التفكير الجاد يؤدي إلى تراكم المواد الكيميائية التي قد تعطل عمل الدماغ
يمكن أن يجعلك يوم العمل المليء بسلسلة من المهام المتطلبة عقليًا تشعر بالإرهاق، بعد ساعات طويلة من التتبع العقلي لفكرة ما إلى التالي، من المحتمل أن تختار أمسية مريحة من بث البرامج التليفزيونية بدلًا من التعامل مع مهمة صعبة في قائمة المهام الخاصة بك أو تخصيص وقت في السعي الإبداعي.
وفقًا لموقع thesun تقدم دراسة جديدة تفسيرًا بيولوجيًا لهذه الظاهرة المألوفة بعنوان التفكير الجاد يؤدي إلى تراكم المواد الكيميائية التي قد تعطل عمل الدماغ.
لبعض الوقت، كافح العلماء لإيجاد تفسير لسبب استنفاد مواردنا العقلية، افترض الباحثون أن الفترات الطويلة من الجهد الذهني الشاق تؤدي إلى استنفاد الجلوكوز والموارد الرئيسية الأخرى التي تزود الدماغ المتعطش للطاقة، دعمت التجارب المبكرة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين هذه الفكرة، حيث أشارت إلى أن الأشخاص عانوا من انخفاض في نسبة الجلوكوز في الدم بعد مهمة تتطلب الكثير من الإدراك، وأن تناول مشروب سكر يمكن أن يعزز الأداء لكن العمل اللاحق فشل في إعادة إنتاج تلك النتائج.
يقول أنطونيوس ويلر، عالم الأعصاب الإدراكي في مستشفى بيتي سالبترير في فرنسا: "إذا نظرت إلى جميع الدراسات معًا فلن يكون هناك أي تأثير في المتوسط".
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين اضطلعوا بمهمة أصعب لديهم تركيزات أعلى من الناقل العصبي الجلوتامات في LPFC مقارنة بأولئك الذين قاموا بالمهمة الأسهل، وجدوا أيضًا مستوى متزايدًا من انتشار الجلوتامات في المجموعة الصعبة، مما يشير إلى أن الجزيئات كانت تتحرك بشكل أسرع- وهو ما يشير، وفقًا لويلر، إلى أن المادة الكيميائية كانت تتراكم خارج الخلايا، حيث كانت حركتها أقل تقييدًا.
عندما نظر الباحثون إلى الجلوتامات في القشرة البصرية الأولية- وهي منطقة دماغية أخرى نشطت أثناء التجربة بسبب دورها في الرؤية- لم يجدوا مثل هذه التغييرات.
في المستقبل، قد تساعد العلاجات التي تهدف إلى عكس تراكم الجلوتامات في تعزيز قدرة هؤلاء الأفراد على الحفاظ على الانتباه لفترات طويلة من الزمن ومن المجالات الأخرى ذات الاهتمام البحث عن الحالات السريرية التي يكون فيها التعب من الأعراض، مثل متلازمة التعب المزمن. قد يسلط وجود الجلوتامات كعلامة بيولوجية الضوء على سبب معاناة المرضى من الإرهاق.