانْ

أكتبُ 

كي أُبصرَني..

في عتمةِ ذاتي شىءٌ لا أعرِفُهُ.. 

لا يعرفُني.. 

نتداخلُ كُلَّ صباحٍ 

ثُمَّ نعودُ اثنين..

يَجمعُنا عِشقُ امرأةٍ لا تَعشَقُ أحدًا إِلاَّها.. 

ما أفدحَ أن يتسوَّلَ إنسانٌ 

ظِلَّه!!

أَكْتُبُ 

كَي تَسْمعَنِي كُلُّ حَبِيبَاتِي 

اللائي أثْكلْنَ فُؤَادِي..

كي يُصْبِحْنَ قَصِيدةَ عِشْقٍ..

فِي دَفْترِيَ الأزْرَق

قَفَزَ الزّمنُ سَرِيعًا 

فَوْقَ جِدَارِي..

وَانْتَصَفَ الْوَقْتُ

لَكِنِّي مَازِلْتُ هُنَاكْ 

أنْتَظِرُ قَصِيدةَ شِعْرٍ..

نَفِدَ الغيمُ ولم تبرقْ

أكتبُ 

كي أُرضي شَبَقَ النَّصّ.. 

ثَمَّةَ أُنثى تقتحمُ الآن سَريري: 

أنتَ غبيٌّ يا هذا

قالتْ وأصابعيَ العَشْرُ 

تجوسُ برفقٍ في الخصرِ:

لا تنظرْ حولَكَ في معنى واضح

قُلْ للشَّمسِ: صباحُ الخير

ولنفسِكَ في المرآة..

ما أقبحَنِي! 

العالمُ أجملُ من لغةٍ 

لا تشعُرُ بحنينِ امرأةٍ لفتاها الأوَّل

أَكتُبُ..

كي لا يَقتُلَ قابيلٌ آخَرُ 

هابيلاً آخَر 

كي يتَّسِعَ العالمُ

للأبيضِ والأسْوَد

اضرب بجناحِكَ في الأرضِ..

كي تَخرُجَ كَلِمَة

خلِّصْ رُوحكَ من جسدِكَ..

كي تُصبحَ كلمة

من ذاتِك فِرَّ..

كي تَنْفذَ كلمة

قُل لفتاتِكَ 

قبلَ رُكوبِ البحرِ

أُحِبُّكِ..

كي تحزنَ كلمة

كُنْ كلمة..

كي تُبصِر

أكتبُ 

كي أهزمَ موتي..

أصحابي الـمُتَّسخِونَ

بِضوضاءِ العقلِ..

مازالوا ينتظِرونَ الوحيَ..

تحتَ سماءِ الآلهةِ الوهميين

لا قدسيةَ لملاكٍ

لَم تمسسْه العاداتُ السِّرِّيَّةُ

لا قدسيةَ للمعنى الواحد

قالت سلمى:

لا تعشقْ غيري..

أنا ياءُ قصيدتِكَ الأُولى

دمعتُك الواقفةُ على الطُّرقات

أنا شاهِدُ قبرِكَ..

أَسقِي صُبَّارَكَ مِن نهديّ..

وأدلُّ عليكَ الأسطورةَ

قبلَ الطُّوفانْ