الكاتبة منال رضوان: الأفكار المتشددة تجد ضالتها دائمًا فى المجتمعات المنغلقة
علقت قالت الكاتبة منال رضوان على حادث طعن الكاتب سلمان رشدي، مؤكدة أن الخبر محزن جدًا وربما يحيل الذاكرة إلى حوادث اغتيال مشابهة، كاغتيال المفكر فرج فودة في الثامن من يونيو 1992 أو الحادث الأكثر تشابهًا مع واقعة اليوم وهو محاولة اغتيال الأديب العالمي نجيب محفوظ في أكتوبر من العام 1995.
وأضافت صاحبة كتاب “أنا عشتار”، في تصريحات خاصة لــ “الدستور”: واللافت للنظر أن الأمر كان قد تم بناء على تأييد تمثل في إقرار المؤسسة الدينية وقتها أو بعض هيئاتها لفتاوى الردة وتضامنها المعلن أو المستتر مع دعاوى الحسبة التي عانى منها الكثير من دعاة التنوير والتي تمثل اغتيالًا معنويًا لا يختلف كثيرًا عن قتل النفس، والأفكار المتشددة تجد ضالتها دائمًا في المجتمعات المنغلقة والجاهلة أو التي يراد لها ذلك، فتصبح تربة خصبة لزرع التعصب والجنوح إلى العنف؛ لأن مقاومة الفكر عن طريق العنف أيسر ما يكون على شخص مغيب خضع لعمليات منظمة من التعتيم والتجهيل وبات قفازًا أو دمية سليبة الفكر تتحرك وفق ما هو مخطط ومدروس وممنهج؛ لإفساد تلك المجتمعات وضمان وصولها إلى حالة من العجز والسقوط في براثن تخلفها عن بقية الدول، وفي مجتمعنا المصري ألا يمكننا أن نسأل:
- هل منع الموسيقى وإلغاء الأنشطة المسرحية والفنية في المدارس، قد ضمِن رفع شأن المجتمع أو حدث معه جودة في محتوى التعليم؟
وأردفت الكاتبة منال رضوان: ذلك لم يحدث بالطبع، بل على العكس؛ فذلك الكبت والتحريم والتجريم قد ساهم في إلقاء أولادنا إلى ذلك الجب المعتم، وازدادت معه موجات التطرف والغلو وأمسى كل جيل أكثر تطرفًا من سلفه، فأصبح من الطبيعي أن يتندر الشباب بأن (الفراعنة) - كما يطيب لهم أن يطلقون عليهم - كفرة ! وأن الفن حرام، والرياضة رجس من عمل الشيطان، والفكر مصير صاحبه جهنم وبئس المصير ... إلخ.
وشددت منال رضوان على: كي لا نطيل في شهادتنا، يمكننا أن نختصر ما نعانيه إلى ما قبل أربعة عقود، حيث تنامت التيارات المتشددة والتي حاربت الفن والفكر، ومن جهة أخرى باركت الأنظمة أو غضت طرفها عن بضاعة رديئة تقدم من الفن الهابط والفكر الغث، واستخدمت الأنظمة العالمية الكبرى ورقة الإسلاميين إبان ما يعرف بالحرب الباردة للعب بهم على طاولة زعامة العالم، فمولت ودعمت وساندت هؤلاء الذين بثوا سموم أفكارهم إلى مختلف الدول، حتى باتت السيطرة على ذلك الشيطان من أصعب ما يكون، وصرنا إلى ما نحن عليه.