رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هشام عباس: مهرجان «القلعة» تظاهرة فنية ثقافية.. وأتمنى عودة «حصص الموسيقى» (حوار)

هشام عباس
هشام عباس

أحد أبرز نجوم التسعينيات، ارتبط الجمهور بألبوماته وأغنياته منذ فترة طويلة، ونشأت أجيال كثيرة على سماعها، لذا لم يكن غريبًا أن يحقق نجاحًا كبيرًا للغاية فى حفل افتتاح الدورة الـ٣٠ من مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.

هو النجم هشام عباس، الذى عبّر، فى حواره التالى مع «الدستور»، عن سعادته بالمشاركة المستمرة فى حفلات وفعاليات دار الأوبرا المصرية، وحبه للتواجد الدائم بين جمهورها، خاصة أنه جمهور يبحث عن الفن الجاد والطرب الأصيل، ويأتى من مختلف المحافظات. وكشف عن طرح ألبومه الغنائى الجديد فى أكتوبر المقبل، الذى يتعاون فيه مع عدد كبير من الشعراء والملحنين والموزعين.

■ بداية.. ما سر حرصك الدائم على المشاركة فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء؟

- اعتدت على المشاركة به بالفعل، وفخور وسعيد جدًا بالمشاركة فى مهرجان «القلعة» العريق فنيًا وثقافيًا وحضاريًا وتاريخيًا، ولقاء جمهوره الغفير الذى يتسم بالبساطة، لذا بدأت منذ فترة بحماسة مع فرقتى الإعداد لهذه المشاركة، لكى أجعلها مميزة وعلى قدر مسئولية أهمية المهرجان.

والحمد لله الحفل رفع شعار «كامل العدد»، وكنت فى غاية السعادة بتفاعل الجمهور معى فى الحفل بشكل كبير، ورسم الابتسامة على وجوه الصغير والكبير، خاصة أن نسبة كبيرة منهم يأتون من المحافظات للاستمتاع ولقاء نجومهم المفضلين من أعلى المنابر الثقافية والحضارية. 

■ ما الذى يميز هذا المهرجان وجمهوره عن غيره؟

- أشياء كثيرة، أبرزها سعر التذكرة الرمزى، ولهفة الجمهور البسيط الذى يبحث عن الفن الجاد والطرب الأصيل، كما أن المهرجان يوحد الصفوف العربية بمشاركة نخبة من كبار النجوم العرب، أمثال نوال الزغبى ولينا شاماميان، إلى جانب الفرق الدولية.

لذا يعتبر مهرجان القلعة تظاهرة فنية ثقافية وملتقى للفن العربى، يجمع الأشقاء من مختلف البلدان، ويبعث رسالة للعالم كله بأن مصر أم الدنيا، كما أنه يحقق للمطرب التواصل مع الجمهور من أعلى المنصات الحضارية والفنية فى العالم العربى. أما جمهور المهرجان فهو يأتى خصيصًا كى يستمتع بالفن الراقى، الذى أصبح عملة نادرة، نظرًا للشوائب التى حلّت على الساحة الغنائية مؤخرًا، وهذا ما يُحمّلنا مسئولية كبيرة للارتقاء به.

وهنا أريد توجيه الشكر لإدارة الأوبرا، برئاسة الدكتور مجدى صابر، والدكتور خالد داغر، على مجهوداتها الملموسة فى الحفاظ على الموروث الفنى طوال العام، بإقامة مهرجانات وفعاليات تتربع على عرش الفنون الجادة فى العالم العربى، فالتنظيم والعمل والنجاح إنجاز بمعنى الكلمة.

وسعدت كثيرًا بالدور الاجتماعى، واستضافة دار الأوبرا ٢٥ طفلًا من مستشفى «٥٧٣٥٧» وأسرهم يوميًا لحضور فعاليات المهرجان، للمساهمة فى تقديم الدعم النفسى لهم، وتشجيعهم على استكمال رحلة العلاج.

■ هل تقصد بـ«الشوائب التى حلّت على الساحة الغنائية مؤخرًا» ما يسمى «أغانى المهرجانات»؟

- لا أقصد ذلك تحديدًا.. أنا لست ضد «المهرجانات» أو أى نوع من الموسيقى بوجه عام، طالما له جمهور، أى لون غنائى أو ظاهرة لها جمهور هو أمر مطلوب، لكنى ضد الابتذال والكلمات البذيئة التى تقال أحيانًا، سواء فى «المهرجانات» أو أى لون آخر، وعلينا أن نعى ذلك، ونتصدى للفن الهابط بكل الطرق.

■ بوجه عام.. كيف ينظر هشام عباس لـ«أغانى المهرجانات»؟

- «أغانى المهرجانات» ظاهرة وشىء وارد، لكن أعتقد أنه فى النهاية لن يصح إلا الصحيح، وأنا لا معها ولا عليها، أنا مع الفن الحقيقى الذى تربينا وعشنا عليه وتأثرنا به، ونعمل من أجل الارتقاء والحفاظ عليه.

■ أشعلت حماس الجماهير بغناء «عينى» ذائعة الصيت فى التسعينيات، وحرصت على تقديم التحية لرفيق دربك الفنان حميد الشاعرى.. كيف كان مشواركما معًا؟

- حميد الشاعرى «عِشرة عمر» وأخ وصديق مقرب لا أستطيع التحدث عنه فى سطور، لكن تربطنا علاقة أخوة الحمد لله، وأعتبره من أهم المكاسب على المستويين الشخصى والمهنى، فقد قدمنا سويًا عددًا كبيرًا من الأغانى الناجحة والشهيرة، التى شكلت لونًا مختلفًا فى التسعينيات وعاشت مع الجمهور، وما زالت تحقق نفس قدر النجاح وتتماشى مع الأجيال الجديدة حتى الآن، مثلما وجدت فى الحفل.

وهنا وجبت التحية أيضًا للشاعر والملحن عنتر هلال، الذى كتب ولحن أغنية «عينى» ووزعها حميد الشاعرى، لنقدمها عام ١٩٩٧ من إنتاج شركة عالم الفن، وحصلنا خلال مشوارنا معًا على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، وما زلنا نقدم الجديد معًا، رفقة عِشرة العمر أيضًا مصطفى قمر، وآخرها أغنية «زحمة الأيام».

■ ما المعايير التى تحدد على أساسها جودة الأغنية؟

- تربيت أنا وجيلى على كلمات وألحان وأصوات عمالقة الطرب، مثل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ومحمد فوزى، والغناء للعظماء أفادنى كثيرًا وجعلنى أحترم فنى وجمهورى، لذلك أنتقى الألحان، وأبحث عن الكلمات التى تعيش مع الجمهور، وفى النهاية كل فنان يتمنى أن يكون له شكل غنائى خاص به، وهذا ما أسعى للحفاظ عليه دائمًا، وأبحث عن «المزيكا» الأفضل باستمرار.

■ ما الحل من وجهة نظرك للارتقاء بالذوق العام والحفاظ على الأغنية؟

- الجميع مسئول عن ذلك، فى إطار منظومة شاملة تضم المطرب والمنتج والموزع والملحن والإعلامى، وعلى كل فرد أن يؤدى دوره على أكمل وجه لتقديم منتج مميز، وكذلك الاهتمام بالتعليم على جميع المستويات.

لذلك أتمنى عودة الاهتمام بـ«حصص الموسيقى» فى المدارس من جديد، وإقامة مسرح فى كل مدرسة، لتنمية المواهب وتبنيها وتأسيس الأطفال منذ الصغر على أصول الموسيقى العربية والمسرحية، وتنمية تذوق الفن لديهم، علاوة على اهتمام المعلمين وعازفى الموسيقى بنقل الموروث الفنى للجيل الجديد، وقد لاحظت مؤخرًا سفر مدرسى الموسيقى إلى بلاد الخليج للعمل هناك، وهذا يثير استغرابى.

■ لوحظ مؤخرًا اهتمام نجوم الغناء بطرح الأغنيات على طريقة «السنجل».. كيف ترى ذلك؟

- العالم كله تقريبًا الآن يقدم أغنيات «السنجل»، ولى تجارب كثيرة ناجحة الحمد لله آخرها أغنية «معاه»، كلمات كيرو راجى، وألحان معتز أمين، وتوزيع موسيقى سيرجيو، ومن قبلها ألبومى «عامل ضجة» الذى طرحته فى ٢٠١٩، على طريقة الأغانى المنفردة «السنجل» أيضًا، إلى جانب أغانٍ كثيرة أُفضل طرحها «سنجل» على طريقة الـ«فيديو كليب».

وأصبحت هذه الأغانى فرصة رائعة للتواصل مع الجمهور فى الوقت الحالى، فالفنان يقدم كل فترة أغنية «سنجل»، يُذكِّر بها جمهوره ويثبت وجوده، و«السوشيال ميديا» منصة رائعة لنشر تلك الأعمال، لكن بالتأكيد فى نفس الوقت هذا لا يغنينى عن تقديم ألبوم غنائى لجمهورى من وقت إلى آخر، على الرغم من أن الألبوم أصبح مغامرة بالنسبة للبعض، ويأخذ وقتًا طويلًا لتجهيزه.

■ هل هذا يعنى أنك تحضر لألبوم جديد؟ 

- أعمل منذ فترة على تقديم ألبوم جديد لجمهورى، يضم العديد من الألوان الموسيقية، الرومانسى والمقسوم والهاوس والهيب هوب، ومن المقرر طرحه فى أكتوبر المقبل، على طريقة «السنجل»، ولم أستقر على اسمه النهائى حتى الآن، وأتعاون فيه مع مجموعة كبيرة من الشعراء والملحنين والموزعين، منهم أسامة عبدالمنعم، وعلى فتح الله، وعزيز الشافعى، وأمير طعيمة، ومعتز، وحسن دنيا، ومحمد رحيم، ومحمد يحيى. 

■ ما الصعوبات التى واجهها هشام عباس فى حياته؟

- مررت بصعوبات وتحديات كبيرة منذ صغرى وفى دراستى، كى أحقق أحلامى وأستطيع الموازنة بين عشق الغناء ودراستى الهندسة فى الجامعة الأمريكية، والحمد لله استطعت تحقيق ذلك، فقبل تخرجى فى الجامعة عقدتُ جلسة مع المنتج طارق الكاشف، وقدمت حينها أول ألبوماتى.

وأبرز الصعوبات التى واجهتنى فقدان وفراق الأحباب، وفى مقدمتهم والدتى الحبيبة، فقد أثّر هذا الرحيل فى مزاجى وتفكيرى، وتغيّرت حياتى كلها منذ فقدتها فى ٢٠١٩، لأنها المنبع للحب والمشاعر، والمحرك الأساس لفنى، فهى ملهمتى، وأعطتنى فائضًا من الحب والعاطفة والبهجة أترجمها فى أعمالى.

■ وماذا عن دورها فى اكتشاف موهبتك؟

- منذ نعومة أظافرى اكتشفت موهبتى وحرصت على تنميتها، وأتذكر حينها كنت فى الخامسة من عمرى، وكانت دائمًا تستمع إلى شرائط الكاسيت لـ«عبدالحليم»، وأنا كنت أعشق أن أسجل صوتى عليها، وفى يوم ما عندما كانت تستمع إليها وجدت تسجيلًا بصوتى وأنا أغنى «فدائى»، فتفاجأت هى وخالتى، ومن حينها كانتا تستمتعان بتمرينى وتنمية موهبتى على أغنيات عمالقة الطرب، بالإضافة إلى برامج «ماما فضيلة» الإذاعية.

■ تعشق الأعمال الدينية ودائمًا تحرص على تقديم الأدعية، وتميزت فى تقديم «أسماء الله الحسنى» بصوتك، حتى أصبحت علامة مسجلة فى افتتاح كل المناسبات.. مَنْ صاحب الفكرة؟

- أعشق تقديم الأدعية الدينية بالفعل، وأحرص على تقوية علاقتى والتقرب من الله، وفضل كبير من الله أن يكتب لى تقديم «أسماء الله الحسنى» بصوتى، وتكون علامة بارزة فى مشوارى، وهنا وجب التقدير لروح الموسيقار الراحل رياض الهمشرى، لأنه صاحب الفكرة، وتوقع نجاحها واستمرارها قبل التسجيل.

كيف حافظت على نجوميتك كل هذه السنوات؟

- أحب الاختلاف والتجديد دائمًا، ولا أحب القالب الواحد للشغل، وهذا موجود معى منذ بداياتى، فدائمًا أبحث عن الأفكار الجديدة فى الكلمات والألحان، وحتى التوزيع وطريقة الأداء، وفى كل مرحلة من مراحل مسيرتى حاولت استقطاب شريحة جديدة من الجمهور، مع مواكبة العصر ومحاولة تقديم موسيقى تتناسب مع أفكار الجيل الجديد، وأتصور أن هذا هو السبب الرئيسى لاستمرارى على الساحة، فلدىّ جمهور يحبنى من مختلف الأعمار.