رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على خلفية طعن سلمان رشدي..أمير تاج السر: ماذا لو غرس السكين في صدري؟

أمير تاج السر
أمير تاج السر

طُعن الكاتب والروائي سلمان رشدي في رقبته وهو بريطاني من أصل هندي كشميري على خشبة المسرح في ولاية نيويورك قبل إلقائه كلمة. واجه "رشدي" العديد من التهديدات بالقتل منذ كتابة روايته الرابعة "آيات شيطانية" عام (1988) حيث أثارت جدلًا كبيرًا واحتجاجات في عدة بلدان إسلامية.

على خلفية هذه الأحداث كتب الكاتب الروائي السوداني أمير تاج السر عبر صفحة التواصل الاجتماعي الفيس بوك" بمناسبة سكاكين الأدب، أذكر منذ خمسة عشر عاما، أن جاءني شخص لا أعرفه، كان نحيفا أسمر اللون وقد دخل غرفتي بصفته مريضا يبحث عن علاج، لكنه جلس صامتا لبرهة من دون أن يحكي عن مرضه كما اعتاد المرضى أن يفعلوا، تلك اللحظة انتبهت إلى  مغلف في يده ما لبث أن فتحه وأخرج منه مخطوطا متوسط الحجم لرواية قال إنها روايته الأولى، وقد أرسله لي أحد الصحفيين لأبدي رأيا فيها. 

وتابع تاج السر "كانت يده تهتز وهو يتحدث، وصوته خافتا جدا، بالكاد أسمعه، سألته إن كان قرأ لي شيئا، قال: سيرة الوجع، ثم صمت. أخذت منه المخطوط ووعدته بقراءته في أقرب وقت لكني نسيته في خزانة مكتبي، ومر أسبوعان هاتفني الرجل، سألني: هل قرأت؟، قلت: ليس بعد لكن سأقرأ، ولم أفعل بسبب الانشغال الشديد، بعد أسبوعين هاتفني مرة أخرى، وكرر السؤال وكررت الإجابة.

وأكمل تاج السر حديثه "بعد أسبوع آخر جاء الرجل، دخل كمريض عادي أيضا، لكنه أغلق الباب من الداخل، وأخرج من حقيبة صغيرة يحملها، سكينا كانت تلمع في ضوء الغرفة، لم تكن كبيرة جدا لكنها تكفي لذبح ثور، مررها أمام وجهي، وقال: سأمر عليك بعد أسبوع، وإن لم تقرأ، س.. ولوح بالسكين في وجهي. كان مضطربا بشدة، يضحك قليلا ثم تتيبس ملامحه، واتضح لي جليا، أنه يعاني من خطب نفسي، ربما انفصام في الشخصية. قمت بتهدئته برغم الخوف، ولم أبلغ أحدا، وتركت بعد ذلك كل مشاغلي وقرأت روايته التي كانت عن الهجرة، والتشرد والجوع في صحراء أفريقية، رواية لا بأس بها، كتبت له رأيي في صفحات عدة، سلمتها له مع المخطوط حين جاء، لكني لم أسمع عنه ولا عن تلك الرواية أبدا بعد ذلك.

وختم  تاج السر "الآن أتساءل: ماذا لو  كان غرس السكين في صدري؟

وأمير تاج السر طبيب وروائي سوداني يمت بصلة قرابة وثيقة للأديب السوداني المشهور الطيب صالح. نالت أعماله اهتماماً كبيراً في الأوساط الأدبية والنقدية، كما حققت شهرة عالمية، بعد ترجمة معظمها إلى الكثير من اللغات الحية منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية.وصلت روايته "صائد اليرقات"للقائمة القصيرة لجائزة بوكر العربية 2011م. ترجمت رواية العطر الفرنسي ُإلى الفرنسية حديثا، كما وصلت روايته زهور تأكلها النار إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2018م 

تاج السر